ذکری حادثة 27 يونيو 1981 الارهابية


التفجيرات و الاشتباكات المسلحة المتفرقة و الاستعدادات لتنفيذ الاغتيالات واسعة النطاق بدأت منذ باكر يوم 19 يونيو 1981 . في يوم 22 يونيو 1981 تم تفجير قنبلة في قاعة محطة القطارات في وقت نزول و صعود الركاب الي القطار مما ادي الي قتل 7 شهداء و ما يزيد عن 50 جريح . في اليوم التالي 23 يونيو 1981 بفضل ذكاء المواطنين تم كشف قنبلة قوية بجانب معهد فني للبنات في طهران و تفكيكه . في 26 يونيو اي في يوم الجمعة قد اجريت الانتخابات النصفية لمجلس الشوري الاسلامي في 19 مدينة و ترافقت هذه الانتخابات بحضور واسع النطاق من الشعب الايراني في مراسيم صلاة الجمعة و مظاهرات و هتافات مختلف اطياف الشعب اعلانا لمخالفتهم لرئيس الجمهورية الموقته ابو الحسن بني صدر و منظمة مجاهدي خلق . في ذلك اليوم كان ايت الله الخامنئي اماما لصلاة الجمعة بطهران و قدم خلالها تحليلا

حول اداء المنظمة مخاطبا قادة منظمة مجاهدي خلق :

لي انا معرفة بسوابقهم و نقاط ضعفهم و انهم يعلمون باننا نعرف ماهيتهم و انا اقول لهم بانكم فضحتم انفسكم امام التاريخ و انحرفتم مما كنتم تدعون به . . . . فانتم يا مجاهدوا خلق تقومون بمواجهة الرجعية كما تزعمون علي حساب مواجهة الحكومة الاسلامية . الرجعية في منطق الاسلام او في منطق الماركسية ؟ الرجعية في الاسلام يعني الارتداد و انكم انتم الرجعيين . كما ناشد ايت الله الخامنئي في خطبته الشباب المناصرين للمنظمة و دعاهم الي التفكير و الانتباه و التدقيق في الحقائق و قبول نصائح ممن يريدون لهم الخير و الصلاح و حذرهم من السير وراء خطئ قادة المنظمة . بعد ان تم القاء القبض علي سودابه سديفي مستشارة بني صدر و ادلائه با الاعترافات قالت خلال اعترافاتها بان بني صدر بعد ان تم اعفائه من الرئاسة الجمهورية و اختفائه ارسل برسالة الي مسعود رجوي بانه " ينبغي ضرب رؤوسهم ( رؤوس الحكومة الاسلامية ) و لم يكن اي حل غير هذا .". 2

حسين نواب صفوي هو احد مرابطين بني صدر و منظمة مجاهدي خلق بعد اعتقاله ايضا افاد في اعترافاته بان بني صدر علي الرغم من تاكيده الي مواجهة النظام من خلال تعبئة الناس " لكنه ايضا اشار الي هذه النقطة " اذا ما لم نستطع ن مواجهة النظام من خلال تعبئة الناس فعلينا ان نشله ، يعني شيئ من هذا القبيل ، و لعلنا يمكن القول بان يجب ازاحة القادة .". 3

بعد ان اختلف مسعود رجوي مع بني صدر ، في انتقاد له بين هكذا وجهات نظر بني صدر حول اغتيالات 1981 :

" ان بني صدر يعرف جيدا بان في تلك الايام .... كان رفسنجاني احد " الخمسة الخ…" التي استوجب قتله و كان يؤكد علي ذلك بان ينجعل رفسنجاني الي جانب بهشتي ال… الذين كان الاثنان با الاضافة الي ثلاثة اخري ملطخة اياديهم با الدم و الجرائم الي المرافق و ان يعتبر اراقة دماهم مباحة و يستوجب معاقبتهم . " "

و في مكان اخر في توجيهه النقد علي وجهات نظر بني صدر يقول رجوي :

. . . كل ما كان يتوقع بني صدر من الكفاح المسلح من مجاهدي خلق هو لم يكن اكثر من دفع شر عدد من كبار مسؤولي النظام . . . 5

في الحقيقة بدأت عملية تصفية كبار المسؤولين السارين علي نهج الامام من قبل منظمة مجاهدي خلق في يوم 26 يونيو 1981 بتفجير قنبلة كانت قد وضعت في جهاز تسجيل علي المنصة الخشبية الذي كان ايت الله الخامنئي واقفا خلفا يلقي بمحاضرته في مسجد ابوذر في طهران و لحسن الحظ نجي امام جمعة طهران المحبوب و ممثل الامام الخيمين في المجلس الاعلي للدفاع من محاولة الاغتيال التي من الممكن ان تتسبب بفاجعة كبيرة لكن اراد الله ان لا تعمل القنبلة كاملة لكن اصيب من هذا التفجير الغير مكتمل بجروح . وفق الاخبار التي نشرت وقتها تحدثت عن اصابة ايت الله الخامنئي من ناحية اعلي من الكتف و من ناحية ساقة اليمني " و انكسر عظم الترقوة و انقطعت عدد من العروق و عصبات من يده اليمني .6

يقع مسجد ابوذر في اقصي الاحياء الجنوبية بطهران و كان ايت الله الخامنئي يلقي محاضرات اسبوعية و جلسات المسائلة و الاجابة في هذا المسجد بعد اقامة صلاة الظهر و العصر . با التزامن مع تفجير هذه القنبلة في مسجد ابوذر ايضا انفجرت قنبلة ثانية في ساحة انقلاب طهران و قنبلة اخري تم كشفها في تقاطع شارع ولي عصر ( عج ) و شارع طالقاني قبل ان تنفجر . 7

كتبت صحيفة كيهان الذي كان يديرها حجت الاسلام سيد محمد خاتمي في افتتاحيتها بعنوان " جموع الناس تروي رواية اغتيال خامنئي " و اوردت :

كانت جموع من الناس مجتمعة امام المستشفي . . . . كانوا رافعين ايديهم الي السماء يدعون لشفاء ايت الله الخامنئي و بعيون هاملة كانوا يدعون من الله ان يبقي امام صلاة جمعة طهران حيا لتفشل مؤامرات الامريكيين . ك كنا اذا سئلنا من اي واحد من هؤلاء الناس بانه من هو وراء هذا الاغتيال كانوا يجيبون دون اي تردد ، الفعلة هي من افعال النهضويين ( منظمة مجاهدي خلق ) . . . . قال عمو حسين : الم تكونوا من المشاركين في الصلاة الجمعة هذا الاسبوع ؟ فقد قال السيد خامنئي مخاطبا مجاهدي خلق ، اننا نعرفكم جيدا . ، انكم سهلتم مهمة الامريكان .. . . لكن كان من الواضح ان النهضويين كانوا غير قادرين ان يعاقبوا السيد خامنئي لحظتها . لذلك " ذهبوا يوم امس و علي عجالة و بصورة مضاعفة الي مسجد ابوذر و فجروا مواد تفجيرية . 8

قال الامام الخميني ( قدس سره ) خلال رسالة موجهه الي ايت الله الخامنئي : ان اغتيال الشخصيات الثورية يؤدي الي مضاعفة المقاومة في صفوف الشعب . و ضمن اشارته ضمنيا الي مسؤولية المنافقين في هذه الفعلة و حول جوانب و اثارها كتب هكذا :

اعداء الثورة الذين استهدفتكم انتم الذي تكونوا من سلالة رسول الله ( ص ) و من جيل حسين بن علي ( ع ) و لم يكن ذنبكم الا خدمة الاسلام و بلدنا الاسلامي و كونكم جنديا وفيا في جبهات الحرب و معلما في المحراب و خطيبا متمكنا في صلاة الجمعة و الجماعات و مرشدا عطوفا في ساحة الثورة ، لم يتمتعوا حتي بقليل من البصيرة السياسية حيث قاموا دون تأني باغتراف هذه الجريمة بعد اقوالكم في المجلس و ( صلاة الجمعة ) و امام الشعب . و انهم استهدفوا شخصا تكون اصداء دعوته الي الصلاح و السداد رنانا في اذان مسلمي العالم .. . . الم يحين الان ان ينفصلوا الشبا الاعزاء المخدوعين من شراك خيانات هؤلاء و لم يضحوا بارواح ابائهم و امهاتهم و شبابنا الاعزاء للمطامع هؤلاء الخيانية و ان يحذروهم من المشاركة في جرائمهم ؟. 9

رئيس المحكمة العليا في البلاد ايت الله بهشتي ، محمد علي رجائي الرئيس الاول ، و مجلس الشوري الاسلامي و سائر المؤسسات الثورية و ايت الله المنتظري ادانوا هذه الجريمة ضمن ارسال خطابات منفصلة و اشاروا تلويحا الي مسؤولية منظمة مجاهدي خلق بمحاولة اغتيال ايت الله الخامنئي . 10

لكن لم تعلن منظمة مجاهدي خلق مسؤوليتها تجاه محاولة اغتيال ايت الله الخامنئي . و حتي كانت قد كتبت بقلم سحري علي اجزاء من جهاز التسجيل الصوتي هذه الكلمات " هدية من جماعة فرقان " 11 و انتشرت كراسة بتوقيع هذه الجماعة حول محاولة الاغتيال هذه 12 و ذلك في الوقت الذي كان المؤسس و الاعضاء الرئيسيين لهذه الجماعة يقبعون في السجون بعد ان تم تحديد هويتهم في عام 1979 و 1980 . 13 و لك يكن لهذه الجماعة في عام 1981 اي تنظيما نشطا داخل البلاد كي يتمكن ان يقوم بتنفيذ اي عمل مسلح .

في بعض اليبانات و الكراسات التي اصدرتها هذه الجماعة كانت قد اثنت علي مؤسسي المنظمة و ايديولوجيتها و اعلنت عن دعمها لمنظمة مجاهدي خلق . 14 و هنالك العديدمن الوثائق تثبت علاقات تنظيمية كانت تربط منظمة مجاهدي خلق مع جماعة فرقان . 15 15 لكن كان من الواضح ان منظمة مجاهدي خلق في بداية شروع اعماله المسلحة في يونيو 1981 قامت بطرح عنوان جماعة فرقان و انتشار البيانات المزورة و الوهمية باسم هذه الجماعة سعيا منها لاخفاء وجهها الارهابي و با الاضافة الي صرف انظار الراي العام كان ذلك يضلل المسؤولين الامنيين و القوي الامنية من متابعة اثارهم . 16

صرح مساعدمدعي عام محكمة الثورة في مذكراته بان " جواد قديري كان مخططي تفجير مسجد ابوذر . " . 17 ان المدعو جواد قديري الذي اسمه الكامل هو جواد قديري مدرس و من قدامي الاعضاء في منظمة مجاهدي خلق و من مخترقي اللجنة الثورية المستقرة في الدائرة الثانية في الجيش بعد ان قام بمحاولة الاغتيال الفاشلة بحق ايت الله الخامنئي هرب الي خارج البلاد . في عام 1985 اعلن اسم جواد قديري ضمن قائمة اعضاء المجلس المركزي للمنظمة ك " عضو مركزي " . 18 في ذلك الوقت نشرت الجرائد في اخبارها ردود الافعال الشعبية لمختلف الاطياف و الجماعات السياسية التي كانت قد القت بمسؤولية تفجير مسجد ابوذر علي منظمة مجاهدي خلق .

بعد ذلك ايضا في بيان للوزراة الخارجية الامريكية حول منظمة مجاهدي خلق اعتبرت الوزارة الخارجية الامريكية ان اصابة ايت الله الخامنئي كان من ضمن مجموعة من الاعمال الارهابية لمنظمة مجاهدي خلق . 19 و المنظمة ايضا في رفضها هذه الحقيقة اعلنت مجددا بان محاولة اغتيال ايت الله الخامنئي " كان قبل بدء مجاهدي خلق المواجهة المسلحة " و جماعة فرقان هي التي نفذت هذه العملية و لا تمت لمنظة مجاهدي خلق اية صلة بهذا العمل " . 20 و من الواضح جدا ان المنظمة نظرا الي الاسباب السياسية و الحقوقية و الدعائية ، رغم اعلانها عن مسؤوليتها ازاء العديد من اعمالها الارهابية التي قامت بها بعد ذلك الا انها لا تزال لا تريد و لا يمكن لها ان تعلن بمسؤوليتها عن حادث تفجير يوم 26 يونيو 1981 .

المصدر : كتاب منظمة مجاهدي خلق " من النشوء حتي النهاية

الهوامش :

1 صحيفة كيهان 6/4/60 صفحة 15

2 - الغائلة رابع اسفند . . . ص 730

3 – نفس المصدر : ص 735

4 – نشرية مجاهد ، عدد 223 : ص 7 ما كان يقصده بني صدر و منظمة مجاهدي خلق من غير الشهيد بهشتي و حجت الاسلام رفسنجاني و نظرا الي القرائن و الشواهد باحتمال الكثير هو ايت الله الخامنئي و الشهيد باهونار و الشهيد رجائي الذان اغتيلا با التنسيق و التعاون بين الجهتين ( بني صدر و المنظمة ) التي فشلت عملية اغتيال ايت الله الخامنئي و با النسبة الي حجت الاسلام رفسنجاني لم تصل الي مرحلة العمل .

5 – نشرية مجاهد ، عدد224 : ص 6 .

6 - صحيفة كيهان ، 7/4/60 : ص 3

7 - نفس المصدر صص 15 و 2

8 – نفس المصدر صص 1 و 2 ، الافتتاحية

9 – نفس المصدر 8/4/60 ص 15

10 – نفس المصدر 7/4/60 ص 3 . حجت الاسلام هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الشوري الاسلامي ، كان في يوم 26 يونيو متواجدا في مدينة زراند من توابع محافظة كرمان الذي عاد الي طهران فور سماعه الخبر و ذهب مباشرة الي المستشفي لزيارة ايت اله الخامنئي . هاشمي رفسنجاني ، اجتياز الازمة : صص 176 – 178

11 - صحيفو كيهان 7/4/60 ص 3 .

12 – جعفريان ، التيارات و المنظمات المذهبية . . . . ص 927

13 ، نفس المصدر ص 569

14 - نفس المصدر ، صص 576 و 930 و 933

15 . قديريان ، المذكرات : صص 198 و 204 ، غائلة 14 اسفند . . . . صص 85 – 86

16 – كانت هذه الخطة مؤثرة الي درجة حيث في كتاب عائلة 14 اسفند ( المعد في عام 1982 ) اعتبرت من ضمن انشطة جماعة فرقان . ص 100

17 – قديريان ، مذكرات : ص 179

18 - نشرية مجاهد - عدد 252 : ص 47

19 . الاجنحة المتكسرة : ص 15

20 : الديمقراطية المغدورة :


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات