الجريح جلال جلالي زاده

 

ولد جلال جلالي زاده في الرابع والعشرين من حزيران عام 1960م في قرية غلين من محافظة كردستان . كان أبوه من طلاب العلوم الدينية وأمه ربة منزل وهي سيدة اتصل نسبها بالإمام السجاد عليه السلام. اتصف جلال من صغره بالذكاء بعد دراسة المقدمات على يد والده تعلم قراءة القرآن عند أحد مشائخ القرية ودخل المرحلة الثانوية.

كان يهوى مضافاً لحب الدراسة تسلق الجبال والسباحة والفروسية وبسبب أنشطة والده كان يشارك في أغلب البرامج الدينية والاجتماعية التي تقام في القرية ويقوم بمساعدة أهالي القرية على قدر استطاعته.

سافر جلال إلى سنندج في مرحلة الدراسة الثانوية عام 1973م وكان في تلك المدة تحت رعاية ومراقبة أخية الأكبر الساكن هناك والمشغول بالدراسة في الحوزة العلمية.

ومع هبوب نسمات النهضة الشعبية للإمام الخميني (ره) ثار جلال جلالي زاده صاحب الروح الثورية والمناهضة للظلم مع أخيه، ووقفا في وجه النظام البهلوي. وأعلن مواجهته لحاكم زمانه بكتابة الشعارات في الثانوية وإرشاد رفاقه، ومع أن مدير الثانوية لاحظ أنشطته وكان من الممكن اعتقال قوات الأمن له أو فصله من المدرسة على أقل تقديرإلا أنه كان صاحب قرار ثابت ولا يعرف الخوف طريقاً إلى قلبه.

بعد الحصول على الشهادة الثانوية سافر برفقة أحد أصدقائه إلى الأحواز ليتابع أنشطته ضد النظام البهلوي في تلك المدينة.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عاد جلال إلى مسقط رأسه. وفي ذلك الوقت كانت الحركات المعارضة للثورة في منطقة كردستان قد سلبت الناس أمنهم وأمانهم وأخذت بأذية العوائل المؤيدة للنظام الجديد. هذا الأمر أدى إلى هجرة أعداد من العوائل الكردية. وفي عام 1980م هاجرت عائلة جلال جلالي زاده إلى مدينة سنندج أيضاً لنفس السبب .

وبعد أن استقروا في سنندج بدأ جلال بالعمل في إذاعة المدينة. وصار مذيع الأخبار فيها، وكان يعمل مضافاً إلى هذا كمخرج ومذيع في بعض البرامج السياسية والاجتماعية.

أنشطة جلال وعمل أبوه وأخوه كعالمي دين ومعرفتهم بالمسائل الدينية أدى إلى إثارة كره أعضاء الحزب الديمقراطي الإرهابي تجاه هذه العائلة. فقاموا بتاريخ العاشر من تموز عام 1981م الساعة 11 ليلاً باغتيال هذه العائلة.

هجم ثلاثة من عناصر هذا التنظيم الإرهابي على منزلهم وقاموا بقتل شقیق جلال بوابل من الرصاص وجرحوا جلال وابن عمه، وعندما أرادوا الهرب حاول والد جلال الإمساك بهم فقتلوه ايضاً.

ولما سمع الناس تتابع إطلاق الرصاص في منزل هذه العائلة المحترمة التي يكنون لها كل الحب سارعوا إلى المكان ونقلوا المجروحين إلى المستشفى.

خضع جلال وابن عمه لعملية جراحية فور وصولهما للمستشفى، في حين استشهد شقيقه ساعة الهجوم والتحق أبوه بعد مدة بالشهداء أيضاً، أما جلال الذي بقي 45 يوماً في المستشفى ولم يتعافى أصبح معاقاً بنسبة 50 %.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات