اغتیال سلیماني بین مؤید ومعارض

 

 

قال مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون إن أجهزة الأمن الأمريكية رصدت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني على مدى أعوام وبحثت في مناسبات عديدة التخلص منه لكنها ترددت دوما في التحرك.

لكن في الساعات الأولى من يوم الجمعة في بغداد قتلت ضربة جوية أمريكية سليماني .. وقرار توجيه الضربة الجوية، بعد اختيار مسؤولين أمريكيين من قبل الامتناع عن ذلك، نبع مما وصفه مسؤولون بارزون بأنه معلومات مخابراتية تستوجب التحرك بأن سليماني (62 عاما) يخطط لهجمات وشيكة ضد دبلوماسيين أمريكيين والقوات المسلحة في العراق ولبنان وسوريا وأنحاء أخرى من الشرق الأوسط.

ولم يذكروا سوى القليل من التفاصيل بشأن الأهداف المحتملة. ولم يتضح كيف تغلب ترامب ومساعدوه على المعارضة السابقة لمثل هذا الهجوم بدعوى أنه يهدد بتورط الولايات المتحدة في حرب جديدة بالشرق الأوسط قد تمتد للمنطقة بأسرها.

ويأتي قتل سليماني، بعد فترة وجيزة من عودته من دمشق حسبما أفاد البيت الأبيض، في نهاية أسبوع من العداء المتصاعد على نحو سريع بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم إن قرار التخلص من سليماني اتخذ بعد الاجتماع الذي تم الترتيب له على عجل لترامب في مار الاجو يوم الأحد مع وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر ومستشار الأمن القومي روبرت أوبريان ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي.

وقال أحد المسؤولين إن الأمر النهائي ”لتصفية الهدف“ جاء بعد اقتحام مقاتلين موالين لإيران السفارة الأمريكية في بغداد يوم الثلاثاء.

وأضاف المسؤول أن الخيارات كانت تشمل استهداف قادة قوات الحشد الشعبي وهجمات إلكترونية لكن القرار استقر في النهاية على استهداف سليماني. وقال أوبريان للصحفيين ”كان تحركا دفاعيا،اتخذ الرئيس قرارا واضحا لا لبس فيه“.

وقال مسؤول أمريكي آخر إن سليماني كان يسافر في أنحاء المنطقة لتوجيه أوامر بشن هجمات تستهدف الأمريكيين تعتقد المخابرات الأمريكية أنها كانت ”في المراحل النهائية“ من التخطيط. وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن سليماني كان دائما يعتبر عدوا تلطخت يديه بدماء أمريكيين منهم المئات من الجنود الذين قتلوا في حرب العراق التي بدأت في 2003 بعبوات ناسفة إيرانية الصنع.

وقال كبار الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي إنه لم يجر إطلاعهم على الأمر كما جرت العادة قبل مثل هذه التحركات العسكرية المهمة. وينتقد الكثير من الديمقراطيين ترامب ويصفونه بالطيش مشيرين إلى أنه عزز احتمال تصاعد العنف في منطقة محفوفة بالمخاطر.

لكن ترامب أصر يوم الجمعة على أنه أمر بقتل سليماني ”لوقف حرب“ وليس لإشعاله سليماني على قائمة الإرهاب الأمريكية كان قاسم سليماني من الأسماء الإيرانية البارزة المتهمة بالإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أكدت مسؤوليتها في عملية قتله فجر الجمعة 3 يناير/كانون الثاني إلى جانب أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد.

وأرسل البيت الأبيض إخطاراً رسمياً للكونغرس بالضربة الجوية الأمريكية التي قتلت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، يوم الجمعة، وذلك وسط شكاوى من الديمقراطيين بأن الرئيس دونالد ترامب لم يخطر النواب ولم يطلب موافقة مسبقة لتنفيذ الهجوم. وقالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي المنتمية للحزب الديمقراطي نانسي بيلوسي إن الإخطار أثار تساؤلات أكثر مما قدم من إجابات.

وقالت بيلوسي "هذه الوثيقة أثارت تساؤلات خطرة وعاجلة بشأن التوقيت والأسلوب وتبرير قرار الإدارة للخوض في أعمال قتالية ضد إيران". وأضافت أن القرار "غير المعتاد تماماً" لإضفاء السرية على الوثيقة برمتها زاد من مخاوفها و"يشير إلى أن الكونغرس و(أفراد) الشعب الأمريكي تُركوا بلا علم بشأن أممنا القومي".

ومن المتوقع أن تشرح الإدارة ملابسات العملية والصلاحيات التي اتخذ بموجبها هذا التحرك ونطاقه ومدته. وقال بيرني ساندرز الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر إنه ينبغي للكونغرس أن يتخذ خطوات فورية لمنع الرئيس من "إقحام أمتنا في حرب أخرى لا نهاية لها".

وقالت السيناتور إليزابث وارين وهي مرشحة رئاسية أخرى من الحزب الديمقراطي إن ترامب وضع الولايات المتحدة "على شفا الحرب" واصفة تحركاته بأنها "متهورة. من الواضح أنه لا يملك خطة". وقالت بيلوسي إن الضربة نفذت دون تفويض محدد من الكونغرس "وبدون مشورة مع الكونغرس".

وقال رئيس مكتب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في مقابلة مع ارنا: إنه لا يوجد مبرر استراتيجي للعمل الإرهابي ضد القائد قاسم سليماني، وفي رأيه، فإن "دونالد ترامب" ارتكب عملا خطيرا على أساس حسابات محلية وسياسية ، بما في ذلك الاستجواب وانتخابات 2020، مما يهدد الوجود الأمريكي في العراق وبلدان أخرى في المنطقة. وحذر "لري ويلكيرسون" ، رئيس مكتب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، في مقابلة حصرية مع إرنا، بشأن خطط الحرب في البيت الأبيض وعواقب اغتيال قائد فيلق القدس والقائد في الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، قائلا إن هذه الخطوة ليس لها هدف استراتيجي، سوى التخطيط للحرب.

وصرح المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية عن الوجود المستقبلي للقوات الأمريكية في العراق: يجب علينا إما البقاء باستخدام القوة والعنف كما في عامي 2003 و2004 أو مغادرة البلاد، على أي حال، أعتقد أن تصعيد المواجهة مع طهران سيكون بضررنا في كل من العراق وسوريا وفي جميع أنحاء المنطقة، مضيفا : لا أستطيع أن أفهم أبعاد الغباء في اتخاذ هذا القرار الاستراتيجي.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر الاخبار قراءة

Error: No articles to display