علماء التكفير في السعودية

 

علی الرغم من إعلان هزیمة داعش إلا أن داعش لن ینتهي إلا بعد ملاحقة خلايا هذا التنظيم والقضاء عليها جذريا، وتقع مسؤولية سفك دماء الابرياء في العراق وسوريا على عاتق بعض علماء الوهابية في السعودية الذين يغذون الفكر الإرهابي من خلال فتاويهم التكفيرية. إن متابعة مسار "داعش" تؤكد أنه تنظيم يتمتع بأرضية أيديولوجية قائمة على جذب المجندين، ولا يمكن القضاء عليه من دون القضاء على المسببات التي أدت إلى ظهوره وتنامي قدراته واتساع رقعة انتشاره، ومن ثم انحسارها بعد تشكيل التحالف الدولي، عام 2014.

وقد حذر باحثون سیاسیون من الخلايا النائمة العدیدة للتنظيم الإرهابي، وسبق أن وصف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية التنظيم بالمذهل، والفريد من نوعه، نظرا لحضوره المستمر في الصفحات الأولى من المجلات والصحف، وعلى شاشات التلفزة يوميا، وانتشاره في مواقع التواصل الاجتماعي. وفسر المسؤولون الأميركيون مهارة داعش في هذه المواقع، بأنه كيان غير مركزي، يسمح لمختلف المنتمين إليه والمؤيدين له، بأن ينشطوا وينفذوا ما يريدونه، بدون أي تنسيق مع القيادات. وقال بعض الباحثون أن داعش صامد وسيتحول إلى تيار إرهابي خفي، يتمتع بانتشار أوسع، مما يبقيه، ويضمن قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية متفرقة.

وأشار الخبیر السیاسي البیاتي سابقاً أن الانتهاء من المعارك عسكريا لا يعني انتهاء داعش في العراق بشكل نهائي بل هناک الكثير من الجيوب والخلايا النائمة التی تنتمي للتنظيمات الارهابية و ولازالت ناشطة تمارس عملها بكل مجال وفي كل مكان وزمان مشددا على أن عمليات محاربة داعش للقضاء عليه جذريا ستتابع من خلال ملاحقة تلك الخلايا وتطهير العقول التي تبنت افكار داعشية وارهابية نتيجة قيام الاخير بغسل دماغهم لافراد اثناء السيطرة عليهم آنذاك.. وقامت الدول العظمى التي تحاول التسلط على دول المنطقة بخلق التظيمات الارهابية وتسليطها على بلدان المنطقة من أجل تحقيق مصالحها السياسية والامنية والاقتصادية،من أجل زعزعة الامن في الدول وخلق فوضى بالبلاد من خلال القتل والذبح والتهجير والتكفير وغيرها.

ولایخفی الدور السعودي في تمويل ودعم الارهاب فالسعودية كانت ومازالت حاضنة للارهابيين و قد ساهمت بنشر الفكر الوهابي المنحرف في الدول من خلال فتوى بعض العلماء السنة المنحرفين فكرياً في السعودية. وکتب المفکر الإسلامي عبد النور بیدار أستتاذ الفلسفة بجامعة صوفیا أنتیبولیس في نیس بفرنسا: إذا کنت لاترید أن تنجب مثل هذه الوحوش (داعش ) لابد أن تبدأ بإصلاح التعلیم الذي تعطیه لأطفالك .

وأشارت بعض الدراسات إلی أن السیاسة التعلیمیة السعودیة هي التي أنجبت داعش وساعدت علی تشکیل معظم الإرهابیین المنتشرین حول العالم وهي السیاسة التي تقوم علی مناهج الفکر السلفي الوهابي التي تحرض علی التشدد والطائفیة وتحض الطلبة علی ممارسة العنف . ویشیر التقریر الذي أصدره مرکز فریدوم هاوس للحریات الدینیة في عام 2006م إلی أن المناهج الدراسیة التي تصدرها وزارة التربیة والتعلیم في السعودیة تدین الغالبیة العظمی من المسلمین الذین لایتبعون الفکر الوهابي وتصفهم بالمنحرفین والضالین والمشرکین وأن الیهود والمسیحیین من ألد أعداء الإسلام بالإضافة إلی کل الفرق الإسلامیة الأخری مثل الشیعة . وتکمن خطورة الفکر السعودي في کونها لاتقتصر علی المدارس داخل السعودیة فجسب بل تنتشر المدار س التابعة للسعودیة في عدة دول حول العالم اابتداء من واشنطن إلی جاکرتا مرورا بالرباط والجزائر ومدرید إلی باریس وروما وفیینا وموسکو وغیرها .

وإذا قارنا بین مناهج السعودیة وداعش التعلیمیة سنجد تشابهاً کبیراً حیث کشفت الکتب الدراسیة لتنظیم داعش بعد سیطرته علی الموصل عن وجود أسلوب منهجي في محاولة منه لزرع الفکر المتطرف في عقول الأطفال والمراهقین وتبني مناهج تربویة تتماشی مع قوانینه وتشریعاته المتطرفة التي تحرض علی العنف وإنشاء دولة الخلافة والتأکید علی الدین الوهابي السلفي من خلال تدریس کتاب العقیدة الذي یعتمد علی رسالة محمد عبد الوهاب (المادة نفسها تدرس في السعودیة بإسم التوحید ) ویضم الکتاب أیضاً فصل عن مفهوم الولاء والبراء الذي یشیر إلی شرعیة ووجوب نصرة وإطاعة التنظیم والبراء من کل شخص یخالف التنظیم بوصفه کافرووجوب قتله وتبریر النعنف في إطار دیني لضمان مشروع الخلافة کل هذه المفاهیم مقتبسة من محمد عبد الوهاب وابن تیمیة .

ومثال أخر نذکره (جلد الناشط السعودي رائف بدوي 1000 جلدة )أمام الناس في المسجد في السعودیة بتهمة حرية الرأي وانتقاد المؤسسة الدينية، عقوبة بالشكل كما بالمضمون مثلما فعلت داعش مع کل شخص یخالف عقائدها . وللقضاء على "داعش" يجب التأكد من عدم استمرار زرع أفکاره المتطرفة الوهابیة في عقول الشباب فالتمسك بالأرض لم يعد ضمن أولوياته المرحلية قدر الحفاظ على العنصر البشري، حيث يؤمن التنظيم بأن مشروع إقامة "دولة الخلافة الإسلامية" يتوقف على وفرة هذا العنصر لديمومة وجوده.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر المقالات قراءة

Error: No articles to display