حضاره الدم؛تاریخ الإرهاب الامریکی (الجزء الاخير)

فمع بداية هذا القرن وتحديداً في 7 أكتوبر من عام 2001 تحرك الوحش الأمريكي المدجج بالأسلحة تجاه أحد أفقر وأضعف شعوب العالم ألا وهو الشعب الأفغاني ، ليبدأ حملة إبادة عرقية جديدة يفتتح بها قرناً آخر من الإرهاب والدمار والدماء . أفغانستان طالما كانت هدفاً لعدوان الدول العظمى ، ليس لأنها نداً قوياً لتلك الدول بل العكس هو الصحيح ، لأنها أضعف منهم مما أطمع فيها الجميع ، من الأمبراطورية البريطانية

 

الألفية الثالثة وقرن جديد من الدماء

أفغانستان :

هجمات سبتمبر :

قبل البدء في الحديث عن الإرهاب الأمريكي في أفغانستان لا بد لنا أن نعرج قليلاً إلى أحداث سبتمبر وتفجيرات نيويورك وواشنطن والتي تسمى إرهابية في عرف البعض في حين أن الآخرون يرونها عمليات بطولية .

ما حدث في يوم الثلاثاء 11 سبتمبر لعام 2001 هو تطبيق حي ومثالي لقاعدة نيوتن الشهيرة والتي تنص على أن لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة ومعاكسة له في الإتجاه .

فعلى مدار قرون ( وكما أوردنا التفاصيل في هذا الكتاب ) قام الأمريكان من حثالة البشر بقتل وإرهاب وإبادة الملايين حول العالم وضد جميع الشعوب والمجتمعات ، مما أورث الناس كافة الكثير من السخط والكراهية تجاه أمريكا .... إمبراطورية الشر .

هؤلاء الناس وهذه الشعوب بمختلف تياراتهم ومللهم وأديانهم وأجناسهم إتفقوا على كراهية الأمريكان لما عانوه طوال عقود من إرهاب تلك الحفنة من عشاق الدماء والخراب .

فالطفل يبكي والديه القتيلين بأيدى من تدربوا على القتل في أمريكا ....

والطفلة تبكي حرقة الجوع الذي سببه الحصار الأمريكي القتل على وطنها ....

والأم تنعي زوجها وأطفالها المذبوحين على يد من تساعدهم المعونة الأمريكية ....

والشيخ يذرف العبرات على كل من يحب والذين دفنوا تحت أنقاض دكتها طائرات أمريكية ...

كل هؤلاء ضعاف لا يملكون حول ولا قوة لدرء الأخطار عن أنفسهم أو عن من يحبون ، ولا يملكون العدة ولا العتاد اللذان بهما يستطيعان الإنتقام به من أمريكا وشعبها من قطاع الطرق ومصاصي الدماء والمجرمين .

حتى جاء من يملك العدة والعتاد والرجال والمال والكراهية اللازمة ليفعل ما فعل بأمريكا .

الرسالة التي أراد هؤلاء الأشخاص أو ذلك التنظيم إيصالها إلى أمريكا ومن ورائها العالم هي أنه في مقدور الإنسان العادي والبسيط والذي يمكن أن تدمع عيناه لمرأى طفلة من شعبه تتألم أن يتحول إلى إعصار مدمر لا يمكن التكهن بحجم الدمار الذي يمكن أن يسببه .

والأمريكيون بسذاجتهم وغرورهم الأعمى إعتقدوا بأن الشعوب لا بد خاضعة لهم ولجبروتهم غير عالمين بأنه كلما إزداد الضغط كلما إزدادت قوة الإنفجار .

لقد ولت الأيام التي تستطيع فيها أمريكا ذبح الشعوب في القارات الأخرى بينما شعبها ينام مليء جفنيه .

ولت الأيام التي يمكن للأمريكي سرقة قوت الشعوب وإرسالها إلى قومه السمان المترهلين ، دون إنتظار الرد المؤلم من جياع الشعوب المنهوبة .

ولت الأيام التي تباد فيها أمم بينما الأمريكيون في وطنهم يضحكون مليء أشداقهم على التمثيليات الهزلية غير عابئين بالدماء المراقة .

ولت تلك الأيام إلى غير رجعة في اللحظة التي إصطدمت بها أولى الطائرات بالأبراج في مدينة نيويورك .

إذ أنه منذ تلك اللحظة وحتى يرث الله الأرض ومن عليها لن يسكت بعد الآن مضطهد وهو يعلم كيفية رفع الإضطهاد عن نفسه وعن شعبه ، ولن تتقرح بعد الآن عيون لأناس مكبوتة ، مادام في الإمكان إرغام الظالم على البكاء بالدم بدلاً من الدموع .

11 سبتمبر طانت حدثاً منتظراً من قبل الأمريكيين أنفسهم ، لأنهم الأدرى بما فعلوا للشعوب الأخرى ، فأحد قدماء المحاربين في الجيش الأمريكي والذي يعلم حقيقة نشوء وتكوّن الولايات المتحدة تنبأ بما حدث وسوف يحدث مستقبلياً لأمريكا ، .... ( توماس شيتوم - Thomas W. Chittum ) وفي كتابه ( الحرب الأهلية الثانية ) يقول :. (( أمريكا ولدت في الدماء ، ورضعت من الدماء ، وأُتخمت بالدماء ، وتعملقت على الدماء ، ... ولسوف تغرق في الدماء )) .

أمريكا سوف تغرق في الدماء ، لا مفر من هذه النهاية ، والأمريكيون يعلمون علم اليقين أن هذا هو مصيرهم ، لذلك يجاهدون في سبيل تجنب هذا المصير بكل مالديهم ( ولديهم الكثير حتى الآن ) من قوة وإرهاب وجبروت .

بتاريخ 25 أكتوبر 2002 صدر تقرير أمني عن لجنة خاصة موكله من قبل العلاقات العامة بمجلس الشيوخ الأمريكي ببحث إمكانية حدوث عمل ( إرهابي ) على الأرض الأمريكية مشابه لذلك الذي حدث قبل عام .... وكانت الإجابة بنعم .

اللجنة مؤلفة من عضوية كلاً من : السناتور الجمهوري السابق ( وارن رودمان ) والسناتور الديموقراطي السابق ( جاري هارت ) ووزيري الخارجية السابقين ( ورن كريستوفر ) و ( جورج شولتز ) والمدير الأسبق للمباحث الفيدرالية والإستخبارات المركزية ( وليم وبستر ) وأخيراً الأميرال المتقاعد ( ويليم كرو ) .

تقرير اللجنة ذُكر فيه بأن : . (( أمريكا غير مستعدة بشكل مخيف لمنع أو الرد على هجوم إرهابي كارثي سيحدث على الأرض الأمريكية )) .. (( كلما عملنا بجد على منع الهجمات الخارجية كلما إزدادت فرصة تعرضنا لهجمات هنا )) .. (( يجب علينا الإعتراف بهذا التهديد )) ..وأخيراً ..(( الهجمة القادمة وبكل المقاييس ستحدث خسائر في الأرواح أكثر بكثير من 11 سبتمبر وستؤدي إلى تعطيل الحياة في أمريكا )) .

هم إذن يعلمون !!

ولكنهم مع ذلك يتمادون في غيهم معتقدين بأن زيادة جرعات الإرهاب ضد الشعوب ستردعها عن القصاص من محترفي القتل الأمريكان .!

وذلك ما أرادوا أن يفعلوه بالمساكين الأفغان ، وهو أن يمثلوا بهم لدى كل من تسول له نفسه التفكير في تحدي أمريكا بعظمتها .

فمع بداية هذا القرن وتحديداً في 7 أكتوبر من عام 2001 تحرك الوحش الأمريكي المدجج بالأسلحة تجاه أحد أفقر وأضعف شعوب العالم ألا وهو الشعب الأفغاني ، ليبدأ حملة إبادة عرقية جديدة يفتتح بها قرناً آخر من الإرهاب والدمار والدماء .

أفغانستان طالما كانت هدفاً لعدوان الدول العظمى ، ليس لأنها نداً قوياً لتلك الدول بل العكس هو الصحيح ، لأنها أضعف منهم مما أطمع فيها الجميع ، من الأمبراطورية البريطانية مروراً بالإتحاد السوفيتي وأخيراً الولايات المتحدة الأمريكية .

وأخيراً ...

الله المستعان مع شعوب غافية ترفض اليقظة والمنية تطئوها ...

وحكومات عميلة ترفض أن تكون ولو للحظات حكومات وطنية ...

وأعداء بلا شفقة يرفضون الرحمة حتى في القتل والدمار وسفك الدماء ...

ولا نقول فيهم جميعاً إلا

حسبنا الله ونعم الوكيـــــل

فالله وعدهم جميعاً وهو لابد متم وعده عندما قال :

(( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ))

إنتهت فصول الكتاب

ولم تنته فصول الإرهاب الأمريكي

حتى هذه اللحظة .

* ماجاء في الکتاب لا يعني بالضرورة اراء هابيليان


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات