اغتیال السید مجتبی هاشمي علی ید مجاهدي خلق الإرهابیة

 

أصدرت منظمة مجاهدي خلق الإرهابیة، التي فشلت في كسب ثقة الناس بسلوكهم المنافق والمضلل خلال السنوات التي تلت انتصار الثورة حتى الفترة المصيرية في يونيو 1981 بيانًا سياسيًا أعلنت فیه مرحلة الکفاح المسلح وشروع أعمالها الإرهابیة ضد نظام الجمهوریة الإسلامیة . التجسس لصالح النظام البعثي تمركزت مجاهدي خلق في العراق الذي كان يخوض حرباً ضد إيران وقاتلوا الى جانب صدام حسين في داخل وخارج العراق. ومنح صدام حسين هذه الجماعة الإرهابية الحماية والمال والأسلحة والذخيرة والسيارات والدبابات والتدريب العسكري ، والحق في استخدام الأرض (وليس الملكية) وقدمت منظمة مجاهدي خلق مقابل هذا الدعم خدمات لصدام حسين ، مثل تقديم معلومات عن الجمهورية الإسلامية ،والتجسس لصالح النظام البعثي وخدمات الاستجواب والترجمة ، والمساعدة العسكرية المباشرة ، وشنت الجماعة الإرهابية عدة هجمات على طول الحدود إلى إيران ، ضد القوات العسكرية والحرس الثوري الإیراني .

تكثفت هذه العملیات لبعض الوقت في بداية عام 1985 ، عندما تم تهیئة الأجواء المناسبة لإقامة قائد مجاهدي خلق في العراق بشکل دائم . وبعد إستقرار المنظمة في العراق بدأت المشاکل الداخلیة بالتفاقم بعد إجبار رجوي الأعضاء علی الطلاق وإبعاد أولادهم من المعسکر وزواجه من مریم عضدانلو غیرالشرعي وتغییر المنظمة من إیدیولوجیتها و حاول العدید من الأعضاء الإنشقاق عن المنظمة لکن کان الأوان قد فات .

الشهید سیدمجتبی هاشمی

ولد الشهید سيد مجتبى هاشمي عام 1940م في حي شحبور في طهران (المسمی حالیا بالوحدة الإسلامیة الحالیة ) بعد إتمامه سنوات دراسته الثانویة انضم إلی الجیش لکنه سرعان ماترك جیش الشاه وعمل فط الأعمال الحرة . في عام 1963م إنضم هو والعدید من أصدقائه إلی الشعب في کفاحهم ضد الشاه مما وضعه تحت المراقبة والملاحقة المستمرة من قوات الشاه . کما قام بإعداد وتوزيع منشورات وتسجیل أشرطة لخطابات الإمام الخمیني وصور قائد الثورة الإسلامیة ، وبأشكال مختلفة ، قام بتوسيع أنشطته في جميع مدن محافظة طهران وحتى المحافظات المجاورة. مع وصول الإمام الخميني إلى البلاد ، أصبح سيد مجتبى أيضًا عضوًا في لجنة الترحيب بالإمام وشارك في هذا الاستقبال التاريخي. وفي الوقت نفسه ، قام ببذل جهده بعد انتصار الحركة الإسلامية من خلال المشاركة في ساحات القتال ضد الجماعات المعارضة للثورة الإسلامیة . بعد انتصار الثورة الإسلامية في 22 بهمن ، نظم بسرعة القوى الثورية للمنطقة 9 وشكل اللجان الثوریة التابعة للثورة الإسلامية في هذه المنطقة.

وبفضل صیته الذي ذاع بين عامة الناس جمع الثوار معًا بأقصى سرعة وشكل واحدة من أقوى اللجان في طهران. ومع بداية أعمال الشغب والفوضی في کردستان غادر هاشمي ، إلى جانب بعض أعضاء لجنة المقاطعة التاسعة ، إلى غرب البلاد بعد أمر الإمام الخمیني بتشکیل (البسیج ) قوات التعبئة وشاركوا في تحرير وتطهير تلك المنطقة من الجماعات الإرهابیة . بعد إستقرار الأوضاع في کردستان وبعد شروع حرب العراق وإیران تطوع السید مجتبی مع عدد من أصدقائه ورفاقه إلی جنوب إیران لتشکیل وحدة قتالیة واستقروا في فندق کاروانسرا في مدینة آبادان وکانت أول وحدة قتالیة عسکریة ضد قوات النظام البعثي التي عُرفت بإسم جماعة فدائیان الإسلام و استقرت في آبادان وخرمشهر .

وشکر الإمام الخمیني في الصفحة 254 من المجلد الخامس عشر (صحیفة إمام ) جمیع قادة الجیش والحرس الثوري لفك الحصار عن مدینة آبادان وکذلك شکر وحدة فدائیان إسلام بشکل خاص . اغتیال الشهید هاشمی إن اغتيال سيد مجتبى هاشمي علی یدي مجاهدي خلق یظهر مدی حقد جماعة مجاهدي خلق الإرهابیة للسید مجتبی هاشمي الذي قاتل بوجههم بکل شجاعة وفضح مخططاتهم ضد الحکومة الإسلامیة . فقد عمل بصدق وإخلاص في لجنة منطقة 9 في طهران بالإضافة إلی أخذ زمام المبادرة للوقوف ضد نشاطات المنظمة لجذب الشباب في منطقة طهران . لذلك قامت مجاهدي خلق الإرهابیة بتهدیده مراراً لکن هذه التهدیدات لم تخیفه ولم تضعفه عن النضال ضد المنظمة .

يقول ابن الشهید سید هاشمي عن محاولات مجاهدي خلق لاغتيال والده: لقد حاولوا اغتیال أبي عدة مرات ، لكن محاولاتهم لم تنجح ، وحتى عائلتي لم تكن تعلم بهذا الأمر وکان صدام قد وضع مکافأة مالیة مقابل رأسه . حاول مجاهدي خلق الخونة ، الذين لم يتمكنوا من رؤية جهود الشهيد الهاشمي ليلًا ونهارًا لدعم المقاتلين الإسلاميين ، إضعاف عائلة الشهيد هاشمي وتهديده ، وحاولوا إضعاف عزمه على مساعدتهم على الخطوط الأمامية ، لكنهم فشلوا في عام 1985م ، عشية شهر رمضان المبارك ، تم إطلاق النار علیه في رأسه من الخلف بینما کان یخرج من دکانه لبیع الملابس .

وقالت زوجته : عند غروب یوم 18 مایو من عام 1985م الذي کان یصادف أخر یوم من شهر شعبان وبعد مضي مدة من الزمن علی تصریحات مجاهدي خلق الـتي تدعوفیها إلی إعدام السید مجتبی وعددا من رفاقه في فدائیان إسلام قرر السید مجتبی الذهاب إلی اللجنة الثوریة وبینما یغلق دکانه تصل إمرأتان مع أطفالهما وتطلبان منه فتح الدکان بحجة مجیئهم من مسافة بعیدة . وعندما فتح السيد هاشمي (کان أعزل ) الباب دخلت دراجة ناریة الدکان وأطلقوا علیه الرصاص من الخلف وفروا بسرعة هرع الناس بسرعة إلی الدکان ولم یسمحوا لأي سیارة بنقله إلی المشفی خوفاً من وقوعه في أیدي مجاهدي خلق منتظرین الإسعاف . نُقل سيد مجتبى هاشمي إلى المستشفى بعد ساعتين ، على الرغم من أنه لا يزال على قيد الحياة بعد إطلاق النار عليه مرتين في الرأس ولكن في النهاية ، بعد ساعة ، نال شرف الشهادة.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات