قال العميد الأردني المتقاعد، الخبير العسكري، أمين سر تجمّع "إعلاميّون ومثقّفون أردنيّون من أجل سوريا المقاومة"، ناجي الزعبي أنّه بات واضحاً أنّ الجيش السوري يواصل تعزيزاته في مدينة درعا استعداداً لعملية عسكرية كُبرى حاسمة، وقدّ عزّز الجيش السوري قطعاته خلال الشهر الماضي بالمُشاة والآليات الثقيلة تمهيداُ لتكرار معركة حلب في درعا لتعود للسيادة السّورية الكاملة.
وأضاف الخبير العسكري الزعبي في حديثٍ خاص لوكالة مهر للأنباء أنّ قرار تحرير درعا قد تمّ اخذه بالرغم من الدعم الأمريكي الصهيوني والرجعي العربي للجماعات الإرهابية المسلّحة في درعا، لافتاً الى أنّ هذا الدعم يفوق الدعم التركي الذي كان يُقدَّم للتنظيمات الإرهابية المسلّحة في حلب، مشيراً إلى أنّ استعدادات الجيش السّوري التي تشي بمعركةٍ كُبرى حاسمة، حطمت معنويات الإرهابيين، لذا تعالت نداءات استغاثاتهم، حيث شكّلوا غرفة عمليات أطلق عليها اسم "رص الصفوف" في تكرار لمشهد أحداث حلب، حيث تعالت نداءاتهم حينها، مشكّلين غرفة عمليات لن تحول دون هزيمتهم.
وأوضح الخبير العسكري الزعبي أنّ الجيش الأردني يحتشد على الحدود الشمالية الأردنية منذ فترة طويلة، وقد اعلن رئيس الأركان الأردني عن هذه الحشود، وأعلن أنّها تهدف لمنع ما سمّاه "المد الشيعي" من العراق إلى سوريا ثمّ لبنان أي "حزب الله"، حيث تزامنت هذه الحشود مع مناورات "الأسد المتأهّب"، وتدفّق آليات وأسلحة وقطَعات أمريكية وبريطانية احتشدت في منطقة التنف، حيث امتدّت الحشود الأردنية على طول الشريط الحدودي الأردني السّوري، وأنّ أي عمليات أردنية عسكرية خاطفة هي لمنع الإرهابيين من التسلّل للأردن، كما هو استطلاع بالقوّة يستهدف معرفة حجم الحشود السّورية والقوّات الرديفة، كما يستهدف التأثير على قرار معركة جنوب وشرق سوريا.
وحول قرار الدعم الأمريكي المقدّم لقوّات سوريا الديمقراطية بيّن العميد المتقاعد الزعبي أنّه لا يزال مستمرّاً، على الرغم من فشل المخطّط الأمريكي في البادية السّورية، وانهيار الخطوط الأمريكية الحمراء، وفتح طريق بغداد دمشق، الهاجس الأمريكي الذي يقضّ مضاجع أركان العدوان الأمريكي الصهيوني التركي الرجعي العربي، معتبراً أنّ كل هذا الدعم لإقامة كيان كردي، يضع سوريا بين فكّي كماشة العدو الصهيوني والكيان الكردي، وللحيلولة دون فتح طرق ممتدّة لمحور المقاومة من إيران إلى العراق ثم سوريا، وصولاً إلى المقاومة اللبنانية، لافتاً الى أنّ هذا الدعم سيسّتمر بالرغم من أنّ هذا السيناريو محكوماً بالفشل لعدّة عوامل منها الديموغرافي والجيوسياسي والجيواستراتيجي، وعلى الرغم أيضاً من رفض الدول المحيطة بذلك.
وأشار الزعبي الى أنّ العدوان الأمريكي لم يتوقّف على الدّولة السّورية المستمر منذ سبع سنوات، حيث يلفظ أنفاسه الأخيرة لاستنزافه كافّة السُبُل والأدوات، ولاقتراب طيّ ملفّي داعش والنصرة والإرهاب على الأرض السّورية، موضحّاً أنّ لمخرجات أستانا الأخير في مناطق خفض التوتر ستفصل عناصر التنظيمات الإرهابية المعتدلة والراغبة في إجراءات المصالحات الوطنية وتمكين الجيش السّوري من تكريس جهوده للقيام بمعارك هجومية كبرى حاسمة كما حدث في ريفَ حلب وحمص وتدمر الشرقي ودرعا، عن التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وأردف أنّ الدول الرئيسية الداعمة للإرهاب تشهد تصدّعاتٍ جوهرية، وتورطاً سعوديّاً في اليمن، في الأزمات الاقتصادية، فضلاً عن الخلافات في دول مجلس تعاون الخليج (الفارسي) الداعمة، وفي الإرباك الذي تعاني منه الإدارة الأمريكية، وتصدّع بنيان إدارة الرئيس الأميركي "ترامب" ذاته الذي قد يتعرّض للعزل من سدّة الرئاسة، دون تجاهل الهزائم التي أحيط بها الإرهاب الوظيفي، والذي كله كان سبباً في تصاعد محور المقاومة.
وحول الأعمال الإرهابية الأخيرة التي طالت العاصمة الإيرانية "طهران"، قال أمين سر "التجمع من اجل سوريا المقاومة" الزعبي: إنّ هذه العمليات تشي بأزمة الإرهاب ومشغّليه العميقة، واستنزاف كافّة الوسائل والسُبُل، واللجوء إلى القواعد للقيام بالعمليات الإرهابية كتعبير عن هذه الأزمة، والتي لن تُجدي نفعاً في التأثير على بنية الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتماسكة والماضية في مشروعها التنموي والتحرّري الداعم للمقاومة.
وفي سياقٍ منفصل لفت الخبير العسكري الزعبي حول الازمة القطرية الخليجية القائمة بين دول مجلس تعاون الخليج (الفارسي) أنّه في مشهدٍ مشابه تمّت مشاهدة لنبش ملفّات الإرهابيين عند تلقّيهم الهزائم في المعارك الحاسمة، وإلقاء تبعات هذه الهزائم، كل فصيلٍ على الآخر، مبيّناً أنّ فشل الدول الخليجية قد تراكم الداعمة للإرهابيين في سوريا والعراق واليمن، وبالتالي تفجّرت الأزمة الخليجية، حيث تمّ تراشق فضائح ملفّاتٍ عدّة وصلت للأعراض في تعبيرٍ صارخ عن مدى التردّي الأخلاقي لحكّام هذه الدول.
وتابع الزعبي أنّ آلاف الفضائح بات الجميع يشاهدها والذي بدا أول غيثها في التصريح القطري حول معلومات عن جريمة قتل "رفيق الحريري" الذي تقف خلفه أمريكا والعدو الصهيوني والرجعية العربية، وهي الأدوات الأمريكية المعتادة للعمليات القذرة، حيث أنّ المعسكر الإمبريالي الأطلسي يشهد تصدّعاتٍ أوروبية وخليجية عربية وكأنت أسطع تجلّياتها الصدع السعودي القطري إثر المؤتمر الإسلامي الذي ترأسّه "الخليفة ترامب" في الرياض، في إشارةٍ لا تقبل التعويل على الأفول الأمريكي الصهيوني التركي والرجعي العربي واقتراب انتصار معسكر التحرّر الدوليّ والعربي.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر