المرحوم عسكر اولادي وتعامله مع منافقي خلق وحادثة اغتیاله

كان المرحوم حبیب الله عسكر اولادي من المناضلین الذین كافحوا في فترة ملیئة بالأزمات من زمن نشاط الفدائیین الاسلامیین بقیادة الشهید نواب صفوي حتی فترة تأسیس حزب المؤتلفة الإسلامي بأمر من الإمام الخمیني(ره)وتحت رعایة وإشراف رجال الدین.

بعد اغتیال رئیس الوزراء حسن علي منصور علی ید حزب المؤتلفة الاسلامي تم اعتقال حبیب الله عسكر اولادي وعدد من اعضاء الحزب علی ید السافاك وصدر بحقه حكم السجن المؤبد. قضاء سنوات طویلة من عمره في سجون نظام الشاه وتعامله مع مجموعات وتیارات مختلفة ساعده علی اكتساب المعرفةحیث كان موسوعة من المعلومات عن الجماعات التي كانت في البلاد في تلك الفترة وفي تلك الاثناء تعرف علی اعضاء من زمرة منافقي خلق (مجاهدي خلق) في السجون والمعرفة التي حصل علیها وحتی توعیة الكثیر من القوی الثوریة كان مثیرا للاعجاب.

تقدم مؤسسة هابیلیان (اسر شهداء الارهاب)في ذكری رحیل هذا المناضل الثوري ورفيق الامام والقائد بعض من ذکريات المرحوم عسکر اولادي عن فترة النضال والسجن في سجون نظام الشاه وتعامله مع المنافقین.


عندما كنا في سجن مشهد وصل احد قادة زمرة خلق بصحبة احد خبراء الشؤون الإسلامیة الذي كان اهل ثقة الی النجف حیث كان الامام .عرف خبیر الشؤون الاسلامیة القائد علی الامام وطلب من الامام ان یستمع الی كلام هذا القائد. قال القائد: الكل في ایران یؤیدونا وكذلك ایدنا الكثیر من العلماء والمراجع مثل السید شریعتمداري واذا تؤیدنا انت ایضا یكون الامر منتهیا. اجابه الامام: یجب ان تشكرني كثیرا لاني لا انتقدك ویجب ان انتقدك ولكن لا انتقدك لان عدد كبیر من شبابنا انخدعوا بكم یجب ان نقوم بعمل ما حتی ننقذهم من خداعكم. كذلك في یوم ما احضروا رجلا كبیر السن الی سجن مشهد كان یمتلك بشكل غیر قانوني حملة لتهریب عدد من المتدینین الی العتبات المقدسة في العراق وفي طریق عودته تم اعتقاله. أحضروه الی قسمنا یعني السجن السیاسي بذریعة انه اراد العمل في الزنزانات السیاسیة في الطابق الثاني والثالث .عرفت زمرة منافقي خلق باحضار شخص جدید الی السجن وذهبوا للتحدث الیه وعندما عرفوا ان اتهامه الدخول بشكل غیر قانوني الی العراق ارادوا ان یحصلوا منه علی بعض المعلومات ولكن هو لم یقل لهم شیئا وجاء الینا واخذ یسرد ذكریاته عن السفر الی العراق. في إحدی ذکرياته قال: في بعض اسفاري الی العراق ذهبت مع بعض المسافرین عند الامام كي یدفعوا خمسهم ورایت ان معلومات الامام الخمیني افضل بكثیر من معلومات العلماء الایرانیین انفسهم اللذین كانوا في ایران. واكمل قائلا : هذه المرة الاخیرة لذهابي الی العراق وفي طریق عودتي اعتقلت مع احد محبي الامام الذي اراد دفع الخمس الی الامام .هذا الرجل طلب من الإمام الاذن لمساعدة المسجونین وسأل: هل تسمح ان نساعد اعضاء مجاهدي خلق المسجونین من حصة الامام المعصوم؟ اجاب الامام: لا .ثم تابع الرجل :هل تسمح بمساعدة اهالیهم؟ اجاب الامام :لا. ومجددا سأل :هل تسمح أن اسدد دینهم او أن اقضي حوائجهم الضروریة ؟قال الامام:لا.ثم سأل هذا الرجل الامام مجددا :اذا كیف قلت انه یجوز مساعدة المسجونین السیاسیین من سهم الإمام ؟قال الإمام: انا اعطیت الفتوی تلك للمسجونین المسلمین الذین سجنوا للامر بالمعروف والنهي عن المنكر .وانت تتحدث عن مجاهدي خلق الذین لایعرفون ما هو المعروف والمنكر ناهیك عن ان یأمروا بالمعروف وینهوا عن المنكر.

حول المنافقین ومیلیشیات فدائي خلق یجب القول انهما بالظاهر منظمتان منفصلتان عن بعضهم البعض ولكن خلف الكوالیس یعملان مثل جزئين لمنظمة واحدة وحتی خارج السجن یتعاونان مع بعضهم الاخر. لم یفهم السياسیین خارج السجن هذه الحقیقة اما نحن في السجن كنا نعرف وبتعبیرهم یعملون بعنوان الجزء الايمن والایسر ولكن في الحقیقة كانوا قسما واحدا. رغم ذلك لكي یكونوا مؤثرین ویقطعوا دوابر تلك العقیدة كانوا ینتهجون اشد الاسالیب في تعاملهم تجاه بعضهم البعض. في الواقع ارادا ان یكونا مثل شفرتي السیف حیث یقضیان علی كل تنظیم موجود حتی یكونا علی رأس التیارات السیاسیة ویتمكنا من القیام بنظام مقبول من قبل الأمریكیین في إیران.

في صباح احد الایام كنت مشغولا بممارسة التمارین الریاضیة جاء آیة الله واعظ طبسي الی الساحة بحالة سیئة هو عادة لایخرج الی الساحة في الهواء البارد ولكن ذلك الیوم كانت العصا تهتز في یده من شدة انزعاجه.ذهبت باتجاهه وسألته: هل أنت متضایق قال: نعم. قلت لماذا؟ هل استطیع القیام بعمل ما؟ قال :لا. وسكت قلیلا ثم قال :حصل ما كنت تتوقعه .اعلن البارحة مجاهدي خلق من الیوم انهم لن یصوموا وفي اللیلة السابقة لم یصلوا.

بعد الثورة كان المرحوم عسگر اولادي دائما من رواد نشر الثورة وخدمة الناس. في العشرين من يوليو 1981 كان مدافعا عن انتخابات رئاسة الجمهوریة وبعد شهر من دخول منافقي خلق الی المرحلة المسلحة حاول الارهابیین اغتیاله ولكن من حسن الحظ فشلوا بذلك واصیب فقط ونقل الی المستشفی.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اکثر الوثائق قراءة

Error: No articles to display