ماهو مستقبل التطبیع بین الامارات وإسرائیل ؟

 

 

على الرغم من مضي ما يقرب من ثلاثة أیام على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقية تطبيع كاملة بين دولة الإمارات والاحتلال الإسرائيلي؛ ما زال مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية يلتزمان الصمت حيال هذه الخطوة، التي وصفتها السلطة الفلسطينية بعد اجتماع لقيادتها بأنها "خيانة للقضية الفلسطينية والقدس وأجمع خبراء ومحللون سياسيون، على أنّ إعلان الإمارات تطبيع علاقتها مع إسرائيل بشكلٍ علني، بمثابة قتل لمبادرة السلام العربية، وتجاوز لكلّ الخطوط الحمراء الرسمية المُتفق عليها منذ سنوات طويلة وأن الإعلان هو ضربةٌ في خاصرة الأمة العربية، ومحاولة فرض للهيمنة الإماراتية على الشعوب، التي ترفض غالبيتها وجود إسرائيل في المنطقة، وتدعم تطلعات الشعب الفلسطيني وتضم مبادرة السلام العربية، التي وقعت عليها جميع الدول العربية، وتمّ إعلانها بحضور الزعماء العرب، في العاصمة اللبنانية بيروت بتاريخ 28 مارس/آذار 2002، بنودا تمنع تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأكّدت المبادرة، على أنّ الدول العربية لن تذهب لإقامة علاقات مع إسرائيل، إلّا في حال قامت الأخيرة بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، ومكنت الفلسطينيون من إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وحلت مشكلة اللاجئين والخميس، أعلنت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية وإسرائيل. جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث، ونشره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه على موقع "تويتر".

ویبدو أن التطبيع الإماراتي قد قتل أي مبادرة للسلام العربي وهو بمثابة "خيانة لدماء الشهداء العرب، الذين ارتقوا في مسيرة الدفاع عن فلسطين غیر أن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية عمرها قديم وواضح بعدد من الشواهد، التي كان آخرها التعاون في مجال مكافحة فيروس كورونا، "لكنّ الإعلان عنها بشکل علني وبهذا الشكل، في الوقت الحالي، هو تحدي للشعوب والحكومات العربية، التي رفضت معظمها مؤخراً، خطة الضم الإسرائيلية وتعمل الدول الخليجية بشكلٍ عام -عدا الكويت- مع إسرائیل بشكلٍ سري .

ومن الواضح أن بین الإمارات والسعودية تحالف استراتيجي، وتنسيق ثنائي خارجي، مع وجود تحوّل في مزاج المملكة إلى ناحية معاداة القضية الفلسطينية، ویؤکد هذا الأمر علی وجود رضى سعودي عن هذا الاتفاق الذي ينتهك مبادرة السلام. وبحسب موقع "كان" فإن أحد الأمراء السعوديين، الذين لم تسمّهم الهيئة، بارك الخطوة الإماراتية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الوزن الخاص للمملكة العربية السعودية في العالم العربي والإسلامي أكثر حساسية، وأن "الإمارات العربية ستكون حالياً صوتنا أمام إسرائيل .

ما هو موقف مجلس التعاون الخليجي من التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب؟ حتی الأن لم تصدر ؟

بعد الإمارات من سیسارع للتطبیع مع إسرائیل نقلت صحيفة "القدس" الفلسطينية عن مصادر مطلعة في واشنطن، أسماء الدول العربية التي تنوي تطبيع علاقاتها مع إسرائيل مثلما فعلت الإمارات. وقالت المصادر للصحيفة، بعد توقيع إسرائيل اتفاق سلام مع الإمارات العربية المتحدة، إن "مملكة البحرين وسلطنة عمان والسودان ستقدم قريبا على هذه الخطوة وتطبع علاقاتها مع إسرائيل وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الأمر مسألة وقت قصير جدا بالنسبة للبحرين وعمان ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "مملكة البحرين من الممكن أن تكون الدولة العربية القادمة التي ستقيم علاقات رسمية مع إسرائيل وقال كوشنر إن الإدارة الأمريكية تجري محادثات مع دول عربية أخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل أيضًا، مشيرا: "إلى أن المزيد من الإعلانات ستأتي خلال الأشهر القليلة المقبلة وأعلن ترامب الخميس، التوصل إلى اتفاق تاريخي بين الإمارات وإسرائيل لتصبح أول دولة خليجية تطبع العلاقات مع الدولة العبرية والدولة العربية الثالثة بعد الأردن ومصر.

وأوضح ترامب أنه سيتم إطلاق اسم "أبراهام" على الاتفاق، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى الاقتداء بالإمارات وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال "قد نرى بلدان أخرى تقوم بذلك ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن فولف قوله إن اليهود في الإمارات سيكونون سعداء لاستقبال الإسرائيليين الذين يتوقع أن يزوروا البلد قريبا، مشيرا إلى أن تعداد الجالية اليهودية في الإمارات يصل إلى 1500 شخص، بعضهم متواجدون مع أسرهم، وبينهم مصرفيون ومحامون وموظفون في شركات مالية أميركية وبريطانية. على الرغم من تأكيد كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان الارتباط بين وقف مشروع ضم أراضي الضفة الغربية وتوقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، يبدو أن الطرفين مختلفان حول مستقبل هذا المشروع.

ففي حين تحدث محمد بن زايد عن "إيقاف" المشروع، أكد نتانياهو أنه "مؤجل وفي نظر الإمارات، وافقت إسرائيل مقابل هذا الاتفاق على "إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية".

وكتب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة على تويتر "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية إلا أن نتانياهو لم يؤكد ذلك. وقال إن ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة "مؤجل" لكن إسرائيل "لم تتخل عنه"، مؤكدا "جلبت السلام وسأحقق الضم من جهته، قال السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان إن "مختلف الأطراف اختارت بدقة الصيغة. ’توقف موقّت‘، وليس استبعاد الأمر نهائيا.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر الاخبار قراءة

Error: No articles to display