النساء اللواـي کافحن الإرهاب بدمائهن(1)

 

مع انتصار الثورة الإسلامية وبعد قرار الإمام الخميني (ره ) بإنشاء مؤسسات جهاد للبناء بدأت الجماعات الجهادية تخدم المناطق المحرومة من البلاد من المناطق المحرومة والفقیرة في البلاد المناطق الحدودیة بین محافظتي کرمانشاه وکردستان التي واجهت مصاعب عدیدة.

فقد حُرم الناس في المناطق الکردیة في فترة حکومة الشاه بهلوي من أبسط الخدمات الصحیة التي تساعدهم علی العیش براحة وسعادة . لکن الناس في هذه المناطق واجهوا من جهة مجموعتي الکوملة والحزب الدیمقراطي الذین وعدوهم بتوسیع الإعماروتقدیم الخدمات المناسبة لهم بعد الإنضمام إلیهم للمطالبة بالحکم الذاتي في المناطق الکردیة ومن ناحیة أخری واجهوا شباباً جاؤوا لتقدیم المساعدات الطبیة والتعلیم والتنمیة والعمران لأهالي المدن والقری في کردستان .

لذلك فقد إنضم بعض الشباب المتدینین إلی الشباب الثوریین وأعلنوا موالاتهم للجمهوریة الإسلامیة وصدق البعض الأخر من الشباب وعود الحکم الذاتي فإنضموا إلی الکوملة والدیمقراطیین .

وکان من ضمن الشباب المتطوعین للمساعدة في المناطق المحرومة بعض النساء اللواتي قطعن أمیالاً بعیدة عن بیوتهن بقصد خدمة المواطنین في المناطق الحدودیة الکردیة وعملن في مجالات مختلفة من الصحة والتعلیم والتربیة إلی الزراعة والثقافة وتقدیم التوعیة والإرشاد للنساء .

وتستحق هؤلاء النساء تخلید ذکری إستشهادهن بذکر نبذة مختصر ةعن حیاتهن و جهادهن .

المعلمة فهیمة ستاری

ولدت الشهیدة فیهمة ستاری في عام 1961 م في مدینة زنجان کان لدیها علاقة وحب کبیرین للعلوم الدینیة والدروس الحوزویة وعندما وصلها خبر تأسیس حوزة علمیة في قم للنساء سافرت إلی قم وتسجلت في الحوزة .

بعد شروع الثورة الإسلامیة شعرت فهیمة بأن الدراسة في الحوزة لیست کافیة فعملت في مساعدة الشباب الثوریین وبعد تأسیس مؤسسات جهاد للبناء إنضمت مثل العدید من الشابات إلی جهاد للبناء لخدمة الثورة الإسلامیة . فسافرت مع عدد من زمیلاتها الطالبات إلی مناطق کردستان لتدریس الأولاد والبنات المحرومین من التعلیم .

في تلك الأیام کانت الإضطرابات کثیرة في المناطق الغربیة من البلاد وخاصة في بانه وسنندج وکانت الکوملة وجماعة الدیمقراطیة تنصب الکمائن في طرق بریبش وخم المؤدیتین إلی مدن وقری کردستان ولم یکن المتطوعین یتوقعون وحشیة الکوملة والدیمقراطیین وبینما کانت فهیمة ستاری مع صدیقاتها في طریق عودتهن إلی أماکن سکنهن قامت الکوملة بنصب کمین لحافلتهن مما أدی إلی إستشهادهن جمیعاً في 3 /12 /1980 م

المناضلة الثقافیة نسرین أفضل

ولدت الشهید ة نسرین في عام 1959 م في عائلة متدینة في محافظة فارس وبدأت نسرین نشاطاتها الثقافیة المختلفة في عام 1979 م وقامت بتقدیم المساعدة والخدمات الثقافیة للقری المحرومة في محافظة فارس .

في عام 1980 بعد التشاور مع أخیها أحمد أفضل الذي إستشهد في حرب العراق وإیران قررت نسرین الإنضمام إلی مؤسسة جهاد للبناء في شیراز ثم عزمت علی الذهاب مع صدیقاتها إلی کردستان للقیام بنشاطات ثقافیة محتلفة .

بعد مدة من الزمن أصبحت مسؤولة حملة (إعلانات وحملات ) جیش مهاباد وبعد ذلك بفترة وجیزة وبسبب حاجة وزارة التربیة والتعلیم إلی معلمین عملت کمعلمة في مهاباد وفي نفس الوقت قامت بتعلیم معلمین محو الأمیة الأسالیب والطرق المختلفة للتدریس .

وبسبب نشاطاتها الجهادیة المختلفة في مهاباد وتأثیرها علی الشباب والمراهقین في مهاباد قامت الجماعات المعارضة للثورة الإسلامیة بتوجیه رسائل تهدید لها لکن نسرین لم تشعر بالخوف أو الضعف وإستمرت بنشاطاتها .

وفي عام 1/ 7 /1982 قامت الکوملة بنصب کمین لها وهجموا علی سیارتها وأطلقوا الرصاص علی نسرین وزوجها وأرداهما شهیدین .

الشهیدة الأولی في مؤسسة جهاد للبناء

ولدت صدیقة رودباري في 9/3/ 1962 م في عائلة متدینة في مدینة طهران ومع بدء الثورة الإسلامیة تشکلت في مدرستها الجمعیة الإسلامیة فإنخرطت مع صدیقاتها بالجمعیة وقامت بأنشطة وخدمات مختلفة . مع شروع الإضطرابات ضد الثورة في مناطق کردستان ذهبت صدیقة إلی مؤسسة جهاد للبناء وتطوعت للذهاب إلی المناطق الحدودیة في غرب البلاد .

بعد مرور بعض من الوقت سافرت مع عدد من المتطوعات الشابات إلی منطقة بانه وقامت صدیقة بخدمات مختلفة من تعلیم الشابات والشباب المراهقین إلی مداواة الجرحی وعلاج المصابین والتدریب العسکري للنساء . تلقت صدیقة تهدیدات کثیرة من الجماعات المعارضة للثورة الإسلامیة ولکن لم تهتم بها واستمرت بنشاطاتها في بانه .

وفي 19 /8 / 1980 م قامت وحدة إرهابیة بإغتیال صدیقة رودباري وبعد عدة ساعات من نقلها إلی المستشفی وإستمرار النزیف إستشهدت صدیقة وکانت تبلغ من العمر 19 سنة فقط لتکون أول شهیدة لمؤسسة جهاد للبناء .


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات