کانت خطاباته من العوامل التي أدت إلی تنامي الثورة ....
لقد کنت علی ارتباط قريب مع الشهيد الکريم المرحوم هاشمي نجاد من خلال ثلاثة محطات ، ومن خلال هذه الإرتباط القريب حصلت لي معرفة کاملة بمختلف جوانب شخصيته ، المحطة الأولی کان السجن الذي جمعنا والشهيد هاشمي نجاد مع آخرين من کبار الشخصيات في طهران وقم مثل الشهيد المطهري وکان ذلک في الخامس من حزيران عام 1963 وهناک رأيت مدی تعبده والتزامه الإسلامي القوي وشاهدت عن قرب شخصيته القوية الثابتة .
ولنستفيد من وقتنا في السجن کنا نتناقش في مباحث علمية في فترتي الصباح والعصر و کان الشهيد يشارک بشکل جيد في الأبحاث المختلفة وکان يظهر فيها قدرات علمية ممتازة لقد کان من بين الأفراد اللامعين في السجن .
والمحطة الثانية التي جمعتني وإياه کانت مدينة ساوه حيث کنا معا نقوم بالدعوة في شهر رمضان المبارک وهناک رأيت فيه داعية مخلصا يقارن دعوته بالتحليل العلمي الجيد للمسائل المعاصرة وکان هذا أمرا لا ينسی بالنسبة لي .
أما المحطة الثالثة فکانت في مجلس خبراء القانون الأساسي فقد کان الشهيد حينها عضوا في هذا المجلس عن محافظة مازندران بينما کنت أنا عضوا عن محافظة فارس وخلال شهرين أو ثلاثة بذل جهودا جبارة في تدوين هذا القانون ،وفي هذا الجلس کان هناک حضور للشخصيات العلمية الأبرز في البلاد وضعت القانون الأساسي ليصبح آثرا مهما لاينسی ، والشهيد هاشمي نجاد کان من الشخصيات الفاعلة والمميزة هذا المجلس التي کانت تتحدث جيدا وتشارک بفاعلية وتقدم تحليلا جيدا للمسائل .
وفي مجموع تلک المحطات الثلاثة التي رافقت الشهيد فيها يمکنني أن أقول أن الشهيد کان مثالا للتقوی والورع والالتزام الديني وکان مبرزا من الناحية العلمية والفکرية والسياسية والثورية .
لقد کان له خطابا حماسيا مؤثرا في مدينة قم قبل الثورة أنا لم أحضر تلک الخطبة ولکن صدا خطبه سواء في قم أو في طهران و في مشهد کان يصل إلی جميع أرجاء البلاد ، ويندر أن يوجد شخص خاض في نشاطات الثورة وشارک فيها ولم يسمع بخطب الشهيد القوية .
باعتقادي أن الشهيد کان من الشخصيات المؤثرةالتي مهدت لقيام الثورة و قد ترک مع خطبه آثارا کبيرة في مختلف أرجاء البلاد .
أما عن تأليفاته فقد کانت من الکتابات المهمة في ذلک الزمان وهنا أشير إلی کتابه «مناظرات الدکتور وپير» ولا أنسی هنا أن الکثيرين وخاصة الشباب کانوا يستلهمون من هذا الکتاب وخاصة أن هذا الکتاب کتب بأسلوب روائي جميل .
أتذک أننا کتبنا کتابا بعنوان « أدعياء الفلسفة» بنفس الأسلوب وبعدها ألف هو کتابه « الدکتور وپير » وقد لاقی الکتابان انتشارا واسعا بين الشباب ففي هاذين الکتابين وبالأخص کتاب « الدکتور وپير » تم البحث في الکثير من المسائل والشبهات في العقائد والمسائل الإجتماعية الإسلامية والإجابة عنها وهي شبهات مغرضة کان يلقيها أعداء الإسلام .
لقد کان حقا شابا عندما استشهد والأمر الذي يدعو للأسف الشديد أن العدو استهدف شخصية کبيرة و هامة ، نعم لقد نجح العدو في اغتياله مما أحزن جميع أصدقاء الثورة ولکن هذه الشهادة کان لها تأثير کبير في تثبيت وتقوية واستمرار الثورة.
علی کل حال اعتقد أن آثاره يجب أن تنتشر أکثر وبشکل أفضل وأن تکون في متناول جميع أفراد المجتمع وخاصة أجيال الشباب ، وينبغي أن يکون هناک تقدير وتجليل أکبر للشخصيات الکبيرة التي شارکت في صنع الثورة وکذا للشهداء العظام من أمثال الشهيد هاشمي نجاد ، وأن نحافظ علی ذکراه في الضمائر والأذهان ، وأدعو الباري سبحانه وتعالی أن يحشر روح هذا الشهيد العزيز مع الأرواح الطيبة للأئمة المعصومين عليهم سلام الله وصلواته ، إنشاء الله .
والسلام .
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر