نبذة من حیاة الشهید سلیماني

 

الفريق الشهيد قاسم سليماني (1957 - 2020)، القائد الذي دأب على العمل العسكري الميداني طوال 40 عاماً، أوجع امريكا والكيان الصهيوني، حتى الرمق الاخير من انفاسه الطاهرة. ولد الشهيد الفريق قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية في ايران من مواليد 11 من اذار/ مارس لعام 1957 في قرية القناة التابعة لمحافظة كرمان في جنوب شرق إيران من أسرة فلاحية فقيرة، وكان يعمل كعامل بناء.

ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان. انخرط سليماني بالعمل الثوري ضد نظام الحكم البهلوي حتى انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

وبعده التحق بحرس الثورة الإسلامية. وبعد مدة تولى حماية مطار محافظته عندما بدأت الطائرات الحربية العراقية باستهداف المطارات الإيرانية، ثم توجه بعدها مع مجموعة عسكرية تتكون من 300 شخص من قوات محافظة كرمان الى جبهات القتال في سوسنغرد، وعين قائداً لفرقة عسكرية هناك لمواجهة تقدم الجيش البعثي في جبهة المالكية. شارك سليماني في أكثر العمليات العسكرية إبان الحرب ومن أهمها عمليات "والفجر 8" (فتح الفاو)، و"كربلاء 4" و"كربلاء 5"، كما شارك في المعارك التي دارت في "شلمجه".

وقد نال شهرة في قيادة مهمات الاستطلاع خلف الخطوط العراقية، وكان الجيش البعثي يخصه بالذكر في النشرات الإذاعية. وبعد انتهاء الحرب المفروضة سنة 1988، تسلم الحرس الثوري مهمة مكافحة المخدرات، فعادت كتيبة "41 ثار الله" بقيادة قاسم سليماني إلى محافظتها (كرمان)، وقامت بالتصدي للمهربين الذين كانوا يعبرون من الاتجاه الشرقي للبلاد على الحدود المشتركة مع أفغانستان.

وفي عام 1998 تم تعيينه قائدا لفيلق قدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي وهي وحدة قوات خاصة لحرس الثورة الاسلامية في ايران. وفي عام 2011 تمت ترقية الشهيد سليماني الى رتبة لواء من قبل قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي الخامنئي. بعد احتلال جماعة داعش الوهابية لمساحات كبيرة وواسعة في العراق وسورية، قام الشهيد سليماني، بمساعدة كلا البلدين في محاربة الجماعة الارهابية وكان مشرفا شخصيا على الكثير من المعارك مع ارهابيين ما ادى في النهاية الى هزيمتهم في كلا البلدين، وكان دائما في ارض المعركة.

الشهيد سليماني اكد دائما ان دعم القضية الفلسطينية وفلسطين مستمر، لأن هذا موقف مبدئي، أصولي وعقائدي يؤمن به. وان فلسطين ستظل معتقداً لديه. الشهيد قاسم سليماني كان يلقب بالشهيد الحي لانه خاض العديد من الحروب والمعارك الصعبة والقاسية بدون خوف او تردد وكان طلبه الاول هو الشهادة في سبيل الله. انجازاته الكبيرة، خاصة خلال الأعوام الـ 10 الأخيرة، حولت الجنرال نادر التصريحات، إلى مادة رئيسية لنشرات الأخبار والمقالات والأفلام الوثائقية، حتى استحق أن يقلده قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي وسام "ذو الفقار"، وكانت المرة الأولى التي يُمنح بها هذا الوسام منذ قيام الجمهورية الاسلامية الإيرانية. ومع تزايد قوته العسكرية من ناحية، وشعبيته الكبيرة لدى الشعب الإيراني والشعوب المقاومة للنفوذ الأميركي، خاصة بعد دوره الرئيسي في القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا، واسقاط الخطط الأميركية التي كانت معدة للبلدين، وضعته الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب في نيسان/ أبريل 2019.

إسرائيل" من جهتها، اعتبرته الشخصية الأخطر، ووضعته على رأس قائمتها للاغتيالات، بالإضافة إلى الشهيد بهاء أبو العطا، والسيد حسن نصر الله، وفعلاً تم احباط مخطط عربي-عبري لاغتيال سليماني في تشرين الأول/اكتوبر الماضي. شخصيته واهتماماته الخاصة نقلت وسائل الإعلام أن سليماني كان يتواجد في الخطوط الأولى من المعارك في العراق ولا يرتدي أي درع واقٍ من الرصاص ويتواجد في مناطق الاشتباكات بسيارة غير مصفحة، مشيرةً الى أنه "في معارك تكريت كان يستقل دراجة نارية ويندفع الى الأمام لرصد العدو قبل الهجوم المعروف عن سليماني أنه رجل ملتزم و متدين إلى حد كبير، وليس شخصيه عسكرية فحسب؛ والمجموعة التي يقودها (فيلق القدس) مجموعة ايديولوجية ترى تحرير فلسطين والقدس مهمة مذهبيه وانشأت من أجل إنجازها.

ففي هذا المجال كتبت صحيفة نيويوركر في الـ 30من سبتمبر /أيلول 2013 : إن سليماني مؤمن بالإسلام فعلاً وهو مهذب بكثير بالنسبة لآخرين. ولعل تلقيب اللواء سليماني بالحجي أو الحاج قاسم بدلاً عن ألقابه العسكرية في العراق وسوريا والدول الخليجية عموماً هو إشارة على غلبة شخصيته الدينية في سلوكه وتعامله . كان سليماني نشطا في العديد من الصراعات في بقية أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق والشام. وكانت أساليبه مزيجا من المساعدة العسكرية للحلفاء الأيديولوجيين والدبلوماسية الإستراتيجية الصعبة. وقد قدّم منذ فترة طويلة مساعدات وخبرات عسكرية لحزب الله في لبنان وحركة حماس وفصائل المقاومة في الأراضي الفلسطينية.

في عام 2012 ساعد سليماني في دعم الحكومة السورية، خلال الأزمة السورية. كما ساعد سليماني في قيادة قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي المشتركة التي تقدمت ضد داعش في 2014_2015. ووُصف سليماني بأنه "المنفذ الوحيد الأقوى في الشرق الأوسط اليوم" والاستراتيجي العسكري الرئيسي والتكتيكي في محاولة إيران لمكافحة النفوذ الغربي وكذلك "أقوى مسؤول أمني في الشرق الأوسط". ووفقا لبعض المصادر، فإن سليماني هو الزعيم والمهندس الرئيسي للجناح العسكري لحزب الله اللبناني منذ تعيينه قائدا لفيلق القدس في عام 1998.

ونال الشهيد ألقاباً كثيرة إذ لقبه البعض ب"مالك الأشتر" واشتهر ب" اسد إيران" وغيرها من الألقاب التي تنم عن محبوبية وشجاعة الشهيد قاسم سليماني. اتهموه بالإرهاب صنفته الولايات المتحدة على أنه "داعم للإرهاب" على حد زعمهم كما أن أكد وزير خارجية النظام السعودي |عادل الجبير| أن قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس مدرجون على قائمة الإرهاب.

أدرج اسم سليماني في القرار الأممي رقم 1747 وفي قائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار. في 18 مايو 2011، فرضت الولايات المتحدة عليه العقوبات مرة أخرى مع الرئيس السوري بشار الأسد وغيره من كبار المسؤولين السوريين بسبب تورطه في تقديم دعم مادي للحكومة السورية كما زعموا.

الاغتيال

بحلول العاشرة مساءً من يوم الثاني من كانون الثاني/يناير 2020 بتوقيت جرينتش (الـ 01:00 صباحًا من اليوم الموالي بتوقيت العراق)؛ سُمع دوي انفجارات قرب مطار بغداد الدولي كما لُوحظَ تحليقٌ مكثفٌ للطيران في المنطقة. ذكرت في البداية مصادر أمنية عراقية عن أنَّ الانفجارات ناجمةٌ عن سقوط 3 صواريخ في المحيط الخلفي للمطار ولم يُتحدث عن أيّ خسائر بشرية. تبيّن فيما بعد أن الصواريخ سقطت قُرب موقعٍ مشتركٍ للقوات الأمريكية وقوات مكافحة الإرهاب.

مباشرةً بعد ذلك؛ تحدثت بعضُ وسائل الإعلام عن قصفٍ على المطار طال «سيارات مدنية» كما أشاروا إلى أنباء عن سقوط قتلى وجرحى دون تحديدِ الهويّات. بعد حوالي ساعة ونصف من الهجوم؛ قال مصدرٌ أمنيّ عراقي لم يكشف عن هويّته إن القصف قد أدى إلى مقتل مسؤول العلاقات في الحشد الشعبي محمد الجابري وآخرين؛ قبل أن يُطلّ الحشد عبر بيانٍ أعلن فيهِ مقتل 5 من قياديه بينهم مسؤول العلاقات و«ضيفين» لم يَكشف عن هويّاتهما. بحلول الرابعة صباحًا من يوم الثالث من كانون الثاني/يناير (بتوقيت العراق)؛ بدأت وسائل إعلام عراقية في الحديث عن هويّة «الضيف» الذي قُتل خلال القصف مُشيرين لقاسم سليماني قائد فيلق القدس قبل أن يؤكّد التلفزيون العراقي الرسمي خبر استشهاده في القصفِ صاروخي الذي استهدف سيارته على طريق مطار بغداد.. بحلول الـ 05:40 صباحًا بتوقيت العراق؛ أعلنَ الحرس الثوري الإيراني صحّة الأخبار التي تحدثت عن استشهاد الجنرال قاسم سليماني في بغداد.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر الاخبار قراءة

Error: No articles to display