إلى ألكاتب ألملثم صافي الياسري
عشقتُ الإمام علي بن أبي طالب لأنه فارس فشجاعته وبطولته الفذة، وما يتمتع به من مواصفات عظيمة أخرى، هي هبة من هبات الله سبحانه وتعالى يمنحها لمن يحبه ويميزه عن غيره من البشر.. وأنا متأكد بأني سأحبُ أبا الحسنين بنفس الدرجة من الحُب حتى لو كنت يهودياً لأن الفتى الذي فدى نفسه - دون غيره - لأخيه وإبن عمه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبات في فراشه منتظراً سيوف المشركين، هو قطعاً فتى يمتلك من الشجاعة ما لايمتلكها غيره من سائر البشر .
ونفس الشيء أقوله عن محبتي المفرطة لسيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين.. إذ كانت شجاعتهُ الفذة، وحبهُ للحرية أعظم سببين من أسباب عشقي لهذا الرمز العظيم.. ويقيناً فإن الحسين الخالد لم يكن شجاعاً وباسلاً فحسب، بل كان أيضاً رمزاً للشجاعة، وقدوة للأحرار في العالم .
وعلى هدى ومحبة الفارسين علي والحسين عليهما السلام، عشقتُ الشجاعة والحرية والفروسية والصدق، وكرهتُ حد الموت مواقف الجُبن والغدر والخسة والخيانة، والضعف، والضرب تحت الحزام. ولعل الأمر الذي أفتخر به دائماً، هو إني ولدت في بيت شجاع، وترعرعت في كنف عائلة أبية، ليس في أفرادها شخص جبان قط. أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليَّ بنخبة من الأصدقاء الرائعين، وكُلهَّم من الفرسان الشجعان الذين يستنكفون أداء الأفعال التي لاتليق بشخصياتهم .. لقد قالوا ان الطيور تقع على أشكالها.
لذا فإنني أستطيع القول بأن الشجاعة تمنحُ الإنسان قدراً كبيراً من الثقة بالنفس والعزة، والكرامة، والوفاء للقيم والمباديء النبيلة، كما تحصِّن المرء من مغبة الإنزلاق نحو حضيض المواصفات المُهينة، والمُعيبة، والمُخجلة. فلا يمكن للشجاع قط أن يكون كاذباً أو بخيلاً او غادراً أو رخيصاً، أو مُقنعاً، أو مُلثماً. لأن الرجل الشجاع الذي يواجه الدنيا بصراحة، وينازل خصومه بسيفه الصارم إن كان محارباً، وبقلمه الباسل إن كان كاتباً .. وبلسانه الصريح إن كان خطيباً، لايمكن أن يكون مقنعاً او ملثماً في مواجهة الآخرين.. فاللثام هوية اللصوص، وقطاعي الطرق، كما أن القناع هو ليس أكثر من وجه بائس للذين لا وجه لهم.. أما أنا فقد أخترت المواجهه بإسمي الصريح، وأخترت المواجهة بقلمي الباشط.. وأخترت المنازلة مع أعداء العراق بوجهي المكشوف، بل وبكل ما أملك من وسيلة وطاقة وسلاح وبسالة. فأنا والحمد لله لم أخف يوماً من أحد، ولم أضعف أمام أحد. فمن كان الحسين قدوته ومثاله، لايمكن أن يخشى ( شعيط ومعيط وجرار الخيط لقد كنت ولم أزل أواجه خصومي بإسمي الصريح، وبصورتي الواضحة، وبعنواني الكامل، وأنازل أعداءي بسيفي وليس بسيف غيري.. فيشرفني أن أكون بارزاً واضحاً تحت نور الشمس، وليس مختفياً مخفياً وراء حلكة الظلام.. نعم أنا الدكتور نافع عيسى حسين التميمي الذي لم يتقنع يوماً بقناع.. ولم يتلثِّم قلمه خوفاً من أحد مهما كان هذا ( الأحد ). فبقيت محلقاً كالنسر فوق الغربان.. تاركاً لأعدائي ( شرف ) القناع.. ولخصومي ( عظمة ) اللثام.. كي يشتموني سِّراً ( براحتهم )، ويتعرضون لي بأسماء مستعارة، ويتصدون لقلمي الشجاع بأقلام بائسة، خائفة راجفة، ملثمة، مقنعة لاتملك شجاعة الشجعان، لتظهر أسماءها الصريحة ولو لمرة واحدة.. وإلاَّ كيف يكون بعدها الجبن والخوف والهزيمة .. إن لم تكن قد لبست هؤلاء من هاماتهم حتى أخمص أقدامهم ؟
وللدلالة على وضوحي وصراحتي، فإني تلقيت قبل أيام إتصالاً تلفونياً مطوَّلاً لأكثر من ساعة تقريباً) من النائب حيدر الملا.. وقد أخبرت الملا في الختام بصراحة، بأن هذا الإتصال الودي النبيل لايمنعني من الوقوف والعمل ضد منظمة منافقين خلق، لأني أختلف معه، ومع طروحاته السياسية .. وكم كان الأمر مفرحاً لي حين وجدت أن النائب حيدر الملا متفهم لهذا الموقف،.. فأنا مؤمن بأن معركتي مع منظمة خلق هي معركة شرف وليس معركة مصالح.. وعليه فإني أدعو الكاتب صافي الياسري الذي تعرض لي بكلام سيء، وينال مني بتهمة رخيصة باطلة، وهو الذي يعرف بأني أعرف الكثير عنه.
إن التعليقات، والكتابات الرخيصة التي تخرج ضدي من هذاالكاتب ألمأجور البعثي، او من ذاك الموقع الموقع التافه بأسماء مستعارة، وأقنعة بائسة، لا تؤثر بي، ليس لأنها تافهة، وضعيفة، ونتنة، ومضحكة فحسب، بل ولأنها أضعف من أن تحرِّك شعرة واحدة في جسمي (وهذه التفاهات إن كبرت أو صغرت، فهي لن تكون أشد من الحملات البعثية والوهابية التي تتواصل ضدي منذ سنوات، دون أن أكترث لها. فانا معي الله، والحق، وعدد غير قليل من المواقع العراقية الأصيلة.. ومعي كذلك شريحة كبيرة من الجمهورالوطني الشريف، فهم سندي، وضمانتي الأكيدة، وهم قاعدتي التي أنطلق منها في كل هجوم من هجومات الحق ضد الباطل .. كما أن ثقتي بنفسي، وبعزيمتي، وبعائلتي هي أكبر من أن تنال منها الأقلام الرخيصة، والتهديدات العلنية والمبطنة .. يدعمني في ذلك تأريخي الذي يشهد له الآلآف من الخيرين والمناضلين والمجاهدين .. وأخيراً أقول : لن أتراجع عن موقفي هذا، ولن أنسحب من المعركة حتى الموت، او النصر الأكيد. وطبعاً فإن النصرعندي هو أن أرى ( الكلبچات ) في أيادي الحرامية، وأصحاب الوجوه المزيفة والمصبوغة.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر