الشهيد الذي احرقته زمرة مجاهدي خلق

تتصف حیاة الشهید هوشنک اسد الله بور الرجل المتدین والثوري من مدینة کنبدکاووس بأنها تفیض بحب الاسلام والثورة والقائد لتکون سیرته نموذجا ومثالا یحتذي به جیل شباب المستقبل لهذا الوطن.

أن الکتابة عن الشهداء اللذین یتمتعون بمنزلة رفیعة ومقام کبیرهؤلاءالشهداء الاحیاء الذین یرزقون من عندالله سبحانه عمل صعب للغایة .

لکن بیان فضائل و خصائص هؤلاء الشهداء رفیعي الشأن من الممکن أن یکون درسا وقدوة لجیل شباب المستقبل في هذا الوطن حیث لایهدد جیل الیوم الحرب مع الأعداء بل تهددهم الحرب الناعمة بشکل قوي لذلک یجب أن نتعرف علی الحیاة الشخصیة والاجتماعیة لرجال الوطن العظماء الذین ضحوا بأنفسهم بکل عشق وحب فداء لهذا الوطن حتی لایسلب الأعداء هویتهم تحت شظایا الحرب الثقافیة.

ولد الشهید البطل هوشنک اسد الله بور في 31 مايو عام 1963 بالتزامن مع بدایة حرکة الامام الراحل ضد الطغاة و کان یعتبر من جنود الامام الخمیني في المهد الذي یقف الی جانب جنود عصره المناضلین ضد نظام الشاه واستطاعوا الانتصار في ظل الوحدة مع الناس وقضوا علی الطواغیت والظلمة واوصلوا الثورة الی الانتصار.

التحق هذا الشهید الجلیل في بدایة عقد الستینات بکلیة الضباط التابعة للجیش الایراني وتعلم العلوم العسکریة في وحدة المدفعیة ومن اجل اتمام هذه الدروس ذهب الی اصفهان وخدم برتبة قائد النیران في فرقة الـ 16 في قزوین .

کما شارک اسد الله بور في حرب العراق وایران وفي نفس الوقت الذي هاجم منافقی خلق مهران ارسل الی هذه المنطقة الحدودیة حتی یشارک في الهجمات المدفعیة علی جبهات هؤلاء الأعداء ویخرجهم من وطنه الأم .

کما ساهمت شجاعة هذا الشهید العظیم في تلقي منافقي خلق ضربات مؤلمة.امتلأ الحقد والغیظ في قلوب منافقي خلق علیه وعندما اسشتهد هذا القائد العظیم في 19 يونيو 1988 ظهرت احقاد المنافقین ومن أجل التعویض عن خسارتهم صلبوا جثته واحرقوها.

و کما تروي السیدة فرحناز منصوري زوجة الشهید الراحل أنها تسلمت جسد زوجها الشهید بعد 13 یوم من استشهاده حیث واجهوا صعوبة في التعرف علی جثمانه الطاهر وتم دفنه بجوارمرقد السید یحیی بن زید (ع)في شهر کنبد کاووس وتقول: عندما استشهد الشهید اسد الله بور کانت ابنتي فاطمة تبلغ من العمر سنة ونصف وابني محمد ستة اشهر والان کلاهما اتما دراستهما الجامعیة وتزوجا وکل واحد منهما لدیه طفل واحد.

و تضيف زوجة الشهید اسد الله پور : سمت ابنتي فاطمة الابنة الکبری للشهید پور ابنها بإسم ابیها (أمیر هوشنک) ومحمد اسمی ابنه حسین تخلیدا لذکری شهداء ایران المسلمین الذین ضحوا بأرواحهم في طریق ثورة الامام الراحل (ره).

عاشت السیدة منصورة تقریبا ثلاث سنوات مع الشهید العظیم وبعد شهادته بکل تضحیة وایثارربت اولادها علی ذکری هذا الشهید الکبیر. وتقول السیدة منصوري عن اخلاق وتدین الشهید اسد الله پور: هاتان الفضیلتان تعطي لي وللاخرین درسا قیما.

کما اضافت: کان دائما یوصیني ویوصي أخته التي کانت تعیش معنا بالصلاة في اول الوقت .وکنا نصلي اکثر الاوقات صلاة جماعة وکان هو امام الجماعة حیث کانت تقام الشعائر الاسلامیة بشکل کامل في بیتنا .

کما اعتبرت السیدة منصوري الدعوة الی الصبر والتحمل في مقابل الصعوبات من وصایاه الاخری :کان یؤمن کثیرا بالامام وحتی قال لي في یوم من الایام: اذا طلب الامام قلبي من اجل الاسلام فورا سوف اقدمه له اما ابنة الشهید الکبری التي کانت تبلغ من العمر سنة ونصف عند استشهاد ابیها فلا تذکر الکثیر عن ابیها وعند قراءة مذکرات ابیها الیومیة رأت ان ابیها یعطي الکثیر من الاهتمام للوقت فجعلت محافظة ابیها علی الوقت من الخصائص الممیزة التي وضعتها نصب عینیها . تقول فاطمة اسد الله پور: یقع الیوم علی عاتق ابناء الشهداء حمل ثقیل ویحملون رسالة هامة لانهم یجب ان یقفوا في صفوف المدافعین لدماء ابائهم مقابل هجوم الأعداء وبعض مسیئي النظام والشهداء.

احد زملاء الشهید في کلیة ضباط الجیش یقول عن الشهید: ینطبق اسم عائلة الشهید علی جمیع صفاته الاخلاقیة واعماله العظیمة.

کما قال هوشنگ کریمي:کان الشهید في میدان رزم اسدا مغوارا مع اعدائه وکذلک کان في صف ریاضة السباحة والقفز شجاعا وجریئا وفي القفز عن بعد 10 امتار حیث لم یملک احد الجرأة للقفز کان بکل شجاعة یقفز من دون اي خوف.

کما ذکر أنه من الفضائل الاخلاقیة الاخری للشهید حبه وعشقه لاهل البیت (ع) المعصومین الاطهار قائلا:کلما دخلت الی غرفة في بیته وجدت أنه زین الحائط بحدیث او روایة من اهل البیت وعندما سالته عن ذلک اجاب :احادیث الائمة المعصومین الذین هم حجة الله علی الارض یجب ان تبقی دائما في اذهاننا وقدوة عملیة في حیاتنا والان زینت معسکرات لقوی الجیش باسم هذا الشهید الجلیل.

يقع قضاء کنبدکاووس في شرق محافظة غلستان وقدمت للثورة الاسلامیة الی الان اکثر من 500 شهید رفیعي الشأن واکثر من الفین وخمسمائة معوقي حرب وحوالي 250 من الاسری المحررین .


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات