الأخطر من جريمة نيوزيلندا البشعة هو النتائج التى أفرزتها على الأرض وطريقة تناولها التى تؤسس لإرهاب قادم ينتظرنا من المغالين الذين تلقفوها تلقف الكرة وراحوا يؤسسون لها ولأسبابها ويطالبون بالقصاص من المسيحيين والأوروبيين، بل وكل سكان الأرض، وكثيرون ركبوا الموجة وراحوا يستخلصون الأسباب التاريخية لكراهيتنا واستباحة دمائنا، وليس مجرد شبكات التواصل بل ومنصات اعلامية وكتاب تفتقت قريحتهم عن تاريخ مكذوب من كراهية كل سكان الأرض لنا ولتاريخنا ولعقيدتنا، فلا عجب إذا خرج الموتورون الذين يتحينون الفرصة للتنفيس عن إرهابهم وحولوا بلادنا الى ساحة دامية لضرب وحدتنا الوطنية او ضرب اقتصادنا بالثأر من السياح الأجانب، ومثلما تقبل بعض من الرأى العام الغربى الجريمة بمعطيات الإسلامو فوبيا القائمة على شيطنة كل ما هو عربى وإسلامى، هيأت الجريمة الرأى العام لتقبل دعاة العنف والإرهاب.
القاتل السفاح الذى يثبت كاميرا على جبينه وينقل على الهواء مباشرة عبر صفحته على فيس بوك التفاصيل الدقيقة لجريمته الوحشية، هو جاهل معاد للإنسانية، يحمل بذور الكراهية ويعتنقها عقيدة ويدمر كل ما حققه الإنسان على مدى تاريخه، ويشطب حضارته، ويزرع كراهية جديدة لا تطرح غير المزيد من الإرهاب والقتل والدمار والخراب، مؤكد أن جريمة نيوزيلندا هى الصورة الأشد إرهابا وترويعا فى تاريخ الإرهاب، رغم أن جرم الإنسان ضد الإنسان عبر التاريخ حافل بالمآسى المروعة، لكن هذه المرة بمضامين البث تجاوز الحادث جدران مسرح الجريمة وارواح الأبرياء الذين قتلوا لأنهم مسلمون الى رحاب الكون بأكمله، وتناقلته وسائل التواصل واطلع عليه معظم سكان الأرض، والأخطر هو القادم الذى سيستفيد من الفكرة ويفعل ما هو أفظع وأشد فتكا.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر