الشهيدة سكينة بيغم نيكنجاد

ولدت سكينة عام 1946م في مدينة بهبهان إحدى مدن محافظة الاهواز. أبوها مقاول وأمها ربة منزل.

وسكينة هي النبت الأولى لهذه العائلة اتصفت منذ نعومة أظفارها بالسخاء. كانت فتاة بشوشة طيبة القلب تسعى دائماً لمساعدة الآخرين. كانت تودّ وتحاول أن ترفع عبئاً عن أكتاف الآخرين على الرغم من صغر سنها.

دخلت سكينة المدرسة وتجاوزت المراحل الدراسية بنجاح و كانت من الطالبات المجتهدات اللاتي يرغبن بأن يكنّ من المنتجين والمفيدين في المجتمع. وبعد حصولها على الشهادة الثانوية تقدمت لامتحان معهد المعلمين ونجحت وبدأت دراستها في هذا الفرع. وبعد دراسة عامين في المعهد والتدريس مدة من الزمن في ابتدائية بروجرد أقدمت ثانية على متابعة الدراسة ونجحت بالحصول على شهادة البكلوريوس في فرع التربية الرياضية.

بعد اتمام الدراسة تزوجت من أحد تجار طهران وسكنت هناك. وتتوالى الأيام على سكينة وهي تعمل بالتدريس وتهتم بشؤون منزلها وتضاعف انجاب الأطفال وتربيتهم من واجباتها تدريجياً.

سكينة هي امرأة عفيفة متواضعة كانت تسعى لتربية أبنائها وفقاً للتعاليم الإسلامية النقية وكانت تعرف أهل البيت (ع) لهم كأسوة وقدوة. وعلى الرغم من كل مشاغلها خارج البيت إلا أنها لم تسمح أبداً للعمل في الخارج أن يؤثر على أسرتها.

في الثالث من آذار عام 1982م خرجت سكينة من منزلها أبكر من المعتاد إلى المدرسة. أرادت أن تصلي صلاة الجماعة هناك. عندما وصلت المدرسة كان جميع الطلاب متواجدون في المصلى وكان الأذان قد بدأ للتو. التحقت سكينة بصفوف الصلاة وفجأة سمعت صراخ أحد المعلمين يخبرهم بدخول مجاهدي خلق إلى المدرسة.

في ذلك اليوم كانت قد تحركت مجموعة من المنافقين من طهران للقيام بعملية إرهابية في مدينة كرج وفي وسط الطريق تم اكتشافهم من قبل قوات لجنة الثورة الإسلامية وحصل بين الفريقين اشتباك. قتل عدد من المنافقين في هذا الاشتباك واستطاع اثنان منهم الهرب . فهجم هذان العنصران الفاران من القوات الثورية على المدرسة ليقوم بإيجاد الاضطراب والفوضى.

أسرعت سكينة بسرعة إلى مدخل المدرسة لتمنع المنافقين من الدخول إلى ساحة المدرسة. وفجأة بدأ اطلاق الرصاص من قبل المنافقين بشكل متتابع. وفي هذه الأثناء استاءت حالة أحد الطلاب الذي كان يعاني من مرض في القلب وذهبت سكينة لإحضار الماء له ولكن عندما أرادت العودة إلى المصلى أطلق عليها المنافقين النار وسقطت على الأرض غارقة بدمائها.

فارقت السيدة سكينة الحياة مظلومة لم ترتكب أي ذنب وصارت شهادتها وثيقة على جرائم حركة مجاهدي خلق الإرهابية ووصمة عار على جبهتها إلى الأبد.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات