الشهید بهشتي فخر لايران

یصادف اليوم ذكرى استشهاد آية الله محمد حسين بهشتي رئيس السلطة القضائية الاسبق في ايران و72 شخصية قيادية اثر تفجير ارهابي استهدف مقر الحزب الجمهوري بطهران قبل 39 عاما. واغتيل الشهید بهشتي في الانفجار الذي استهدف مقر الحزب الجمهوري ومعه اثنان وسبعون من أعضاء وقادة الثورة وأعلن الإمام الخميني (ره) الحداد العام في إيران، وأصدر بياناً ووصفه بأنه كان "أمة في رجل". وكان الشهيد بهشتی عالم دين شيعي وسياسي إيراني. يحمل شهاده الدكتوراة في الفلسفة من جامعة طهران و کان من مؤسسي الحزب الجمهوري الإسلامي ورئيس السلطة القضائية ورئيس مجلس الثورة الإسلامية ومجلس الخبراء وكان يتقن الإنكليزية والألمانية والعربية و لعب دورا كبيرا في إعداد الدستور الإيراني.

ووقع التفجير الارهابي في 7 تير حسب التقويم الايراني المصادف 27 حزيران/ يونيو 1981 اثناء انعقاد اجتماع لقادة الحزب الجمهوري الاسلامي ما أسفر عن استشهاد آية الله بهشتي. ونفذ الهجوم عناصر من منظمة "خلق" الارهابية. وكان الاجتماع قد ضم الكثير من مسؤولي البلاد حيث استشهد ايضا أربعة وزراء (هم وزراء الصحة، والنقل، والاتصالات، والطاقة)، بالاضافة الى سبعة عشر نائبا في مجلس الشورى الاسلامي، والعديد من المسؤولين الحكوميين الآخرين. نبذة عن حياة الشهيد بهشتي ولد السيّد البهشتي فی عام 1928 بمدينة إصفهان وسط إيران ، وعرف بين أقرانه بالذكاء ، وأنهى مرحلة الدراسة الابتدائية المتوسطة في إصفهان ، وانخرط في سلك طلاّب العلوم الدينية ، والتحق بمدرسة الصدر في مدينة إصفهان ، بسبب شغفه للعلوم الإسلامية وواصل الدراسة الأكاديمية ، فتمكّن من الحصول على شهادة الإعدادية ، ثمّ دخل كلّية الإلهيَّات في العاصمة طهران ، وحاز على شهادة البكالوريوس منها.

كان يتسم الشهید باستقلالية الإرادة ، واستباق الزمن دائماً ، محبّاً للتجديد ، مناهضاً للتقاليد البالية والموروثات السقيمة، شجاعاً لا يخشى المجابهة . ومن صفاته ايضا عدم التواكل ، فحيثما كان يرى ضرورة عمل ما كان يؤدِّيه بلا تخوّف ، فلو كان – على سبيل المثال – يرى ضرورة أن يكون إماماً لأحد المساجد لكان يسارع إليه ، ويقوم بأداء جميع المهامّ المتعلّقة به ، ولم تكن همَّته تقتصر على يومه ، فالسيّد بهشتي كانت لديه على الدوام أفكار على المدى البعيد . نشاطاته ومواقفه : وقام شهید بهشتی بتأسيس مدرسة الدين والعلم فی مدينة قم و ذلك بالتعاون مع زملائه بهدف تثقيف الشباب بالثقافة الإسلامية وإيجاد حركة ثقافية لإعداد الكوادر اللازمة ، والتزم مسؤولية إدارة هذه المدرسة . کما أوجد حركة ثورية طُلاَّبية عن طريق توثيق الاواصر بين الحوزة العلمية والجامعة ، لأنّه كان يعتقد بأنّ الطلاّب الجامعين وطلبة الحوزة يمكنهم التكاتف والتضامن التام على العمل وفق الأُسُس التي دعا إليها الإسلام .

وقام ایضا تأليف الكتب الإسلامية باسلوب حديث ، وفق أُسس العقيدة الإسلامية ، تنسجم مع طبائع الجيل الجديد . وتم ايفاده إلى مدينة هامبورغ في ألمانيا لادارة شؤون مسجدها ، الذي أسَّسه المرجع الديني آية الله حسين الطباطبائي البروجردي ، حيث قام بتأسيس الاتحاد الإسلامي للطلبة الإيرانيين هناك ، وبدأ بنشر الإسلام الثوري في أوربا وأميركا . وکانت للشهید بهشتی المساهمة الفعَّالة بتشكيل رابطة العلماء المجاهدين في إيران ، التي قادت الثورة الإسلامية ضد نظام الشاه ، حيث قامت هذه الرابطة بالتظاهرات والنشاطات السياسية ضدَّ الحكم الشاهنشاهي حتّى تحقّق النصر الإلهي . وسافر إلى باريس والتقى بالإمام الخميني عندما كان هناك ، وقام بوضع اللَّبنة الأولى لمجلس قيادة الثورة الإسلامية في إيران ، وكان ذلك قبل سقوط الشاه دعم لانتفاضة ( 15 ) خرداد ، التي قادها الإمام الخميني (ره) ضد الشاه کما سجل مشارکة قوية بالتنسيق مع العلماء فی تأسيس جمعية الطلبة )في مدينة قم المقدّسة.

شهادته : واستشهد السيّد بهشتي في حادث انفجار مقر الحزب الجمهوري الإسلامي بالعاصمة طهران في الخامس والعشرين من شعبان 1401 هـ ، وعلى أثر ذلك أعلن الإمام الخميني الحداد العام في إيران ، وأصدر بياناً تأبينيّاً جاء فيه : فقد الشعب الإيراني في هذه الفاجعة الكبرى ( 72 ) بريئاً ، ويعتز الشعب الإيراني بأن يقدّم هؤلاء أنفسهم نذوراً لخدمة الإسلام والمسلمين. وشيع السيّد بهشتي ( قدس سره ) تشييعاً مهيباً في طهران مع باقي شهداء حادثة 7 تير الأليمة ، ثمّ ووري الثرى مع صحبه الشهداء بمقبرة جنّة الزهراء جنوب العاصمة.

وکالة ارنا


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر المقالات قراءة

Error: No articles to display