بي بي سي ومنابر الإعلام الغربي

 

 

 

أعلنت وزارة المخابرات الإیرانیة السبت 2 أغسطس / آب ، اعتقال أحد قادة الجماعات الإرهابية. وفي شرح لعملیة إلقاء القبض على جمشيد شارمهد زعيم الجماعة الإرهابية الجمعية الملكية الإيرانية ( تندر) ، قال وزير المخابرات حجة الإسلام علوي أن شارمهد کان يحظى بدعم جاد من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية اللذین کانوا یعتقدون أنه من العسیر علی وزارة المخابرات الإیرانیة أن تصل معلوماتهم الإستخباراتیة إلی شارمهد والقبض عليه بعملية معقدة داخل جمهورية إيران الإسلامية.

وأشار وزير المخابرات ، في تصريح له إلى أن تيار جمشيد شارمهد ، من بين التيارات الملكية ، كان التيار الوحيد من بين التيارات الملكية ، الذي كان عنيفًا للغاية وسعى لإثبات نفسه بعملية إرهابية ، مشيرًا إلى الانفجار في حسینیة سيد الشهداء في شيراز وقال: شارمهد ومجموعته تقريبًا قاموا بتنفيذ 27 عملية إرهابية تم إحباطها جميعها علی ید رجال المخابرات الأذکیاء جنود صاحب الزمان . بعد انتشارنبأ اعتقال جمشيد شارمهد - الذي أعلن نفسه زعيم جماعة تندر الإرهابية بعد اختفاء فرود فولادوند - أصبحت وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية في الخارج منصة للإرهابيين مرة أخرى .

بي بي سي الفارسية أجرت لقاء مع ابنته التي دعت بأن والدها مظلوم وأنه مریض وأعطت صورة عن والدها مخالفة للواقع بأنه تم القبض على رجل عجوز طيب وأنه قد يموت في أي لحظة إذا لم یحصل علی دواءه! (وفي المقابلة تشیر ایضاً ، إلی أن والدها كان في الحجر الصحي لمدة ثلاثة أشهر أثناء إقامته في الهند ولم يخرج!) وزعمت غزال شارمهد أن والدها مجرد صحفي ينقل رسالة الشعب الإيراني وتحدثت بتجاهل عن تندر الإرهابية وقالت إن هذه الجماعة ليس لها زعيم على الإطلاق. (لطالما قدم شارمهد نفسه على أنه مسؤول عن تنسيق أنشطة الجمعية الملكية)

عند سماع اسم الجمعية الملكية الإيرانية (الرعد) ، تتبادر إلى الذهن العملیة الإرهابیة لهذه الجماعة في 15 أبريل 2008 في شيراز.حیث قاموا بوضع قنبلة تزن 8باوند في حسینیة سید الشهداء التابعة لمؤسسة رهبویان وصال في شیراز مما أدی إلی استشهاد 14شخصاً وإصابة 200 شخصاً أخر.

بالطبع أدی جهل هذه الجماعة بالأنشطة المسلحة إلى انفضاح أمرهم وإبطال عملياتها الإرهابية الأخرى علی ید عناصر الأمن. فأثناء صنع عبوة ناسفة في أحد فنادق طهران ، تم الكشف عن مكانها بسبب الانفجار والحريق. وكانت هذه الزمرة الارهابية قد نفذت خلال الاعوام الاخيرة عدة عمليات تخريبية كبيرة من ضمنها تفجير سد سيوند في شيراز وتفجير مرقد "الامام الخميني (رض)" جنوب العاصمة طهران في 20/ 6/ 2001م أثناء محاولة إدخال عبوة تفجیریة إلی داخل الحرم وعندما لم یستطع الإرهابي إدخالها قام بتفجیرها أمام وضع الأحذیة. ومن الاعمال الاجرامية لهذه الزمرة الارهابية اشعال النيران وتفجير حوزة "خديجة الكبرى" العلمية في شارع سهرودري وتفجير عبوة ناسفة امام منزل امام الجمعة في مدينة نهاوند في 14 كانون الثاني /يناير عام 2010 ، كما كانت ضالعة في عملية اغتيال الشهيد مسعود علي محمدي الذي كان من علماء الصناعة النووية في إیران . وقد تم احباط جميع هذه العمليات في ظل يقظة كوادر وزارة الامن الايرانية. هذه المعاملة المزدوجة للشبكات باللغة الفارسية في الخارج ضد الإرهابيين لا يقتصر على البي بي سي الفارسية.

ففي الأسابيع الأخيرة ، بالتزامن مع التجمع الافتراضي لجماعة مجاهدي خلق الإرهابية في ألبانيا ، قامت شبكة إيران اینترنشنال ببثها على الهواء مباشرة للتضامن معهم . ما يربط شبکة إيران اینترنشنال بجماعة مجاهدي خلق هو العلاقة العلنية والسرية لكليهما مع آل سعود. فوفقًا لصحيفة الغارديان وول ستريت جورنال ، يتم تمويل شبکة إيران اینترنشنال بشكل غير مباشر من قبل الحكومة السعودية .. ونقلت صحيفة الغارديان عن مصدر مقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قوله إن الشبكة ممولة بنحو 250 مليون دولار بتمويل من الديوان الملكي السعودي.

وفي عام 1997 ، أعلنت جماعة مجاهدي خلق عن دعم السعوديين لها رسمياً خلال دعوة رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل ، أحد الأمراء السعوديين الأكثر نفوذاً ، إلى تجمعهم السنوي. وفي عام 1997 ، بالتزامن مع الهجوم الإرهابي على موكب القوات المسلحة في الأحواز ، أثبتت إيران اینترنشنال أنها منبر إرهابي مع المتحدث باسم جماعة الأحواز الإرهابية المدعومة من الغرب وآل سعود. ولم یقتصر تعاون جماعة مجاهدي خلق الإرهابیة علی إیران اینترنشنال .

ففي سبتمبر 1998 ، نشرت بي بي سي مؤتمرًا صحفيًا مباشرًا لجماعة مجاهدي خلق الإرهابیة الذين أطلقوا مزاعم ضد إيران بشأن هجوم على منشأة نفطية سعودية. ولم تستخدم وسائل الإعلام الملكية البريطانية كلمة "إرهابي" للإشارة إلى مجاهدي خلق أو تندر فحسب ، بل إنها حاولت أيضًا عدم استخدام مصطلح الجماعات العنيفة في المنطقة. على سبيل المثال ، يُشار إلى داعش باسم "دولة العراق والشام" أو "جماعة جهادية." في الواقع ، يعود جزء من تشويه الحقائق التي ذكرها القائد الأعلى للثورة في خطابه بمناسبة عيد الأضحى إلى نفس نهج الإعلام الغربي تجاه الإرهاب. حیث وصف القائد الأعلى منهج التشويه بأنه خط دعاية ثابت في وسائل الإعلام الغربية على مدى واحد وأربعين عامًا.

الأهم من ذلك ، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التي تعتبر منبر الإرهاب في الخارج ، أصبحت الدول الأوروبية والأمريكية أيضًا بؤرة الإرهابيين المختلفين. كان جمشيد شارمهد مواطنًا ألمانيًا وسافر بانتظام إلى الولايات المتحدة دون أن تكون الحكومات الأوروبية حساسة تجاه أنشطته الإرهابية. کما کانت فرنسا منذ سنوات مهد أنشطة مجاهدي خلق الإرهابية ، وهم يعقدون اجتماعاتهم في ضواحي باريس كل عام. محمد رضا كُلاهي هو المتهم الرئيسي في تفجير مكتب حزب الجمهورية الإسلامية، في تموز ‏عام 1981 وكان محمد رضا كُلاهي قد تقدم، في أوائل التسعينيات، بطلب للحصول على اللجوء، إلى الحكومة الهولندية، تحت اسم ‏مستعار (علي معتمد). وبعد حصوله على حق الإقامة في هولندا، عمل بنفس الاسم في بلدة صغيرة بالقرب من أمستردام ‏لسنوات، بوصفه “فني كهرباء”، وفي 15 كانون الأول 2015، قُتل کُلاهي أمام منزله، بعد إطلاق عدة رصاصات علیه .

الدول التي أدرجت تحت أي ذريعة ، تنظيمات وجماعات جبهة المقاومة التي تحارب الإرهاب في غرب آسيا ، كمجموعات إرهابية ، جعلت أراضيها ووسائل إعلامها في خدمة أنواع الجماعات الصغيرة والكبيرة المنخرطة في الأنشطة المسلحة ضد الشعب الإيراني .


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر المقالات قراءة

Error: No articles to display