الرسوم المسيئة دعوة صريحة للعنف والكراهية

 

 

أعادت صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، نشر الرسم الكاريكاتوري المسيء للنبي، بالتزامن مع محاكمة متهمين بمساعدة منفذي الاعتداء على الصحيفة، عام 2015، والذي أسفر عن مقتل 17 شخصا، من العاملين في الصحيفة ورجال أمن وزبائن متجر يهودي. ووسط إجراءات أمنية مشددة في محيط مقر صحيفة شارلي إيبدو بباريس، وبمشاركة عمدة المدينة آن هيدالغو وعدد من الوزراء، بينهم وزير الداخلية كريستوف كاستانر ووزير العدل نيكول بيلوبيت، تم وضع أكاليل الزهور أمام مقر الصحيفة. الرسوم المسيئة التي بلغت 12 صورة كاريكاتيرية نشرت في صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية في 30 سبتمبر 2005، وبعد أقل من أسبوعين وفي 10 يناير 2006 قامت الصحيفة النرويجية Magazinet والصحيفة الألمانية دي فيلت والصحيفة الفرنسية France Soir وصحف أخرى في أوروبا بإعادة نشر تلك الصور الكاريكاتيرية، التي أشعلت موجة غضب في الشارع الإسلامي وتم إحراق سفارتي الدنمارك والنرويج في العاصمة السورية دمشق في 4 فبراير 2006 كما تم إحراق القنصلية الدنماركية في بيروت في 5 فبراير 2006، كما تفاعلت عدة دول مع مقاطعة المنتجات الدنماركية.

وتعرضت المجلة الأسبوعية للتهديد عدة مرات بعد ذلك، حيث أضرمت النار في مقر هيئة تحريرها إلى أن تم الهجوم الإرهابي عليها في 7 كانون الثاني/يناير 2015،. حیث دخلت في دوامة العنف الجهادي التي أوقع المئات من القتلى، ففي ذلك اليوم اقتحم الشقيقان سعيد وشريف كواشي مقر الصحيفة في باريس وقتلا 12 شخصا بينهم عدد من رسامي الصحيفة: كابو، ولينسكي، شارب، اونوريه وتينيو.

وسرعان ما انتشرت رسالة دعم للصحيفة بعنوان "أنا شارلي"، ونزل الملايين من الفرنسيين المصدومين إلى الشارع في تظاهرة ضخمة دعما للصحيفة التي تعرضت للهجوم، كان ذلك في 11 من كانون الثاني/يناير 2015 حين انضم الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، ، مع 47 من قادة دول أجنبية بينهم زعماء عرب، إلى المسيرة الحاشدة في العاصمة الفرنسية باريس، للتأكيد على نبذ العنف والإرهاب. وأضاف فريق شارلي إيبدو "أن إعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية هذا الأسبوع الموافق لبدء محاكمة منفذي الهجوم الإرهابي في كانون الثاني/يناير 2015 يبدو أمراً ضرورياً بالنسبة لنا وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على قرار صحيفة شارلي إيبدو الساخرة نشرها رسوم كاريكاتورية للنبي محمد. وأشار إلى حرية الصحافة وحرية التعبير بفرنسا قائلا "...في فرنسا هنالك أيضا حرية التجديف(السخرية من الأديان) ...وأنا هنا لحماية هذه الحريات" وإضافة إلى هذه الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، تضمنت الصفحة الأولى من صحيفة "شارلي إيبدو" كذلك تحت عنوان "كل ذلك من أجل هذا" رسما كاريكاتوريا للنبي محمد بقلم رسام الكاريكاتير كابو، الذي قُتل في هجوم 7 يناير 2015.

وبعد نشر الرسوم في عام 2006، حذر متشددون على الإنترنت من أن المجلة ستدفع ثمن سخريتها، واعتبر المسلمون إن رسم عمامة النبي على شكل قنبلة وصم لجميع المسلمين بالإرهاب، ورغم ذلك تم اللجوء إلى مقاضاة الصحيفة من قبل جماعات إسلامية في فرنسا إلا أن المحكمة الفرنسية قضت في عام 2007، برفض تهمة أن نشر الرسوم يحرض على كراهية المسلمين. والصحيفة التي اسست منذ 49 عاما كانت عادة ما يباع منها 30 ألف نسخة من من أصل 60 الف نسخة يتم طباعتها أسبوعيا، وذلك قبل هجوم 2015 عليها، الذي جعلها تتحدى المهاجمين بإعادة نشر الرسوم المسيئة مرة أخرى في عدد أرادت أن توزع منه مليون نسخة للحصول على المال الكافي لدعم استمرارية المجلة التي كان وقتها تباع كل نسخة منها بحوالي 3.5 دولاراً امريكياً.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر المقالات قراءة

Error: No articles to display