حضارة الدم؛تاريخ الإرهاب الامريکي (6)

عقد الستينات

اليونان :

ذلك البلد الساحر ، مهد أعرق الحضارات وأكثرها تأثير في تاريخ البشرية ، كان مسرحاً للإرهاب الأمريكي لأكثر من عقدين من الزمن بدأت وكما هو معتاد بالتدخل الأمريكي من أجل إشعال حرب أهلية في البلاد عقب الحرب العالمية الثانية والتي قاتل فيها اليونانيون بشراسة ضد النازيين الألمان وكبدوهم الكثير من الخسائر جعلت قيادة الرايخ في برلين تعترف بشجاعة أبناء البحر المتوسط بعد أن كانوا أضحوكة الجنود الألمان بفضل جبن وإنعدام مروة المقاتل الإيطالي .

الحرب الأهلية في اليونان كانت بين الوطنيين من الأهالي اليونانيين وبين طغمة من الفاشيين المدعومين من أمريكا.

وبالفعل أحكم الفاشيون الجدد قبضتهم على بلاد آلهة الأوليمب وفرضوا على سكانها عبادة أصنام الغرب الساكنة في البيت الأبيض .

الإستخبارات الأمريكية حديثة الإنشاء لم تضيع الكثير من الوقت ، فقد قامت بإستغلال البقية الباقية من ضباط أجهزة الأمن النازية الذين ألقي القبض عليهم عقب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية واستفادوا من خبرتهم المروعة في مجالات التعذيب والإجرام وأنشئوا جهازاً للأمن الداخلي في اليونان وظيفته الأساسية إلقاء القبض على الوطنيين من أبناء اليونان والزج بهم في سراديب المعتقلات نتيجة رفضهم الرضوخ لمشيئة آلهة الأطلنطي .

الجهاز الأمني اليوناني كان يعرف بــ KYP والذي إشتهر على مستوى القارة الأوروبية بعنفه ودمويته المفرطة .

اليونان على مدى الخمسة عشر سنة التالية كانت أشهر ساحة تعذيب عرفتها أوروبا منذ أيام الجستابو الألماني .

بين عام 1964 و 1974 قتل أكثر من 10.000 ( عشرة آلاف ) يوناني نتيجة الدموية المفرطة من قبل أجهزة الأمن الداخلية المدعومة أمريكياً .

والسبب هو أن الشعب أراد أن يقول كلمته وأن ينتخب أحد الرجالات القلائل الوطنيين ( جورج بابندريو - George Papandreou ) والمشهور بليبراليته وحرصه الشديد على تحقيق سلام في البلاد التي عانت الكثير من تدخلات العم سام .

وبالفعل أنتخب ( بابندريو ) في فبراير من عام 1964 بالأغلبية الوحيدة المسجلة في تاريخ اليونان فقط لتثور ثائرة الولايات المتحدة الأمريكية التي طالما إدعت حرصها على الديموقراطية ومساندتها لكل الأنظمة التي تنتهج الديموقراطية سبيلاً ، في حين أن العكس هو الصحيح ... فالأمريكان لا يساندون أية أنظمة إلا تلك التي تضمن لهم إستمرار صيانة المصالح الأمريكية والتي غالباً ما تكون أنظمة قمعية لا تراعي حرمة ولاتضمر رحمة لشعوبها .

وعلى أثر فوز ( بابندريو ) بدأت المؤامرة تحاك لخلعه من المقعد الرئاسي ، واستُخدم في تلك المؤامرة المحكمة العليا وقوات الجيش اليوناني وحتى جيش وأفراد أجهزة المخابرات الأمريكية المتمركزين في البلاد .

الإنقلاب العسكري في إبريل 1967 جاء ليتوج نجاح المؤامرة الأمريكية وليعقبه فرض حالة الطواريء في البلاد وبدء حملات القمع والسجن والتعذيب والقتل بحق اليونانيين الذين أتهموا بأنهم شيوعيون مع أن ( بابندريو ) لم يكن يوماً شيوعياً أو حتى من محبي الإشتراكية .

وزير العدل الأمريكي الأسبق ( جيمس بيكيت - James Becket ) بُعث إلى اليونان كمندوب عن منظمة العفو الدولية ( Amnesty International ) في عام 1969 أثناء تلك الحقبة السوداء من تاريخ البلاد وسجل شهادته لما رآه هناك ... بعض مسئولي التعذيب قالوا في إعترافاتهم بأن الكثير من أجهزة التعذيب التي كانوا يستخدمونها شحنت إليهم من الولايات المتحدة على أنها مساعدات عسكرية مهداه من الولايات المتحدة لحكومة اليونان .... أحد تلك الآلات كان سوط مزدوج وثخين وأبيض اللون والذي جعل عمل زبانية التعذيب أسهل بكثير ، بحسب إعترافاتهم هم .

من تلك الأدوات الشيطانية التي إبتكرها العقل الأمريكي المريض أيضاً آلة كانت تعرف بــ ( إكليل الفولاذ - Iron Wreath ) وهي آلة تعذيب توع حول جمجمة الضحية ومن ثم يتم تضييقها شيئاً فشيء مسببة آلاماً تفوق الوصف .

ويذكر ( بيكيت ) في تقريره نص خطبة قالها المفتش ( باسيل لامبرو - Basil Lambrou ) أحد مسئولي التعذيب في اليونان ، ونحن بدورنا نوردها بالنص وبدون أي تعديلات :

(( إنكم تجعلون من أنفسكم أضحوكة عندما تعتقدون بأنكم تستطيعون فعل شيء )) ... (( العالم مقسوم إلى قسمين ، قسم فيه الشيوعيون والقسم الآخر فيه العالم الحر )) ... (( الروس والأمريكان ولا أحد سواهما )) ...(( مع من نحن ؟ )) ... (( بخلفي أنا توجد هناك حكومة تدعمني وخلف حكومتي هناك الناتو وخلف الجميع هناك الولايات المتحدة ، وأنتم أبداً لن تستطيعوا قتالنا فنحن أمريكيون )) .

الإعتراف سيد الأدلة كما هو معروف ، وذلك الوغد الإرهابي يعترف علانية بأن الولايات المتحدة هي من يقف وراء عمليات التعذيب الجهنمية التي أدت إلى مقتل الآلاف من أبناء الشعب اليوناني .

ولكن مايلفت الإنتباه في تلك الخطبة هو الأسلوب المستخدم بها ، والذي إستعمله الرئيس المجرم ( جورج دبليو بوش - George W. Bush ) بعد أحداث نيويورك وواشنطن عندما قسم العالم إلى قسمين ، قسماً يدور في الفلك الأمريكي وقسم آخر هو خارج السيطرة ويجب إبادته .

القسم الآخر الذي كان ينعت في السابق بالشيوعية والماركسية والشياطين الحمر والملحدين وكل النعوت التي كانت تصيب أبداننا بالقشعريرة ، أما الآن وبعد إنهزام الشيوعية فإن الأشرار أصبح إسمهم الإرهابيون والأصوليون والمتشددون العرب والمسلمين ، والذين لا علاج لهم إلا إعلان الحرب الصليبية لإجتثاثهم بطريقة تورا بورا الشهيرة .

 

وهنا يأتي دورنا في تحديد مواقعنا والخنادق التي سنتمركز فيها خلال الحرب الصليبية القادمة ، فإما أن نلعب دورنا التاريخي كأحفاد جنود صلاح الدين وقطز في مواجهة الغزاة من صليبيين وتتار ، أو نقبل بالفناء دون حتى الصياح من أجل إرضاء آلهة البيت الأبيض .

 

كوبـــا

 

منذ وصول الثائر ( والرئيس فيما بعد ) الكوبي ( فيدل كاسترو - Fidel Castro ) ورفاقه أمثال الثائر خالد الذكر ( تشي جيفارا - Che Guevara ) إلى سدة الحكم في الفاتح من يناير عام 1959 ومنذ أن إنتصرت ثورة الشعب الكوبي على نظام الحكم الرجعي الفاسد والمدعوم من أمريكا في البلاد بقيادة ( باتستا - Fulgencio Batista ) وبدء عملية إصلاح إقتصادية عامة شملت المصارف والمؤسسات التجارية وحقول النفط والأراضي الزراعية التي تنتج محصول قصب السكر المحصول الأساسي في كوبا ، منذ ذلك الحين والولايات المتحدة تكيل الضربات الواحدة تلو الأخرى للجزيرة الصغيرة بقصد إرهاب الشعب الكوبي الذي دفع ومازال يدفع ثمن جواره للإمبراطورية الأمريكية من دمائه .

أمريكا وكما أسلفنا تتعامل مع دول أمريكا الوسطى واللاتينية على إنها إمدادات طبيعية للهيمنة الأمريكية ، ولن تسمح لأي حركة أو حزب أو حتى حكومة محلية في أن تحدد شكل ومسار سياسي مختلف للسيناريو الموضوع في البيت الأبيض .

هنا جاءت ثورة كوبا لتضع الولايات المتحدة في موقف حرج ، فالجزيرة الكوبية لا تبعد إلا عشرات الكيلو مترات عن السواحل الأمريكية ، أي أنها ( وبإستثناء الكسيك ) الأقرب إلى حدود الولايات المتحدة وما ذاد الطين بله هو إعلان قادة الورة بأنهم سيدعمون كل حركات التحرر في العالم وخصوصاً في أمريكا اللاتينية ، فجيفارا مثلاً يقول : في كتابه ( حرب الثورة ) :- (( نحن الآن أمل الحرية لكل هؤلاء المكبلون في أمريكا اللاتينية ... عيون هؤلاء المضطهدين تتجه صوبنا يحدوهم الأمل في غدٍ أفضل ))

فكان من الطبيعي أن تثور الولايات المتحدة لوصول نظام يرفض النهج التبعي لأمريكا ويرفض الدوران في فلك البيت الأبيض ، والأسوأ من ذلك أن الثورة الكوبية بدأت بالفعل في إيقاظ أحاسيس الحرية في جنبات القارة اللاتينية في بوليفيا وكولومبيا ونيكاراجوا والسلفادور والهندوراس والأرجنتين وتشيلي ، بل تجاوزت ذلك الأفق لتصل إلى أوغندا في قلب القارة الأفريقية وإلى دول جنوب وشرق آسيا وإلى شباب أوروبا وأمريكا الشمالية الذين رفضوا عبودية الإنسان لأخيه الإنسان ، وانطلقت التشكيلات الحزبية والتجمعات الشبابية في تقليد ثوار كوبا وشعب كوبا ، وكان من غير المستبعد أن ترى شباب اليونان وبلجيكا وإنجلترا واليابان والشرق الأوسط والفلبين والبرازيل ينضمون في ألوية وخلايا ثورية لمحاربة الإستعمار والإمبريالية تحت شعار ( الثورة حتماً ستنتصر ).

ولضرب المثال لا للحصر وفي أثناء الإجتياح الدموي الإسرائيلي لمدينة رام الله الفلسطينية في أبريل من عام 2002 تناقلت وسائل الأعلام المختلفة صورة الفدائي الفلسطيني الأعزل من السلاح فيما عدا بندقيته الأوتوماتيكية الذي يحاول بها صد أرتال الدبابات الإسرائيلية وصورة الثائر جيفارا وهي معلقة على الحائط خلفه ، وكأنها تشهد كيفية إعادة كتابة التاريخ وإعادة ترسيم الجغرافيا على يدي أبناء جيفارا الفلسطينيين .

أمريكا بالطبع لم تكن لترضي بنظام إشتراكي في آسيا ( فيتنام كأحسن مثال ) على بُعد آلاف الكيلو مترات منها ، فكيف ترضي بوجود هذا النظام على بُعد مرمى حجر من شواطئها .

في مارس عام 1959 إجتمع مجلس الأمن القومي الأمريكي ( NSC ) وقرر إنهاء الحكم الثوري في كوبا بغض النظر عن الوسائل المتبعة في ذلك ، ولم يكد يمضي خمسة شهور على ذلك الإجتماع إلا وبدأ الإرهاب الأمريكي ضد الجزيرة فقد تم تفجير إثنتين من طائرات الخطوط الكوبية الرابضة في مطار ميامي في شهر أغسطس عام 1959 ، تلاها على الفور إرسال فرقة من المغتالون لإغتيال كاسترو إلا أنه نجا بأعجوبة وتم إلقاء القبض على المرتزقة .

وفي أكتوبر من نفس العام قامت طائرات حربية أمريكية بقصف ( هافانا ) العاصمة ، وسُجل إعتداء مسلح على حقول السكر التي وزعتها الثورة الوليدة على الفلاحين ، وهجوم آخر على قطار ركاب في ( لاس فيجاس ) .

كل هذه الإعتداءات كانت في السنة الأولى لحكم كاسترو في كوبا ، الرسالة الإرهابية الأمريكية كانت واضحة ، والضحايا الكوبيين بدءوا في التساقط .

في شهر مارس عام 1960 أمر الرئيس الأمريكي الأسبق ( أيزنهاور - Eisenhower ) أمر رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ( الان دولس - Allen Dulles ) بتجنيد وتدريب الكوبيين في المنفى من أجل فتح جبهة جديدة على ثورة كوبا ومن أجل الإعداد لغزو الجزيرة .

الكوبيين المجندين كانت أغلبيتهم من عتاة المجرمين ( مثل سانتوس ترافكانت ) ومهربي المخدرات وجنود سابقين في الجيش والشرطة لنظام ( باتستا ) المخلوع .

المنطق يقول بأنه من غير المعقول أن تحارب هذه الفئات من أجل قيم أو أخلاق ، إلا أن الولايات المتحدة سوقت هذه الشرذمة على إنها جيش التحرير والخلاص والعدل والسلام وفتحت لهم مكاتب ومعسكرات تدريب في فلوريدا ومولتهم ودربتهم على عمليات التخريب والقتل والتعذيب ومازالت تفعل ذلك إلى يومنا هذا .

كوبا وقيادتها كانت على علم بنية الولايات المتحدة في غزو الجزيرة وحاولت تجنب هذا الغزو عن طريق تدويل الصراع في الأمم المتحدة ( التي كان العالم حتى هذا الوقت مايزال مخدوعاً في شعارات أمريكا البراقة ) وحاولت كوبا إستصدار قرار من الجمعية العمومية إلا أنها رفضت حتى مجرد الخوض في هذا الموضوع .

علم الكوبيين في هذه اللحظة بأنهم إنما يقفون وحدهم في مواجهة الولايات المتحدة وأنه لا خير يرجى من الأمم المتحدة أو من غيرها ، وانه لا رادع أمام الغزو إلا صمودهم معاً في وجه العاصفة .

في الثلاثة اشهر الأولى من عام 1961 حصلت موجة من التفجيرات الإرهابية بحق المراكز التجارية في العاصمة والمؤسسات التعليمية وعمليات قتل بحق المشاركين في البرامج الحكومية ومنها برنامج محو الأمية والذي قام المرتزقة بقتل المدرسين العاملين به .

في يوم 17 أبريل من نفس العام تحركت طائرات حربية مقاتلة وقاذفة من سلاح الجو الأمريكي من طراز ب-26 وقامت بقصف الجزيرة الكوبية ولتبدأ معها حملة قتل بحق الشعب الكوبي سميت فيما بعد ( خليج الخنازير - Bay of pigs ) خسر الكوبيين ما يربو على 200 قتيل في عملية الخنازير تلك ولكنهم كسبوا حريتهم وحقهم في تحديد مصيرهم ، في حين أن الولايات المتحدة ومنذ تلك العملية وحتى الآن ترفض الإعتذار أو تعويض أهالي الضحايا ، وهو أمر كما علمنا ليس مستبعداً عن رعاة البقر الأمريكان .

الإصرار الأمريكي على قتل كاسترو والإطاحة بالثورة الكوبية وحملة الإرهاب ضد الشعب الكوبي الأعزل اضطرت القيادة الكوبية إلى طلب المساعدة من الإتحاد السوفيتي في ذلك الوقت ، والتي لم يكن أحد يتصور أن تكن كوبا مسرحاً لأكبر أزمة دولية يواجهها العالم كادت أن تصل إلى إستخدام الأسلحة النووية بين قطبي العالم في ذلك الوقت .

موسكو أجابت طلب الكوبيين في الحماية وأرسلت ( في حركة هي الأقرب إلى المغامرة منها إلى السياسة المدروسة ) أرسلت منصات صواريخ باليستية علبرة للقارات تستطيع حمل رؤوس نووية إلى الجزيرة الصغيرة القابعة على بعد كيلو مترات من راعي البقر البربري الساكن في البيت الأبيض والذي انتفض غضباً وأزبد شدقيه بمجرد وصول أولى التقارير الاستخبارتية والصور الجوية الملتقطة لمنصات الصواريخ ومهابط الطائرات الروسية الإستراتيجية .

أقامت أمريكا الدنيا ولم تقعدها مهددة الروس قبل الكوبيين بالثبور وعظائم الأمور وتحركت قطعها البحرية لتفرض حصاراً وطوقاً أمنيا حول الجزيرة في حين بدأت طائرات السلاح الجوي الأمريكي في الإستعداد لتوجيه ضربة تعيد كوبا الى العصر الحجري .

الازمة استمرت لمدة ثلاثة عشر يوما ، خلاله كانت كوبا على وشك الإختفاء من الخارطة بسبب سوء تقدير خورشوف لوحشية وبربرية الولايات المتحدة ، فقد كان من الحماقة بمكان أن يعتقد الروس ومن خلفهم الكوبيين بأن راعي البقر الأمريكي الذي يسعد برؤية الدماء تراق والجثث تتفحم والأرواح تعذب ( وليست هيروشيما عنا ببعيد ) ستأخذه شفقة وينراجع عن محو شعب كوبا من سجل الأحياء.

الروس أدركوا خطورة الموقف وقاموا بسحب صواريخهم خارج الجزيرة الكوبية ولكنهم توعدوا بالإنتقام من الإمبراطورية الأمريكية وذلك حدث بالفعل في الحرب الفيتنامية .

 

فيتنام

 

الارهاب الامريكي اصاب جميع دول العالم ولم يترك بوصة واحدة دون ان يفرز صديد تقيحاته ، الا ان فيتنام عانت من الارهاب الامريكي مالم تعانيه اي دولة اخرى والشعب الفيتنامي البطل تعرض لحملات ابادة محمومة وغير مسبوقة الا انه قاوم ببطولة واسطورية مشرفة وضعته وفيتنام كلها في مكان بارز من تاريخ الشعوب المناضلة والمتعطشة للحرية .

فيتنام :

 

التدخل الأمريكي في فيتنام بدأ أثناء التواجد الإحتلالي لفرنسا عن طريق إرسال خبراء عسكريين وفنيين في أوائل الخمسينات لمساعدة آلة الحرب الفرنسية المتهالكة على الصمود في وجه التصميم الأسطوري لشعب فيتنام من أجل نيل الحرية والتي أبى الأمريكيون والفرنسيون إلا أن تكون حرية حمراء ينتزعها الفيتناميون إنتزاعاً من قبضة الغزاة .

بحلول عام 1945 كانت ضربات المقاومة الشعبية الفيتنامية قد وصلت ذروتها واستطاعت نكبيد الفرنسيين الغزاة الكثير من الخسائر إلى درجة أن الجيش الفرنسي قد حوصر بالكامل في مدينة ( ديان بيان فو - Dien Bien Phu ) ولم تسطع القيادة الفرنسية إنقاذه إلا عن طريق الإستسلام لإرادة الفيتناميين والجلاء عن بلادهم .

هنا تدخل الأمريكيون بشكل مباشر وبدءوا في إدارة الحرب والصراع بشكل مباشر .

الحجة التي إستعملها الأمريكيون في غزوهم لفيتنام كانت منع الزحف الشيوعي في جنوب آسيا .

ولمدة 25 سنة كانت فيتنام حقلاً للرماية بالنسبة للجيش التتاري الأمريكي ، فلقد تم تجريب جميع الأسلحة الموجودة في ترسانة الجيش الأمريكي باستثناء القنابل النووية ، ربما لأن آسيا ممثلة في اليابان كانت قد نالت حصتها سلفاً .

عدد الجنود الأمريكان الذين إجتاحوا فيتنام كان 23.000 جندي عام 1963 ، إرتفع العدد إلى 184.000 جندي في عام 1966 ، ليصل تعداد رعاة البقر الإرهابيون إلى 542.000 جندي في عام 1969 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ( ومجرم الحرب ) نيكسون .

كل هؤلاء القتلة من جنود الولايات المتحدة الأمريكية كانوا قد أُرسلوا إلى فيتنام من أجل هدف واحد ، ألا وهو إرهاب هذا الشعب البطل ، ومن أجل تحقيق هذه الغاية إستعمل الجيش الأمريكي أحط الأساليب وأقذر الطرق .

بدءاً من القصف بطائرات ب-52 العملاقة مروراً بإلقاء النابالم والقنابل الحارقة على قرى بأكملها ، ونشر فرق الموت من القوات الخاصة ( القبعات الخضر - Green Berets ) من أجل خطف وتعذيب وإغتيال المقاومين الفيتناميين ، وإنتهاء بتسميم مصادر المياه وتدمير السدود وتجريف الطرق وإحراق الأراضي الزراعية ورش المواد الكيماوية القاتلة لإفساد المحاصيل من أجل تجويع وتركيع الشعب الفيتنامي .

حملة الإبادة هذه التي حملت شعار محاربة الشيوعية وترسيخ الديموقراطية أفرزت 3.000.000 ( ثلاثة ملايين ) قتيل في صفوف الشعب الفيتنامي وملايين الجرحى والمعاقين والمغتصبات وآلاف الأطفال المشوهين وذوي العاهات الخلقية الذين مازالوا يولدون إلى هذه اللحظة .

في 23 إبريل 1971 وفي معرض شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي قال ( جون كيري ) وهو ضابط بحرية سابق في فيتنام ما يلي :

(( قدماء المحاربين الأمريكان في جنوب آسيا تحدثوا عن جرائم إرتكبوها شخصياً ، لقد إغتصبوا النساء ، وجدعوا الأنوف ، وقطعوا الرؤوس ، وأوصلوا أسلاك إلى أجساد الضحايا وصعقوهم بالكهرباء ، وقطعوا الأطراف ، وفجروا الأجساد ، وأطلقوا النيران بعشوائية على المدنيين وصوبوا رصاصهم إلى المواشي من أجل المتعة ، وسمموا الأطعمة والصوامع ، ونهبوا وخربوا الجنوب الفيتنامي بشكل عام )) .

 

القصف الجوي :

الحرب بالنسبة لأمريكا هي عمل ( Business ) ومن أجل الوصول إلى درجة الكمال في إنجاز أي عمل فلا بد من إسناده إلى المتخصصين في ذلك المجال ، لذلك تم إستدعاء مجرمي الحرب من سلاح الطيران الأمريكي لأداء مهمة قتل الشعب الفيتنامي .

إن ما ألقي على الأراضي الفيتنامية من قبل آلة الدمار الجوية الأمريكية في عام 1964 أثناء ما عرف بعملية ( البرق المدوي - Rolling Thunder ) يفوق ماتم إلقائه أثناء الحرب العالمية الثانية على جميع الجبهات .

بلغ مجموع ما ألقي على الميل المربع الواحد مايساوي 22 طن من المتفجرات أي أن حصيلة كل مواطن فيتنامي ( سواء كان رجل أو إمرأة أو طفل ) من هذه المتفجرات هو 300 رطل .

في عام 1968 قصفت القاذفات الأمريكية العملاقة مدينة ( بن تري - Ben Tre ) الفيتنامية بأعداد هائلة من القنابل على مدار 24 ساعة متواصلة ودمرت المدينة بالكامل وأبادت كل من كان فيها من السكان وقد بلغ عددهم 300.000 ثلاثمائة ألف ضحية .

في تعليقة على هذه المذبحة قال الناطق بإسم الجيش آنذاك بوقاحة لا متناهية (( لقد تعين علينا تدمير المدينة من أجل إنقاذها ))

قامت أمريكا بعدة مذابح شهيرة في فيتنام نختصرها من الكتاب بالآتي :

- من عام 1962 وحتى 1971 ألقى الأمريكان مايربوا على 19 مليون جالون من مركب قاتل للنباتات يسمى ( العامل البرتقالي - Agent Orange ) إستخدمه الأمريكيون من أجل القضاء على الغابات والأحراش التي يختبيء بها عناصر المقاومة الفيتنامية الذين مرغوا كرامة الأمريكيين في وحلها ( إذا كان لديهم كرامة من الأصل ).

- في عام 1972 أحرقت المقاتلات الأمريكية قرية ( ترانغ بانغ - Trang Bang ) بالكامل وتفحمت جثث أهاليها بدون أي ذنب جنوه سوى أنهم أرادوا العيش في وطنهم أحراراً .

- بتاريخ 1968 كان الضيق والغضب قد بلغ منتهاه بجنود كتيبة ( شار لي ) بالفرقة الحادية عشر من مشاة الجيش الأمريكي وذلك نتيجة الضربات الموجعة التي تلقوها من ثوار ( ألفيت كونغ ) على مدى الشهور السابقة والتي كبدوا فيها القوات الأمريكية الكثير جداً من الخسائر ، فما كان من ملازم أول ( وليم كالي ) قائد الكتيبة ( شا رلي ) إلا أن أمر جنوده المجرمين بإقتحام القرية لتلقين سكانها درساً لن ينسوه أبد الدهر ... فكانت المجزرة .

والتي حوكم على جرائمها قائد الكتيبة بعد ذلك بالسجن مدى الحياة ولكنهم أفرجوا عنه بعد 5 سنوات فقط قضاها بكل تأكيد في غرف مكيفة ولكن بعيداً عن أعين الرأي العام ... فالمجرمون الحقيقيون هم من يقطنون البيت الأبيض .

 

الشعب الفيتنامي ناضل وقاتل وأبى الخنوع فاستحق النصر والعيش بكرامة ، وأمريكا بكل جبروتها وترسانة أسلحتها وتراثها الدموي فشلت في إبقاء سنتيمتر واحد من فيتنام في حوزتها .

هذا يذكرنا بمقولة الرئيس الأمريكي الأسبق ( جونسون ) عام 1965 : (( أنا لا أعتقد أن هناك ما هو أصعب وأمر من الهزيمة ، ولكني لا أعرف أي سبيل للنصر ))

الشعب الفيتنامي صمد ، الشعب الفيتنامي صبر ، الشعب الفيتنامي إنتصر .

عقد السبعينات

تشيلي :

كغيرها من دول أمريكا اللاتينية كانت تشيلي مرتعاً لإرهاب رعاة البقر الأمريكان وحقلاً لتجاربهم السادية طوال العقود الخمسة الماضية ، إما بشكل صريح ومباشر أو عن طريق أذنابهم من المرتزقة المحليين .

الرئيس ( سلفادور الليندي - Salvador Allende ) الذي اعتلى العرش في البلاد في أول إنتخابات ديموقراطية نزيهه في البلاد ينتج عنها مرشح إشتراكي لمقاليد الحكم في عام 1970 ، بعد أن فشلت الإستخبارات المركزية الأمريكية في منع إنتخاب ( الليندي ) مثلما فعلوا في إنتخابات عام 1964 .

تولي ( الليندي ) مهام الحكم في تشيلي كانت من أعنف الصفعات التي تلقتها الحكومة الأمريكية ومن أفظع الكوابيس التي كانت تخشاها العاصمة واشنطن ، خصوصاً بعد ما عانوه من ثورية وإشتراكية كوبا طول عقد الستينات .

السي أي أيه ... وكما هو معتاد بدأت بكل نشاط وخسة حملة مسعورة للإطاحة بالرئيس المنتخب الذي يتوقع أن يسبب الكثير من المشاكل لأبالسة البيت الأبيض في المستقبل .

فوزير الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت اليهودي ( هنري كسينجر - Henry Kissinger ) علق على محاولات بلاده التدخل في شئون تشيلي في عقد السبعينات فقال :

(( أنني لا أفهم لماذا يجب علينا الوقوف مكتوفي الأيدي والتفرج في صمت على بلاد تريد أن تتحول إلى شيوعية بسبب شعبها العاجز عن تحمل المسئولية ؟!! ))

فإنتخاب ممثل الشعب عبر إنتخابات ديموقراطية نزيهه في تشيلي هي عجز عن تحمل المسئولية في عرف أمريكا مما يوجب تدخل رعاة البقر الأمريكان لمنع مثل هذه الإنتخابات والتخلص من مرشحيها .

خطة الإطاحة بالرئيس ( الليندي ) كانت تعتمد على عاملين رئيسيين وهما : خنق البلاد معيشياً وتكبيد إقتصادها الخسائر تلو الأخرى ، والعامل الآخر هو تأليب القوات المسلحة على الحكومة الشرعية والمنتخبة ودعم جنرالات الجيش في محاولتهم الإستئثار بالحكم .

وبالفعل قامت أمريكا ممثلة في الشركات العملاقة في سحب ودائعها من البنوك التشيلية وإغلاق مصانعها والعمل على تسريح الآلاف من العمال والدفع بهم إلى متاهات البطالة كما ضغطت الحكومة الأمريكية على حلفائها من الدول الإستعمارية لتحذو حذوها .

هذا أدى إلى حالة كساد رهيبة لم تشهدها البلاد من قبل ، وارتفعت أسعار المواد الإستهلاكية وأصبحت المعيشة هناك أقرب إلى المستحيل بفضل خطط مجرمي الحرب في الإستخبارات المركزية الأمريكية .

وفي نفس الوقت وتناغماً مع البند الأول من السيناريو بدأت امريكا بالفعل في تشجيع الجيش التشيلي على العصيان ووعد جنرالاته بالتمكين والمساندة والدعمين المادي والمعنوي في حالة التخلص من الرئيس الديموقراطي الليندي .

وبعد عدة محاولات إستطاع السفاح ( اوغستو بنو شيه - Augusto Pinochet ) أن يصبح الحاكم العسكري على تشيلي وتصبح معه تشيلي مسلخاً كبيراً لأكثر من 17 عاماً قادمة .

ففي الحادي عشر من سبتمبر لعام 1973 ( يرجى الإنتباه جيداً للتاريخ ) تحركت الآليات الحربية من مختلف القطاعات العسكرية تجاه المدن التشيلية بناء على أوامر ( بنوشيه ) ودعم كامل من واشنطن لتبدأ عملية الإطاحة بنظام الرئيس المنتخب ( الليندي ) في أحد أكثر الإنقلابات دموية ووحشية ، ولتبدأ معه أيضاً المجازر والجرائم اللاإنسانية بحق الشعب التشيلي المسكين ، والذي إستحق الموت لأنه مارس حقه المشروع في إنتخاب من يريد .

وقد بدأت تلك المجازر مع بداية الإنقلاب العسكري الدموي وإغتيال الرئيس المنتخب ( الليندي ) عن طريق قصف قصره بالطائرات فقتل هو ومن معه ثم أدعى المجرمون إنتحار الرئيس الليندي .

وبعد عدة إغتيالات قام بها المجرم بنوشيه وقبل الختام ولكي نبين للقاريء الكريم إزدواجية الدول الغربية في تعاملتها مع المصطلحات العظيمة من قبل حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي وحق تقرير المصير ، فلم تقطع أي دولة علاقتها بتشيلي العسكرية كما فعلوا مع تشيلي الديكتاتورية .

وحتى عندما قدم قاضي أسباني في أكتوبر من عام 1998 مذكرة توقيف بحق ( بنوشيه ) المتقاعد والموجود في لندن لقتله عدد من المواطنين الأسبان ( وليس لقتله الآلاف من الأهالي التشيليين المساكين ) رفضت بريطانيا تسليم المجرم الشاروني لأسبانيا بحجة أنه إرتكب ما إرتكبه وهو تحت الحصانة كرئيس للبلاد .

الرأي العام العالمي إشمئز من طريقة تعامل الحكومات الغربية مع حقوق الإنسان ومع منتهكيها والإنتقائية في الحكم على مجرمي الحرب ، ففي حين يُخفر اليوغسلاف جماعات ، أبرياء ومذنبين إلى محاكم العدل الدولية بحجة قتل الألبان الذين أبادتهم صواريخ الناتو ، يمرح بنوشيه وشارون وبيريز وباراك في العواصم الغربية ، لا بل وقد يحصل بعضهم على جوائز نوبل للسلام أيضاً .

ولكن الذي لم يفهمه الرأي العام العالمي بعد هو أن مجرمو الحرب لا يحاكموا بجرائمهم إلا في حالة واحدة فقط ، ألا وهي لو كانوا أعداء للإمبراطورية الأمريكية ، في حين أن حلفاء إمبراطورية الشر سيكافئوا على مجازرهم وتقدم لهم النياشين ، وهو ما نستطيع ملاحظته على المسرح الدولي .

 

كمبوديـــا :

 

عانت كمبوديا الكثير من إرهاب الدولة العظمى التي وكلت نفسها للتحدث بإسم الحرية والديموقراطية ، وأعطت لنفسها الحق بإبادة الآخرين لمجرد أنها تستطيع عمل ذلك .

فطوال أربع سنوات من القتل والذبح الأمريكي فيما بين أعوام 1969 و حتى 1973 وبعد التدخل المباشر عن طريق إرسال قطاعات عريضة من مختلف فئات جيش رعاة البقر الأمريكي في كمبوديا سقط مابين ( إثنين مليون إلى 2.5 مليون ) شخص كضحايا للقصف الهمجي المكثف والمركز من القاذفات العملاقة الأمريكية التي قررت فتح فرع للجحيم مماثل لذلك الموجود في فيتنام .

بدأ الإهتمام الأمريكي بذبح شعب كمبوديا مبكراً من عام 1969 على إثر فشل الأمير ( سياهنوك - Siahnouk ) في كسب الرضى الأمريكي ومعارضته الدائمة للتدخل الأمريكي في أراضي فيتنام الجار الصغير .

فما كان من الأمريكان إلا التحرك من أجل إزاحة الأمير ( سياهنوك ) كعادتهم مع كل من خالفهم الرأي ، وبدأت القاذفات الأمريكية في طلعات الموت المعتادة لصب جحيم نيرانها على رؤوس المساكين من الشعب الكمبودي الذي لا حول له ولا قوة تحت إسم الحرية والديموقراطية .

نجح الأمريكيون في الإطاحة بخصمهم الأمير ( سياهنوك ) في 1970 بإنقلاب من تخطيط الــ CIA ولتبدأ مرحلة عصيبة من الحرب الأهلية في كمبوديا .

ومع ذلك تواصلت الغارات الامريكية في حملة عنيفة ضد الفلاحين الكمبوديين المتعاطفين مع جيرانهم الفيتناميين والذين أصابوهم بعدوى تحدي أمريكا .

لهذا السبب إخترع الأمريكيون إستراتيجية قصف جديدة أطلقوا عليها إسم ( حصيرة القنابل - Carpet Bombing ) والمقصود بها إلقاء القنابل على قطاعات لا يذيد عرضها عن عشرات الأمتار ولكن بأطوال مختلفة مما يضمن أن لا شيء قد بقى على قد الحياة بعد مرور القاذفات .

( نفس السياسة إتبعت في فيتنام ولاوس وأفغانستان وأخيراً العراق )

وأصبح شعار (( أينما أغارت الــ ب 52 لا ينبت الزرع مرة أخرى )) شاهداً على مدى عنف ووحشية القصف الأمريكي الذي يستهدف البشر والحجر على السواء .

 

في عام 1975 إعتلى ( الخمير الحمر - Khmer Rouge ) بزعامة ( بول بوت - Pol Pot ) سدة الحكم في كمبوديا بدعم كامل من الإدارة الأمريكية ليذيقوا الكمبوديين الأمرين طوال عقد السبعينات الذي كان بحق من أشنع فترات التاريخ في كمبوديا وأكثرها دموية بسبب وجود تلك الطغمة الحاكمة المسلحة أمريكياً على رأس السلطة هناك .

وجود الخمير الحمر على رأس الأجهزة الحاكمة كان يهدف إلى كسر إرادة التحدي التي كانت قد تسربت إلى نفوس الكمبوديين بعد أن رأوا عبر الحدود الفيتنامية ما يستطيع أن يفعله الشعب إذا صمم على نيل حريته ، وبهدف منع الإمدادات عن ثوار الفيتو كونغ الذين كانوا يحصلون عليها من الأراضي الكمبودية .

الخمير الحمر هُزموا مراراً وتكراراً من الفيتناميين وسقطوا من على كراسي الحكم التي بنوها من جماجم بنو جلدتهم لإرضاء الإرهابيين المتأنقين في البيت الأبيض ، ولكن الثمن كان فادحاً بحق .

فمجموع القتلى منذ بدء الإرهاب الأمريكي وحتى زوال حكم الخمير الحمر بلغ 2.500.000 ( 2.5 مليون ) قتيل وملايين الجرحى الآخرين الذين فقدوا أطرافهم وملايين المشردين والمهجرين الذين فقدوا ذويهم وأراضيهم ومصادر رزقهم .

وحتى أولئك الذين نجوا من القصف الأمريكي والإرهاب الممنهج من الخمير الحمر ولم يفقد أرضه مازال لا يستطيع زراعتها بسبب وجود الكثير من القنابل التي لم تنفجر بعد والتي أصبحت أخطر من الألغام مع مرور كل يوم حيث يتعاظم خطر إنفجارها لأنها لم تجهز إلا لذلك .

عضو الجونجرس عن ولاية كاليفورنيا ( بيت ماك كلوسكي - Pete McClosky ) صرح قائلاً :

(( إن مافعلته الولايات المتحدة بكمبوديا لهو من أعظم الشرور ولا يفوقه سوى مافعلناه بجارتها فيتنام )).

وذلك على أثر زيارة قام بها إلى كمبوديا في السبعينات .

 

يتبع ...


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات