نموذج صغير من الثورات الإلهية

إن باستطاعتكم أن تروا النموذج المصغر لثورة الإسلام المحمدية العظيمة، في الثورة الإسلامية الإيرانية وقيادة الإمام الخميني الذي يهتدي بهدى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعليه نشير الى نماذج صغيرة من قيادة الإمام هذا:

إن الصراع مع نظام الشاه كان قد بدأ منذ اللحظات الأولى باعتباره تكليفا شرعيا ودفاعا عن حريم الإسلام والقرآن حيث أن ذلك النظام قد بلغ من مقاومته للإسلام وعداوته له حدا دفعه حتى لتغيير التاريخ الهجري واستبداله بالتاريخ الشاهنشاهى، ثم أنه حذف شرط الإسلام من المجالس البلدية و غير ذلك وقد كان هم زعيم الثورة وقائدها في جميع مراحل نضاله هو الاحتفاظ بالطابع الإسلامي لثورته ضد أعداء الإسلام.

وقد بدأت مقاومة نظام الشاه بزعامة إمام الأمة ومساعدة جماعات من الأساتذة والمدرسين وطلاب العلوم الدينية والعلماء وقد عادت المساجد الى ممارسة دورها الطبيعي والطليعي، وأصبحت مقرا لنشر الحقائق والمعارف القرآنية وتقوية الروح الإيمانية وفضح النظام الشاهنشاهى (الطاغوتى) العميل وتعريته أمام الناس جميعا.

إن زعيم الثورة والمدرسين والعلماء وطلاب العلوم الدينية كانوا لا يألون جهدا ولا يدخرون وسعا في الدفاع عن الإسلام والقرآن قالوا وكتبوا وناضلوا وفضحوا وتحملوا آلام السجون ومتاعب النفي حتى أصبحوا أقوياء ومحبوبين من قبل الناس لأنهم انتظروا أن يصبحوا أقوياء ليبدأو المقاومة. وكلما كان ضغط النظام يزيد كان عداؤه للإسلام يبدو أكثر وضوحا، وكانت معها قوة إيمان الناس وشعورهم بالمسئولية تزداد أيضا وحبهم لزعيم الثورة ولكل العلماء المجاهدين يتضاعف، لقد ناضلوا فأصبح المؤمنون يمدون الثورة بالمال، ولم ينتظروا المال ليبدؤا المقاومة.

لم تكن المقاومة مسلحة، وإنما كانت على شكل احتجاجات على الأعمال اللاإسلامية التي يقوم بها النظام، وعلى شكل فضح النظام و توضيح حقائق الإسلام.

كانت المقاومة تتمثل بالخروج في المظاهرات وبالإضرابات العامة وتوزيع البيانات وكتابة الشعارات على الجدران وبخلق المضايقات للنظام بمختلف الأشكال، واستمرت المقاومة بهذا الشكل الي الحد الذي استيقظ معه كل الناس، بل الى الحد الذي بدأت مجموعات من القوى العسكرية والنظامية تعود الى أحضان الشعب وبدأ سلاح الجيش ينتقل الى أيدي المجاهدين، وأصبح النصر على الأبواب.

كان الإمام بوحي من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله يؤكد باستمرار في بياناته وأحاديثه الى الشعب على تقوية روح الإيمان عند الناس ليثير فيهم روح الجهاد وحبّ الاستشهاد.

كان الإمام يؤكد دائما على قوة الإيمان ويعتبرها أهم عوامل النصر ولهذا كان يوجه الناس الى الأمور المعنوية والروحية ويقوي لديهم روح الإيمان والإخلاص والتضحية والفداء والشجاعة والمقاومة.

كان يعمل باستمرار على إعادة الحياة الى الشخصية الإيمانية للناس ويقاوم بكل قواه روح الخوف واليأس والتخاذل لديهم ليعيد إليهم روح العزة والشرف والعظمة الإسلامية التي فقدوها تحت ضغط من إعلام المستعمرين المسموم وقد حافظ الإمام على هذا الأسلوب حتى في أحلك الظروف وأشد المراحل صعوبة.

كان يعتبر كل المسلمين ـ بوحي من القرآن ـ أمة واحدة عليها أن تحافظ على استقلالها وعزتها في مقابل كل المستكبرين والكفار وأن تقطع كل أمل الطواغيت بالشرق والغرب و عملائهم وأن تستند على الوحدة الإسلامية وقوة الإيمان فقط.

لقد عادت الى المسلمين ـ وبتوجيهات الإمام ـ كثير من أحكام الإسلام وقوانينه التي كانت منسية لديهم، فأصبحوا يعتبرونها واجبات إلهية مفروضة عليهم من قبيل الجهاد في سبيل الله والشهادة ومقاومة الشرك والاستكبار وحماية المستضعفين والمحرومين والنضال من أجل تطبيق كامل لتعاليم القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

من أجل تحقيق هذا الهدف الإلهي المقدس، وبوحي من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله عمل على تعبئة كل المسلمين وإعدادهم للجهاد كل بمقدار طاقته واستطاعته.

المصدر : دارالولاية


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات