الشهيدة زلفا خضري

في الواحد والعشرين من أيلول عام 1971م وفي عائلة على المذهب الشافعي ولدت زلفا خضري في بلدة سردشت التابعة لمحافظة آذربيجان الغربية. أبوها كان يعمل بالزراعة وكانت أمها ربة منزل. تمتعت زلفا من طفولتها بميزات بارزة ميزتها عن سائر أبناء سنها. الوعي والذكاء كانا من هذه الصفات التي ساعدت زلفا على تعلم الكثير من الأعمال أسرع من أبناء عمرها.

كانت زلفا في مراحل دراستها نشيطة ومجدة كثيراً لدرجة أنها كانت الطالبة الأولى في مدرستها وكانت تحظى بتشجيع أساتذتها دائماً. وبالإضافة لنجاحها في الدروس المدرسية كانت تتعلم الأعمال الفنية بشكل جيد وتعلمها بعد ذلك لرفيقاتها.

ولما كان من الرائج بين الفتيات اللاتي في عمر زلفا في سردشت في تلك الأيام نسج القبعات تعلمت زلفا نسج القباعات بفترة زمانية قصيرة فكان تنسج يومياً عدة قبعات. كما أن فنون الطبخ من الأمور الأخرى التي تعلمتها مبكراً في صغر سنها بالاصرار على أمها.

ومع أن سلوكها وتعاملها مع الناس كان أكبر من سنها إلا أنها حافظت في نفس الوقت على صبيانية الأطفال ولكن بشرط عدم إلحاق الأذى بشخص من الأشخاص. كانت زلفا فتاة مؤدبة وضحوكة وتقول باحترام خاص لمن هو أكبر منها إلى درجة أنها كانت تقوم بنصيحة أخوها الكبير عندما كان يزعج والديها.

وبالرغم من صغر سنها كانت تؤدي واجباتها العبادية في وقتها وكانت مقيدة جداً وبشكل خاص بإقامة الصلاة .

في 19 كانون الأول عام 1980م أرادت زلفا وعائلتها الذهاب لزيارة بعض أقربائهم في إحدى القرى القريبة من سردشت ولكن قبل الخروج من المنزل جاء أحد الأصدقاء إلى منزلهم. وانشغلت أمها بتقديم الضيافة للضيوف. ولكن زلفا التي كانت قد أعدت نفسها للذهاب لم ترجع للبيت وأخذت تنسج في الزقاق مع بعض رفيقاتها القباعات، منتظرة مغادرة الضيوف من أجل الذهاب لزيارة الأقرباء.

وفجأة دوّى صوت انفجار مهيب عند الظهر تقريباً وهي جالسة في الزقاق. تفرق الأطفال المذعورين كل واحد في جهة بحثاً عن ملجأ آمن. فقد تعلموا بسبب الاشتباكات الموجودة مع المجموعات المعارض للثورة أنه يجب عليهم عند سماع صوت انفجار أن يفروا إلى مكان آمن. ولهذا أسرعت زلفا إلى منزلها ولكن قبل أن تدخل البيت أصيبت بعدة شظايا في بدنها الصغير والهزيل فسقطت على الأرض شهيدة.

أخوها الذي كان يستعد للذهاب لأداء صلاة الجمعة أسرع إليها فوجدها غارقة بدمائها كان عمرها في اللحظة التي ارتقت فيها لدرجة الشهادة 9 سنوات فقط .

أعلن بعد مدة أن الانفجار الذي أدى إلى شهادة زلفا قام به إرهابيو مجاهدي خلق المنافقين.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات