احتلالين يعاني منهما العراق، الاحتلال الاول جاء علی يد قوات منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة و العسکرية و يمتد لأکثر من ربع القرن بإحتلال 24 کلم مربع من الاراضي العراقية في محافظة ديالي المحاذية للحدود الايرانية .

 

لو نريد التحدث عن المشاکل التي يعاني منها العراق، لا نستطيع الاشارة اليها في هذه السطور القليلة. النقص في الخدمات و الحفر الامنية و الفساد المنتشر في بعض المفاصل، العطالة، حضور بعض الشخصيات و الساسة المرتبطين بالأجندة الاجنبية الذين کل همهم عرقلة المسيرة السياسية الجديدة التي دخلها العراق في عام 2003 و المئات من المشاکل الاخری يعرفها جميع المواطنين العراقيين المظلومين.

لو نتعمق في صلب الموضوع ندرک و نتيقن ان الاحتلال هو السبب الرئيسي لکل هذه المشاکل و النواقص و الاحتلال بالذات هو امر مشؤوم يدمر کل طاقات ابناء الوطن و لو لم يتخلص منه سيجر البلاد إلی هاوية لا رجعة منها.

و العراق بلد محتل حاله حال کل البلدان التي تخضع إلی نوع ما من الاحتلال، بغض النظر عن الانتخابات التي جرت خلال الاعوام الماضية و بغض النظر عن الاتفاقيات الامنية و خروج الجيوش و المعسکرات إلی خارج المدن، فطالما هناک قوتين عسکريتين تتواجد علی اراضينا فالعراق بلد تحت الاحتلال. انا هنا لن ارکز علی الاحتلال المعنوي بالرغم من اهميته و بالطبع جزءا منه يتمثل بإملاء اوامر الاحتلال علی المسؤولين في البلد المحتل حتی في حال اخلاء البلد من الجیوش التي کانت تحتلها سابقا ً و لکن ترکيزي يکون علی الاحتلال الجغرافي و هو احتلال بلد بأکمله أو شبرا صغيرا منه و هو اسوأ بکثیر من النوع الاول لأن في الاحتلال المعنوي البلد يکون خاليا من الجیوش المحتلة و ربما تصدر بعض الاوامر أو الإملاءات من القوی العظمی أما فی الاحتلال الجغرافي نری الحالة الأولی بالاضافة إلی السیطرة علی الاراضي.

و من هنا تلتفت الانظار إلی احتلالين يعاني منهما العراق، الاحتلال الاول جاء علی يد قوات منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة و العسکرية و يمتد لأکثر من ربع القرن بإحتلال 24 کلم مربع من الاراضي العراقية في محافظة ديالي المحاذية للحدود الايرانية .

و الاحتلال الثاني هو غزو العراق في عام 2003 من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريکية و احتلاله برا و بحرا و جوا و مر علی العراق ثماني سنوات من هذا الاحتلال.

دراسة صغيرة عن الموضوع تؤکد علی حجم خسائر العراق من هذين الاحتلالين و المصائب التي جرت عليه خلال ربع القرن من تواجد الاحتلال الاول للعراق و الذي مازال مستمرا. بالرغم من ادعاء منظمة مجاهدي خلق بأنها منظمة محمية بموجب الاتفاقيات الدولية لکن دراسة و بحث بسيط عن تاريخ تواجد المنظمة و اسباب حضورها و فعالياتها في العراق ترسم لنا صورة تختلف تماما عن ادعاء هذه المنظمة العسکرية و المحتلة.

دخلت منظمة مجاهدي خلق من فرنسا إلی العراق بدعوة من الرئيس العراقي السابق عام 1986 للمشارکة العسکرية و الاستخبارية في الحرب ضد القوات الايرانية و التسلل إلی المدن الايرانية عبر الحدود العراقية لتنفيذ عمليات عسکرية و تفخيخ السيارات و العبوات في المناطق السکنية و المباني الحکومية و بعد انتهاء الحرب و بعد احتلال الکويت و الانتفاضة الشعبية العراقية التي اندلعت عام 1991 في الشمال و الجنوب ضد النظام العراقي، ساهمت وحدات منظمة خلق في قمع الثوار و تسليمهم إلی المخابرات العراقية وفق اقوال القوات المنشقة عن المنظمة و المثبت في التقرير الصادر عام 2005 عن المرصد الدولي لحقوق الانسان و الملحق الصادر باللغة العربية عام 2006 و التقارير الدولية الأخری.

و هناک الکثیر من التدخلات في الشأن العراقي و الجرائم الأخری و العمليات النهب شارکت فيها المنظمة و لن ينسی الشعب العراقي الحصار الاقتصادي الغاشم الذي فرض علی العراق و ملف برنامج النفط مقابل الغذاء و تورط الکثير من الشخصيات الدولية و المؤسسات في تلقي الرشاوي من نظام صدام في هذا البرنامج و من ضمنهم منظمة خلق التي کسبت 37 مليون برميل من النفط بينما اطفال العراق کانت تتصارع مع الموت و انتهت بموت نصف مليون طفل عراقي.

و بعد سقوط نظام صدام حسين و بداية الاحتلال الامريکي، بدأت مرحلة جديدة من تدخلات زمرة مجاهدي خلق في الشأن العراقي من خلال تصريحات قادتها ضد الحکومة العراقية الجديدة و دعم المشبوهين و المرتبطين بحزب البعث المنحل و انعقاد المؤتمرات و الجلسات داخل اراضي معسکر اشرف بحضور اعداء الشعب العراقي و الاستهزاء بالعملية السياسية الديمقراطية في العراق من خلال فضائيتها المحرضة علی الفوضی.

قبل الاحتلال الامريکي للعراق کانت تحتل المنظمة اراضي واسعة في سبعة عشر نقطة علی الاقل في کل انحاء العراق و بعد انسحابها جبرا من تلک المناطق تتمرکز حاليا في نقطة واحدة في منطقة العظيم بقضاء الخالص و مازال 24 کلم مربع من الاراضي العراقية تحت الاحتلال العسکري من قبل بضعة آلاف من عناصر الزمرة الذين يلبسون الزي العسکري و يحتفظون بالسلاح و يأججون الوضع الأمني في المحافظة خاصة.

بإعتقادي يجب أن تبدأ جهود الحکومة العراقية لتحرير الاراضي العراقية بانهاء وجود القوات المحتلة لزمرة مجاهدي خلق الذين دخلوا إلی الاراضي العراقية دون موافقة الشعب و بالدبابات و المدرعات و من دون اوراق قانونية و موافقة دولية هم رعايا دولة ايران و بعض الدول الاجنبية و الاراضي التي يحتلونها جزء لا يتجزء من السيادة الوطنية العراقية و من حق الحکومة و القوات المسلحة اتخاذ کافة الاجراءات التي تساعد علی تحرير و استعادة اراضينا من قوات مجاهدي خلق المحتلة و الغاصبة.

فإذا الولايات المتحدة الامريکية تحتل العراق ثمانية سنوات، فمنظمة مجاهدي خلق تحتل البلد أکثر من ربع القرن و لو نريد الخلاص من الاحتلال فعلينا ان نحرر الشبر و من ثم الامتار.

المصدر : موقع هابيليان

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات