سعي مجاهدي خلق وبي بي سي الفارسیة لخلق حرب نفسیة في إیران

 

 

 

 

 إن المتتبع لمجريات الأحداث في الآونة الأخيرة بين أمريكا وايران يجد أن هناك حرب إعلامية نفسية تقودها منظمة مجاهدي خلق وقناة بي بي سي الفارسیة بشدة في الفضاء الإلكتروني ضد الشعب الإيراني. علی الرغم من إنتشار فیروس کورونا الواسع النطاق في معسکر مجاهدي خلق في ألبانيا والوفيات الجماعية التي أدت إلى زيارة مسؤولي الحكومة الألبانية للمخيم الذي یشیر إلى الوضع البائس الذي لا يمكن للمنظمة السيطرة عليه إلا أنها مازالت تحاول تشویش الناس في إیران ببث أخبارها الکاذبة والمفبرکة .

فقادة هذه المنظمة یحاولون تغطیة هذه الکارثة بحق الأعضاء بعد إمتناعهم عن نقل المرضی للمستشفیات الألبانیة وعدم إیجادهم جواباً مقنعاً لمسؤولي الحکومة الألبانیة ومنظمة الصحة العالمیة . في 1 دي المصادف (21 دیسمبر ) حاول الموقع الرسمي لمنظمة مجاهدي خلق الإرهابیة في مقال بعنوان "العمل اللاإنساني من قبل النظام الديني حول لقاح كورونا" ، شن حرب نفسية ضد شراء لقاح فيروس كورونا وإطلاق ما يسمى بعاصفة تويتر مع هاشتاغ "اشتروا اللقاح". وکتب أحد أعضاء مجاهدي خلق علی موقع المنظمة : إن تقاعس الحکومة وتأخرها في شراء لقاح کورونا یعود إلی منافع الجهات الحکومیة مثل الحرس الثوري والطاقم التنفیذي في مؤسسة الخمیني والجهات الأخری بذریعة العقوبات الإقتصادیة ونقص الإمکانات الذي أدی إلى احتجاج شعبي متزايد ، بما في ذلك إطلاق حملة علی تویتر تحت هاشتاغ اشتروا اللقاح .

لا شك أن قادة المنظمة یحاولون التقرب أکثر من الحكومة الأمريكية بتقديم صورة إنسانية عن الحكومة الأمريكية وتشویه صورة النظام الإیراني من خلال القيام بعمليات نفسية ضد الشعب الإيراني في الفضاء الإلكتروني. لکسب الدعم المالي والسياسي من أمریکا وغیرها . لكن الإجابة الأكثر منطقية لقادة المنظمة هي التصریح عن العدد الحقیقي للمرضى والمصابين بفيروس كورونا في معسکر تیرانا في ألبانيا الذین یموتون یومیاً بعيدًا عن أي رعاية صحية .

بالطبع لم تشن المنظمة الحرب النفسية عن لقاح كورونا لوحدها بل شارکتها قناة بي بي سي الفارسية . إذا ألقينا نظرة على الأخبار والتحليلات الإخباریة التي تم بثها فقط في 1 ديسمبر 2020 الموافق 1دي على قناة بي بي سي الفارسية فسنلاحظ أسالیب الحرب النفسية. وهذه بعض الأخبار المنشورة في قناة بي بي سي تلجرام : بي بي سي فارسي - 1 كانون الأول (ديسمبر) 1999 - قام العديد من المستخدمين الإيرانيين على تويتر بتوجيه الهاشتاغ الساخن "اشتروا اللقاح". طلب المستخدمون من السلطات الإفصاح عن عدد ونوع اللقاحات المشتراة للشعب الإیراني . بي بي سي الفارسية - 1 كانون الأول 1999 – لماذا انعدمت ثقة الجمهور في أداء الحكومة في إيران ولماذا لایوجد معلومات دقيقة حول جهود شراء لقاح كورونا ولماذا الغموض حول احتمالية التطعيم؟ مقابلة مع الصحفي هرمز شريفيان بي بي سي فارسي - 1 كانون الأول (ديسمبر) 1999 - يقول الدكتور بابك قرایي مقدم العضو السابق في جمعية الأطباء العامين الإيرانية : إن التطعيم ضد فيروس كورونا سيستغرق عدة أشهر ، حتى في البلدان الأكثر تقدمًا لذا فإن الأمل في الحصول على لقاح لا ينبغي أن يجعلنا نتساهل في الصحة العامة.

إن الهدف من الحرب النفسية لمجاهدي خلق وبي بي سي بالفارسية في الأول من كانون الأول (ديسمبر) 1999 تشویه صورة الحرس الثوري والموظفين التنفيذيين في مؤسسة الإمام الخميني والقول أن الحكومة الإيرانية تتمتع بالحرية لشراء اللقاح من الخارج ، وقد سمحت لها الولايات المتحدة بذلك .

ولکن اقتراح مساعدة أمریکا لإیران یهدف لإفقاد النظام شرعیته أمام مواطنیه وإظهاره بمظهر العاجز والمعزول. فقد جاء المقترح ممزوجًا باتهامات للنظام في إيران بإخفاء المعلومات وعجز القطاع الصحي فيه عن مواجهة المرض، في تجاهل كامل لتأثير عقود من العقوبات الأميركي حيث لم يبق قطاع الأدوية والخدمات الصحية بعيدًا عنها. وهذه الصيغ في عرض المساعدة رفضتها إيران من خلال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي الذي وصف المقترحات الأميركية بأنها "لعبة سياسية نفسية تثير السخرية" مذكِّرًا بأن العقوبات الأميركية في حدِّ ذاتها عقبة رئيسية في طريق شراء المعدات الطبية والصيدلانية وهو ما يشمل المعدات اللازمة لاختبار كورونا التي تحتاجها إيران بصورة ملحَّة، ولم تسمح الولايات المتحدة لإيران باستخدام حساباتها المجمدة لاستيراد المعدات الطبية اللازمة عبر قناة إنسانية سويسرية تم تشغيلها في فبراير/شباط 2020. لقد أبدت إيران مقاومة عنيدة أمام الضغوطات الأميركية ومن الواضح أن النظام لن يرضخ لحملة الضغط الأقصى التي تمارسها واشنطن وصرح عبد الرضا رحماني فضلي، وزير الداخلية ورئيس مقر عمليات مكافحة كورونا، تعليقًا على حملة "اشتروا اللقاح"، التي أصبحت الأكثر تداولا في إيران، مرتين خلال أسبوع واحد: "إن الحملة افتراضية، يتم دعم ثلاثة أرباعها والترويج لها من الخارج".

كما اعتبر وزير الداخلية، عبد الرضا رحماني فضلي أن حملة "اشتروا اللقاح" "إثارة أجواء من الخارج"، واصفًا نشر تقارير عن سوء إدارة مسؤولي النظام الإيراني في التعامل مع تفشي كورونا بأنه من فعل معارضي ومناهضي النظام".


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر المقالات قراءة

Error: No articles to display