الایدیولوجیة الجهادیة في بلجیکا

أكد رئيس هيئة تقييم المخاطر في بلجيكا بول فان تيغلت، أن التهديد الإرهابي لم يختف والأيديولوجية "الجهادية" لم تمت، رغم تفكيك جزء كبير من الشبكات العنيفة. وجاء ذلك في تصريحات المسؤول الأمني البلجيكي لإذاعة محلية يوم الأربعاء، تعليقا على محاكمة مرتكبي الهجوم على صحيفة "شارلي ابدو" الفرنسية بداية عام 2015، والتي انطلقت اليوم في باريس. وأشار فان تيغلت إلى أن استمرار التهديد الإرهابي لا يزال يخيم على الدول الأوروبية ومنها بلجيكا. وقال: "يمكن أن نقول إن ما يعرف بتنظيم "داعش" بات غير قادر على إرسال جهاديين إلى أوروبا ولكن هذا لا يعني أن عقيدته اختفت". واستند تيغلت إلى بيانات تفيد باستمرار تمدد الجماعات المتشددة في العالم، خاصة في منطقة جنوب الصحراء في إفريقيا وفي أفغانستان.

وردا على سؤال حول عدد المقاتلين البلجيكيين الموجودين في الخارج، أجاب تيغلت بأنهم 150 من أصل 420 غادروا البلاد باتجاه سوريا والعراق قبل سنوات. كما ألمح إلى وجود 700 مواطن بلجيكي يعيشون داخل البلاد وتم تصنيفهم في خانة "الخطرين"، وبينهم مقاتلون سابقون. وقال: "يشكل المتطرفون الخطر الأكبر على أوروبا اليوم، إذ من السهل التلاعب بأفكارهم ودفعهم لشن الهجمات".

كما لفت إلى استمرار ارتفاع نفوذ تيار اليمين المتطرف، مشيرا إلى أن السلطات المعنية تتعامل معهم بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع المتطرفين "الجهاديين". وتعيش بلجيكا حالة من الترقب شأنها في ذلك شأن العديد من الدول الأوروبية التي بات الإرهاب يضرب عواصمها على فترات زمنية متقاربة مع تزايد هجمات الذئاب المنفردة، مما وضعها أمام تحديات أمنية جمة، تفرض عليها المزيد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب للحفاظ على أمنها.

ولم تغيب عن الأذهان سلسلة الهجمات الإرهابية التي استهدفت كلا من “مطار بروكسل الدولي” المعروف باسم مطار زافينت، ومحطة مترو “مالبيك” بالقرب من مقار مؤسسات الاتحاد الأوروبي، في 22 مارس 2016 ، والتي وصف بأعنف هجمات إرهابية شهدتها بلجيكا. وتبناها تنظيم داعش ، حيث شهد مطار بروكسل الذي يبعد حوالي 11 كيلومترا من العاصمة وقوع انفجارين خلفا عشرات القتلى والجرحى في القاعة الرئيسية ،بينما وقع الانفجار الأول بالقرب من مكتب تابع لشركة الخطوط الجوية البلجيكية، وقع الثاني أمام مكتب شركة طيران “أميركان أير لاينز”،.

وتم اكتشاف قنبلة ثالثة في المطار وعلى وقع تلك الهجمات قامت السلطات البلجيكية بإغلاق المطار وفرضت إجراءات أمنية مشددة، لمواجهة هذا الخطر الذي بات يؤرق الأمن البلجيكي، ويتطلب المزيد من السياسات في مواجهة الهجمات الإرهابية، ويفرض أيضاً مخاوف إضافية. وباتت بروكسل مهجعا وحاضنة تفريخ للإرهاب، في ضوء معطيات أمنية تشير إلى أن مؤامرات إرهابية استهدفت مدنا أوروبية عدة وبوتيرة متكررة خرجت من قلب العاصمة بروكسل خلال السنوات الأخيرة الماضية.

ودائما ماحذرت أجهزة الاستخبارات البلجيكية ، من أن البلاد تواجه تهديدا إرهابيا مستمرا بسبب التطرف. وأن بلجيكا، قياسا إلى نسبة السكان، كانت إحدى أكثر الدول المصدرة “للجهاديين” للقتال في سوريا مع أكثر من( 400 )منهم منذ 2012″. واستهدفت بلجيكا عدة هجمات جهادية تبناها تنظيم “داعش” لا سيما في 2016 حين قتل (32) شخصا في بروكسل، وفي مايو 2018 قتل (3) أشخاص في لييج.

واعتبر جهاز أمن الدولة أن النزاع السوري “حفّز” ظاهرة تطرّف المعتقلين، وهو مسؤول جزئيا عن معاودة المدانين بالتطرف لأنشطتهم وفقا لـ” مونت كارلو” في 30 نوفمبر 2018. وأشار التقرير إلى “العدد الكبير للمدانين في بلجيكا في قضايا إرهابية بين 2001 و2011 الذين يعاودون أنشطتهم كمتطرفين إسلاميين أو كإرهابيين”. ولايزال مستوى التأهب الأمني في عموم بلجيكا عند المستوى الثاني على مقياس من أربع درجات، فيما تم الإبقاء على المستوى الثالث في بعض المواقع العسكرية وأمام السفارات وغيرها.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر المقالات قراءة

Error: No articles to display