الشهيد رضا شمقدري

ولد لعائلة متدينة وأصيلة في مدينة مشهد مولد عام 1936م سموه رضا . كان أبوه يملك محلاً لبيع الأخشاب وعلى الرغم من كثرة أولاده إلا أنه لم يغفل عن تربيتهم كان كلّ سعيه هو تربية أبنائه تربية دينية.

رضا هو الابن السادس في هذه العائلة التي يبلغ عدد أفرادها العشرة. كان يمارس رضا رياضة الجمباز إلى جانب الدراسة.

صمم في الرابعة والعشرين من عمره على الزواج وبعد الزواج بدأ عمله في أحد المحلات الصغيرة لبيع الدهان. تغيرت حياته المشتركة مع زوجته بانجاب الأطفال وأخذت لون ورائحة أخرى وازدادت المحبة بينهم.

وبالتزامن مع ارتفاع وتيرة ثورة قائد أحرار العالم سماحة الإمام الخميني (ره) ثار رضا جنب إلى جنب مع أبناء بلده ضد الظلم والاستكبار ولم يتراجعوا حتى تحقق النصر الكامل للحق.

بانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية سعى رضا كسائر الناس لتثبيت الثورة ولأنه لم يدرس سوى المرحلة الابتدائية ولم يكن قادراً على أكثر من ذلك كان يقتطع من صحف ذلك الزمان أخبار الثورة ويلصقها على زجاج متجره حتى يزيد في معلومات الناس. وبهذا الشكل صار أهالي الحي يتابعون الأخبار الجديدة من متجر رضا شمقدري.

واستمرت الأيام تتتابع على هذا الشكل إلى أن حقد عليه مجاهدي خلق المنافقين وحاولوا اغتياله أكثر من مرة في متجره، ولكن محاولاتهم هذه باءت بالفشل وفرّوا من المنطقة. إلى أن جاء يوم الثلاثين من كانون الثاني عام 1985م حيث هجم اثنان من المنافقين في الساعة 8.30 صباحاً على متجره كانا يستقلان دراجة نارية من نوع هوندا 125 وأطلقا عليه رصاص العداء والكراهية وهو يقرأ الصحف ويقص أخبارها ليصقها على زجاج المتجر كالعادة.

أصابت الرصاصات رأس رضا شمقدري وفي نفس اللحظة سقط شهيداً. تجمع الناس الذين شاهدوا ما حصل أمام المتجر وحاول البعض إلقاء القبض على الإرهابيان ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك لانهما كانا مسلحين.

وبعد فترة بيّن المنافقين في صحيفتهم بهذا الشكل سبب اغتيال رضا شمقدري: " ... طبقاً للمراقبات السابقة وضمن عملية نوعية دقيقة وجريئة تمت مجازات أحد الجلادين وأسباب القمع والقهر في مدينة مشهد المدعو رضا شمقدري في شارع الإمام الرضا من هذه المدينة... إن مجاهدي خلق بمثل هذه العمليات تدب الرعب والذعر أكثر مما سبق في نفوس المدافعين عن النظام القمعي. "

مع العلم أن رضا شمقدري لم يكن له أي نشاط سوى نشر الوعي بين الناس من خلال مقطع يقتصها من الصحف ويلصقها على جدران متجره، ومساعدة المظلومين والمحتاجين، ولم يكن هناك هدف للمنافقين من اغتياله سوى إيجاد الرعب والخوف بين الناس .

اليوم عائلته تطالب بمجازاة القائمين على هذا العمل الإرهابي الجبان من المجتمعات القانونية والدولية على الرغم من مضي سنوات على شهادة رضا شمقدري.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات