الذکری الـ 31 لإستشهاد آية الله المجاهد الشهيد صدوقي

 

اية الله صدوقي و النهضة

من بعد قضية لجان المحافظات و المدن في شهر مهر ( الشهر السابع ) من عام ‏‏1341 هجري شمسي/ 1962 ، و إقراره من قبل النظام في حذف قيد " الإسلام " من شرائط ‏الناخبين و المنتخبين ، و حذف كلمة " القرآن " ، و إبدالها بــ " الكتاب السماوي " عند ‏أداء اليمين ، و إعطاء حق الرأي للنساء لاختبار طبيعة رد فعل علماء الدين ، و تهيئة ‏الأجواء للتجاوز على حريم القرآن ، و القضاء عل الدين ، و التلاعب بالدستور ‏الإيراني لتغيير بعض مواده ، و إعداد أرضية عمل ، و مناصب لغير المسلمين ، ‏و موقف علماء الدين من هذه القضية بقيادة الإمام الخميني ، قام آية الله صدوقي ، ‏أيضاً بالكشف عن هذه المؤامرة الغادرة ، و تعبئة العلماء في المنطقة لمواجهتها. ‏

في عام 1977 ، كان العديد من علماء الدين في المنفى ، فتحرك هو ‏مع مجموعة من أنصاره ، ليقطع مسافات شاسعة لزيارتهم جميعاً في مختلف المدن ، ‏و كان بالطبع لتفقده و مساعدته لأسرهم دوره و أثره ‏.

و تزامناً مع جميع المراجع ، قام آية الله صدوقي في الخامس عشر من خرداد ‏‏( الشهر الثالث ) من عام 1978 ، بالإعلان عن حداد عام ، و طلب من ‏الناس عدم الخروج من دورهم ، و إغلاق محلاتهم : " في 15/3/57 ، و من بعد الصلاة ‏قام المذكور أعلاه في مسجد (حظيرة) من على المنبر ، و بحضور أكثر من ألف ‏شخص ، بتقديم شكره للتجار و أصحاب المحلات لتعاونهم في إغلاق محلاتهم " . ‏و بهجرة الإمام إلى باريس ، تصاعد نشاط آية الله صدوقي ؛ فمن خلال تنسيقه ‏للنشاطات ، جعل من يزد و مسجد (حظيرة) و داره ، قناة أمينة لإيصال البلاغات ‏و مركزاً لتنسيق الكفاح و الجهاد. ‏

عندما ذهب الإمام إلى باريس ، تحسنت الأوضاع ، و زاد تحرك الجماهير. ‏و كما تحكي الوثائق ، كان لآية الله صدوقي دور مصيري في مختلف الإضرابات ‏و التظاهرات ضد النظام من خلال إصدار البيانات و الأوامر الهاتفية الشفوية . و ذلك ‏من قبيل إعلان التضامن مع عمال النفط المضربين ، و مجزرة محرم في ‏‏( سرچشمه ) في طهران ، و تهديد محافظ يزد ، و مسيرة مئة و أربعين ألفاً في يوم ‏تاسوعاء ، التي لم يسبق لها مثيل في منطقة (كوير). ‏‏

تواجده في الساحة بعد الثورة‏

بانتصار الثورة في الثاني و العشرين من بهمن عام 1357 هجري شمسي/ 1979 ، تحرك ‏آية صدوقي من يزد إلى مجلس الخبراء من أجل كتابة دستور الجمهورية ‏الإسلامية. فأبدى هناك بعداً آخر من شهامته و شجاعته في كتابة بند ولاية الفقيه. ‏‏

إمامة الجمعة ، و وکالة الإمام الخميني

كانت إمامة الجمعة و وکالة الإمام مهمة أخرى ، أكسبها الشهيد شرفاً ، و نفذها على ‏أحسن وجه من خلال حل مشكلات الناس ، و تعديل حالات التطرف ، و دفع الناس ‏إلى إعمار المحافظة ، و تقديم المساعدات إلى المحرومين و المستضعفين . وكان يعمل ‏بدراية و إدارة قوية ، بحيث صان محافظة يزد من كل المؤامرات ، التي كانت ‏تشهدها إيران كل يوم خلال سنوات الثورة الأولى ؛ ففي الأيام الأولى للانتصار ، ‏كان يقضي على أوكار المؤامرة و الفساد للمجموعات اليمينية و اليسارية ، ويئد كل ‏تحرك للأعداء في مهده. ‏

و باندلاع نار الحرب المفروضة ، أخذت تتقاطر بجهوده المساعدات و القوات من ‏يزد إلى جبهات القتال ، و كان هو نفسه يحضر بعض العمليات ليمنح أجواء الجبهة ‏حرارة ، حيث كان أروع حضور له في عمليات بيت المقدس و فتح خرمشهر. ‏و عند شهادة أول شهداء المحراب ، سمى " المدني " بــ " الأسوة " ، و سمى قاتليه ‏بالأعداء عمي القلوب المضللين من قبل الدول العظمى .


الشهادة

في الساعة الواحدة و النصف تقريباً من بعد ظهر يوم (الجمعة الحادي عشر من ‏تير1361 هجري شمسي/ 2 يوليو 1982) ، استشهد العالم الرباني و المجاهد ، الذي لم يعرف الكلل ‏آية الله صدوقي ، نصير الإمام و الأمة و ممثل الإمام و إمام جمعة يزد بفم صائم في ‏محراب صلاة الجمعة علی يد عناصر زمرة مجاهدي خلق الإرهابية...". ‏


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات