لماذا اغتالت جماعة خلق نائب رئيس هيئة الاركان الايرانية ؟

العاشر من نيسان هو ذکری اغتيال الشهيد علي صياد شيرازي نائب رئيس هيئة الاركان للقوات المسلحة الايرانية. و في مثل هذا اليوم من عام 1999 استهدفت زمرة خلق الارهابية هذا الشهيد السعيد. و في هذا المجال سنعيد دراسة الاسباب التي أدت إلی استشهاد هذا الرجل العظيم.

يعود حقد جماعة مجاهدي خلق الارهابية علی الشهيد صياد شيرازي إلی عملية مرصاد أو کما يسموها انفسهم فروغ جاويدان (الضياء الأبدي).

کان لزمرة خلق مکانة خاصة في استراتيجية صدام و منظومته العسکرية آنذاك و هذا يعود إلی استخدامها للأغراض الاستطلاعية و التجسسية ضد ايران خلال فترة الحرب.

و في حال عقد اتفاقية سلام دائم بين العراق و ايران، کان ينتهي دور مجاهدي خلق بالفعل و يتعرض وجودها للتهديد لذلك صارت تفکر الزمرة بموضوع اسقاط النظام في ايران کأفضل حل موجود.


مجاهدي خلق کانوا يفکرون خطئا ان الشعب مل من اطالة فترة الحرب و بعد الدمار الحاصل، سوف يحتضنوا الجماعة و يترکوا النظام الاسلامي.

يمکن اعتبار هذا التقييم من اکثر و اکبر الاخطاء الاستراتيجية لجماعة خلق. وبالاضافة إلی ذلك قيادات مجاهدي خلق کانت علی خطأ عندما تصورت ان قوات حرس الثورة انهزمت في الجبهة الجنوبية و خسرت قدرتها القتالية الواسعة.

و هذه التحاليل السياسية الخاطئة جرت زعيم زمرة خلق مسعود رجوي إلی القول بهذا الادعاء: (( ان بوادر الانفتاح بدأت تتضح. تشلل النظام و علينا توجيه الضربة الاخيرة.))

اما الواقع کان يختلف تماما عما کان يفکر به رجوي. جماعة خلق انهزمت هزيمة نکراء في عملية ضد الشعب الايراني سمتها بعملية " فروغ جاويدا " أو الضياء الابدي.

الشهيد صياد شيرازي کان قائد القوات الايرانية في تلك العملية التي قتل فيها نحو الفي عنصر مسلح من اعضاء مجاهدي خلق.

هذه الهزيمة من العيار الثقيل زرعت حقدا عميقا في ذاکرة الجماعة و قررت تصفية الشخص الذي اصبح فيما بعد قائد القوات البرية في الجيش الايراني و نائب رئيس هيئة الارکان للقوات المسلحة.

يقول صياد شيرازي في مذکراته: (( ذهبت بمقاتلة فالکون إلی کرمانشاه – غرب ايران – و اطلعت علی تقدم العدو من قريب و ادرکت الوضع. کان منتصف الليل و لم استطع التعرف علی هوية العدو حتی بعد مرور اکثر من ساعة و نصف.... ذهبت إلی القاعدة في الخامسة... فريق من الجيش کان جاهزا. في البداية ذهبت بنفسي مع طائرة هليکوبتر من طراز 214 إلی المنطقة لعملية استطلاع و هکذا بدأنا اول عملياتنا ضد قوات منافقي خلق المعتدية.))

يقول عضو سابق في جماعة مجاهدي خلق عن ردود افعال الزمرة بعد انتشار خبر استشهاد صياد شيرازي: (( اغتيال صياد کان حدثا ً خاص و بذلت الجماعة کل ما کان بوسعها. عقد احتفالا عاما و اطلقوا الرصاص العشوائي و قدموا الحلويات و بسطوا مأدبة العشاء و مثل هذه الحفلات کانت قليلة جدا في الجماعة. جاء مسعود رجوي و هنيء جميع الاعضاء بهذا الحدث. صياد کان من اکبر قيادات عملية مرصاد و وجه ضربات قاتلة إلی هيکلة الجماعة.))


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات