الإنشقاق عن منظمة رجوي لإسباب بسیطة

 

مذدا بارسي أحد الأعضاء المنشقین

في أعقاب الموجة الجديدة من الانشقاقات في منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا ، ادعى قادة المنظمة في وسائلهم الإعلامية الأخيرة أن المجموعة الأخیرة من المنشقین هم عملاء لوزارة المخابرات في الجمهورية الإسلامية ، وبعد نشر نص الإعلانات والتحذيرات تم فصلهم بأمر المنظمة. في حين أن انفصال هؤلاء الأفراد من فرقة مجاهدي خلق المعزولة له أسباب ودوافع أبسط من هذه الأسباب الأمنية والاستخباراتية المعقدة.

لقد أثار سلوك أعضاء منشقین مثل إحسان بيدي ، بهمن اعظمي ، عادل أعظمي وسعد الله سيفي غضب المنظمة بسبب کشفهم في وسائل الإعلام الألبانیة حقیقة انشقاقهم عن المنظمة ومطالبتهم بـتنفیذ حقوقهم الأصلية من المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، في الواقع کانت الوسيلة الوحيدة لدفاع قادة المنظمة ضد افشاء الحقیقة نشر الأکاذیب والإتهامات الباطلة .

إذا كان هناك أعضاء في مجاهدي خلق وفق إدعاء المنظمة مرتبطون بـ "وزارة الاستخبارات في النظام" فقد خلقت الجمهوریة الإیرانیة فجوة في"الالتزام بالنضال" و "حملة الإطاحة" ويجب أن نقول أن الأوضاع في داخل المنظمة وخیم وسئ بحیث تمکن عملاء الجمهوریة الإسلامیة من النفوذ في الهیکل التنظیمي لمجاهدي خلق.

وقامت المنظمة بکل جهدها لمنع أعضائها من الانشقاق فأجبروا أعضائهم على الإدلاء ببيانات أو رسائل إلى عائلاتهم أو إجراء مقابلة تلفزيونية والتحدث عن نظام الجمهوریة الإسلامیة يبدو أن حيلة المنظمة لم تنجح ولم یستطیعوا منع أعضائهم من الخروج من المنظمة ، واضطرت مجاهدي خلق إلى ممارسة مزيد من الضغط على الأعضاء . لكن على الرغم من كل دعایات مجاهدي خلق المضللة المرتکزة علی أن کل شخص ینشق عن المنظمة هو مرتزق للحكومة الإيرانية ، يجب الاعتراف بأن الانفصال عن طائفة رجوي یعود في الواقع إلی أسباب بسیطة ولا ينطوي بالضرورة على علاقات أمنية وتجسسية معقدة.

على سبيل المثال ، في مذكرات بهمن أعظمي ، من المثير للاهتمام ملاحظة أن مشهدًا بسيطًا وصغیراً للحياة العادية خارج أسوارالمنظمة يمكن أن يؤدي إلى إحیاء الشغف للعيش في العالم الحر . یقول في قسم من مذکراته : في أحد الأيام ، كان عملي یقتضي صعودي علی جدار المعسکر وأثناء قیامي بعملي سمعت صوت أطفال يلعبون في الشارع وکان قد مضی الکثیر من الوقت علی مشاهدتي مثل هذا المنظر وکنت في الخامسة عشر عندما انضممت إلی المنظمة ومشغولا بتنفیذ أوامر القادة ولم یکن هناك أطفال في المنظمة فنظرت إلی لعب الأطفال بکل حماس وشوق واستمتعت بالنظر إلیهم ولم أنتبه إلی أن أحد القادة وکانت امرأة تختلس النظر إلي وتراقبني وفجأة سمعت نبرتها الحادة وکنت فوق الجدار علی ارتفاع ثلاثة أمتار .

 قائلة : هل تنتبه إلی تصرفاتك یوجد نساء ألبانیات في الشارع وصعقت عند سماعي کلامها وتعجبت من تفکیرها القذر لتصورها أینما نظرنا فقط همنا النظر إلی النساء الألبانیات شعرت بالنفور منها جداً وهذا جعلني أفکر مع نفسي لقد قضیت 25سنة في تنظیم الفرقة ومازال القادة لایثقون بنا أي خطأ ارتکبت لنظري لبضعة أطفال یلعبون وبدأت بالابتعاد عن المنظمة تدریجیاً وکل شخص ینظر إلی هذه الفرقة من الخارج یعتقد أن هذه المنظمة ثوریة ومضحیة تعمل من أجل شعب إیران لكنه لایعرف أي شئ عن باطن المنظمة وکیف یعیش أعضائها . وبدأت بالتفکیر في کیفیة الهرب من المنظمة کان هناك أشخاص مثلي یشعرون بالخوف وأشخاص مرضی وأشخاص لهم أخ أو أب أو أم في المنظمة تقیدوا بهم وأنا فقط کنت خائفاً لأن المنظمة کانت تقول في الاجتماعات المنتظمة أن أي شخص سیخرج من هنا سیصبح مدمن أو سیحاصر من قبل عصابات المافيا وليس لديه أي مال ، وسيموت من الجوع ، من الآن فصاعداً ، يجب على أولئك الذين يريدون الانفصال الذهاب أولاً إلى الحجر الصحي لمدة شهر. ثم ستقطع منظمة الأمم المتحدة المساعدات عنهم ولن تقدم لهم المال ، هذا هو ما جلب الخوف في داخلنا ، لكنني قلت إماأن أموت أو أذهب والأنسان یموت مرة واحدة قررت أن أهرب ، كان ذلك في إحدى الليالي المعتمة .

نجد الکثیر من الذكريات والأسی في مقابلات الأعضاء المنشقین وبشكل عام ، فإن الانخراط في المنظمة یحصل تدریجیاً والشخص الذي ينضم إلى المنظمة لا يعرف الظروف التي ستواجهه ، ولكن بعد فترة من الزمن سیعرف بماذا ورط نفسه عندما یری نظام تقنيات غسيل المخ والضغط والترهيب و ظروف العزل ، ومن أجل تحقيق هذا الأمر یحتاج الإنسان أحیاناً إلی صدمة توقظ العقل من نومه وتنبهه إلی واقعه الحالي في المنظمة والفرق بینه وبین الواقع الخارجي .

يقول أرون ميرات، لقد تحدثت إلى نحو 12 منشقاً على الأقل، نصفهم لا يزال في ألبانيا. وقال هؤلاء المنشقين إن منظمة مجاهدي خلق أساءت معاملة عناصرها بشكل ممنهج لإسكات أي معارضة ومنع حدوث انشقاقات. واستخدمت في سبيل ذلك التعذيب والحبس الانفرادي ومصادرة الأصول وفصل أفراد الأسرة الواحدة للسيطرة على أفرادها. ویتعرض أعضاء المنظمة ل «للضرب، والإساءة اللفظية والنفسية، والاعترافات تحت الإكراه، والتهديدات بالإعدام والتعذيب الذي أفضى إلى الوفاة في حالتين اثنتين».

ولم تمنح الدولة في ألبانيا حق اللجوء لأي من أعضاء الجماعة أالمنشقين عنها، ولم تعد المنحة التي تصرفها الأمم المتحدة، وقدرها 215 يورو، تُصرف لهم ابتداءً من 1 سبتمبر/أيلول.

ويقول البروفيسور أولسي، الذي عمل في تقديم الدعم للمنشقين: «إنهم عالقون. لا يحسنون استخدام اللغات ولا يعرفون القوانين ولا يدركون ماهية الديمقراطية. اعتادوا العيش مع الديكتاتوريين. ونحن نخبرهم أنّهم ينبغي ألا يكونوا خائفين.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات