المعاق محمود منصوري

ولد محمود منصوري 27 أيلول عام 1960م في أحد قرى مدينة راور التابعة لمحافظة كرمان. أبوه يعمل بالزراعة وتربية المواشي وأمه مضافاً لقيامها بأعمال المنزل الكثيرة تقوم بمساعدة والده في تربية المواشي. محمود هو أول أبناء في هذا البيت المؤلف من 6 أفراد. توفي والده وهو في السابعة من عمره فأجبر على ترك الدراسة والذهاب للعمل من أجل تأمين لقمة العيش.

بقي حتى 16 من عمره وهو يعمل في مسقط رأسه ثم عمد للهجرة إلى كرمان بحثاً عن عمل أفضل لأن ما كان يجنيه من الأجر لا يكفي للمعيشة. وبعد فترة بدأ العمل في شركة نحاس (سرجشمه) رفسنجان وبدأ بالتزامن مع هذا العمل درسة المرحلة الإبتدائية في مدرسة ليلية.

التحق محمود بالثوار منذ بدء الشعب الإيراني بالثورة الإسلامية ضد النظام البهلوي عام 1978م و كان يستلم منشورات الإمام الخميني (ره) من أحد أصدقائه بالشركة ويشارك في التظاهرات إعلاناً منه لمخالفته لحاكم عصره.

وبعد انتصار الأمة الإيرانية وقبل أن تمر مدة قابلة للملاحظة على تشكيل الحكومة بدأ النظام البعثي في العراق هجومه الغاشم على المدن الجنوبية للجمهورية الإسلامية مستغلاً هذه الفرصة.

أسرع محمود إلى الجبهة في الجنوب للدفاع عن تراب بلاده وعن شرفه لأنه كان من الرجال الشجعان والعشاق لوطنهم، وجاهد مدة أربعة أشهر بشكل تطوعي. ولكن بسبب المشاكل الاقتصادية التي واجهت عائلته اضطر لترك جبهة القتال والعودة للعمل في مدينة كرمان.

وفي عام 1981م تزوج من إحدى فتايات مدينة رابر وأنجب منها طفلان وبعد مدة وبسبب عمله انتقلت هذه العائلة الصغيرة إلى كرمان وعمل محمود هناك حارسا في شركة توانيرو (الکهرباء)

في صباح الرابع والعشرین من کانون الأول عام 1984م وطبق العادة انطلق إلى محل عمله ولكن عندما وصل بالقرب من الشركة استهدفه شخصين تابعين لإحد فرق مجاهدي خلق الإرهابية فأطلقوا عليه النار بسبب الشبه النسبي الموجود بين لون لباس محمود منصوري و لباس الحرس الثوري الإيراني ثم فرّا هاربين من مكان الجريمة. أصيب محمود إثر هذا الاستهداف بخمس رصاصات في جسمه وأسعف من قبل الأهالي إلى مستشفى كرمان.

بقي في المستشفى ما يقارب الشهر تحت إشراف الأطباء نقل بعدها إلى مستشفى في طهران وبعد 20 يوماً قطع نخاعه الشوكي من ناحية القفص الصدري.

كان محمود قد بلغ حديثاً الرابعة والعشرين من عمره فقط ولهذا أصيب بعد هذه الحادثة بأزمات نفسية وروحية عديدة إلا أنه استطاع بعد مضي مدة من الزمن وبحمد الله ومواساة زوجته العودة إلى حالته الطبيعية.

خاطب وهو يتصارع مع آلامه الناجمة عن الإصابة في مقابلة أجريت معه الرؤساء والقياديين في منظمة مجاهدي خلق الإرهابية قائلاً: " بأي حق تسعون لإجبار الناس على تنفيذ مطالبكم واتباع عقائدكم؟ أي ذنب للناس الذين استشهدوا أو أعيقوا في اغتيالاتكم العمياء؟ جرائمكم تنطبق على أي قانون في العالم؟ ".


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات