حقوق الإنسان وسیلة لتحقیق مکاسب سیاسیة

 

تزعم الولايات المتحدة أنها تأسست على حقوق الإنسان، وتصف نفسها بالمدافع عن حقوق الإنسان حول العالم ورغم أن الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم صخباً وضجيجاً بالحديث عن حقوق الإنسان وشعاراته ، كما أنها الدولة الأكثر استخداما لورقة حقوق الإنسان في سياستها الخارجية ، إلا أنها على صعيد الممارسة الفعلية تعد الدولة الأخطر على مر التاريخ التي انتهكت وتنتهك حقوق الإنسان .

فالولايات المتحدة هي بلد المتناقضات بامتياز وهي اكبر بلاد العالم انتهاكا لحقوق الإنسان ، ومن يقرأ اليسير من تاريخ الإدارات الأمريكية المتعاقبة يدرك زيف الشعارات المنادیة بحقوق الإنسان .

وهذا الأمر لانشاهده فقط في حکومة ترامب ولكن جميع الحكومات في البيت الأبيض التي ترى الإنسان كأداة لتحقيق المكاسب الاقتصادية. وهدف العيش في النظام الفكري للسياسيين الأمريكيين هو المزيد من الربح ، والرأسمالية الأمریکیة في الغرب لا يترك مجالاً لتطبیق حقوق الإنسان فالممارسات اللا إنسانية المطبقة في السجون تطبق في الشوارع على الفقراء والسود والمهاجرين.

الفقر والجوع

تعد الولايات المتحدة حاليا الدولة المتقدمة الوحيدة التي تضم ملايين الجوعى. كان هناك 39.7 مليون شخص يعانون الفقر في الولايات المتحدة، وفقا لأرقام صادرة عن مكتب التعداد الأمريكي عام 2018 ويعيش زهاء 12.8 مليون طفل أمريكي في فقر، بينما هناك ما إجماليه 3.5 مليون طفل أمريكي فقير دون سن الخامسة، بينهم 1.6 مليون طفل يعيشون في فقر مدقع.

جرائم الكراهية العرقية

في الولايات المتحدة ویتسم النظام السياسي الحاكم على شعب أمریکا بالظلم والقمع وتكرار عمليات إطلاق النار والإيذاء الوحشي من قبل رجال الشرطة ضد الأمريكيين الأفارقة. وأحدث مثال على ذلك هو قتل جورج فلويد ، الذي أثار الغضب التاريخي للسود الأمریکیین .

ولایعاني فقط السود والهنود الحمر من الظلم فقط ، ولكن أيضًا النساء والشباب والفقراء في الولايات المتحدة ليس لديهم حقوق متساوية مع الآخرين. في الواقع ، جعلت النظرة السلعية للمرأة النساء من الجنس الثاني ، وهذه النظرة أیضاً للفقراء الذین لایملکون مأوی لهم سوی الشوارع بالإضافة إلى ذلك ، لا تعامل حكومة الولايات المتحدة المهاجرين بطريقة إنسانية. ليس فقط فظاظة ترامب وقوانين الكونجرس المناهضة للإنسان ، ولكن النظام السياسي الأمريكي يهين المهاجرين الذين هم عامل رئيسي في نمو أمريكا ، ويدمرون الثقافات غير الأمريكية ويطلقون عليها متوحشة.

الفجوة العرقية في التوظيف والثروة

تحمل العمال من ذوي الأصول الأفريقية بشكل دائم معدل بطالة يناهز ضعفي المعدل لنظرائهم من البيض قبل سنوات ، حاول الأمريكيون الأصليون والسود الحصول على حقوق متساوية مع البیض وفشلوا. وأظهرت الاحتجاجات الأخيرة أنه على الرغم من الإيماءات السياسية للمسؤولين الأمريكيين ، فإن الأقليات العرقية في الولايات المتحدة هي مجرد سلعة و ليس لديها فرصة لأن تكون حقوقهم متساوية مع البیض ما لم تحمي المصالح السياسية الأمريكية الأسلحة وعملیات القتل يعد إنتاج الأسلحة وبيعها واستخدامها في الولايات المتحدة سلسلة صناعية هائلة، تشكل مجموعة مصالح ضخمة.

وأشار تقرير نشر في 20 نوفمبر 2019 على الموقع الإلكتروني لمركز (أميريكان بروجريس) إلى أن هناك شخصا يقتل بسلاح ناري في الولايات المتحدة كل 15 دقيقة، مستشهدا بأرقام حول قتلى عمليات إطلاق النار خلال الفترة من 2008 إلى 2017. وإجمالا، لقي 39052 شخصا مصرعهم جراء العنف المرتبط بالأسلحة في الولايات المتحدة عام 2019 اضطرابات إدارة السجون ذكر تقرير نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة العدل في يوم 3 أبريل 2019، أن سجون ألاباما للرجال أخفقت في حماية النزلاء من العنف بين المساجين ومن الإساءة الجنسية، وأن النزلاء يواجهون ضررا شديدا، يشمل الضرر المميت، نتيجة لذلك. قوانين الرسملة لصالح القوات الأمريكية في البلدان التي تسيطر عليها لا تسمح بالاحتجاجات الشعبية ضد هذه السلوكيات.

ومع ذلك ، فإن شعوب دول مثل العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان تدرك جيدًا كيف تنتهك الولايات المتحدة ، من خلال دعم الإرهابيين ، حقوقهم وترى البشر كسلع قابلة للتداول ولا قيمة لها في مواجهة المصالح السياسية.

حقيقة أن الولايات المتحدة تطلق النار على طائرات ركاب إيرانية ، وتقوم بانقلابات داخل الدول ، وتبيع أسلحة متطورة للسعودیة لقتل الشعب الیمني وتفرض عقوبات اقتصادیة ، وتمنع إرسال النفط والأغذية والأدوية إلى الدول ، وتحارب مختلف الدول و وتلقي قنبلة نووية علی الشعب الياباني ، یُظهر الإطار الفكري للنظام السياسي الأمريكي ، في إعتبارهم البشر أداة لتحقيق هدف سياسي وليس لهم قيمة جوهرية وقانونية في ظل هذه الظروف ، تطالب الولايات المتحدة بحقوق الإنسان وتحاول استخدام حقوق الإنسان للضغط على دول أخرى. بما أن البشر ليسوا أكثر من مجرد أداة في النظام الفكري للسياسيين الأمريكيين ، فإن حقوق الإنسان هي أيضًا أداة لتحقيق مكاسب سياسية ، وبالتالي ، فإن وسائل الإعلام التابعة تطالب أحيانًا بحقوق الإنسان الإرهابية ، لكنها لا تمنح حقوقًا للأطفال اليمنيين والسوريين والعراقيين.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر الاخبار قراءة

Error: No articles to display