ان جيش مجاهدي خلق الموجود في منطقة الخالص هو الجيش الثالث لحماية النظام المقبور بالاضافة الى الجيش الشعبي وكان قسم من مجاهدي خلق متواجدا في الكرخ وعلى اهبة الاستعداد لضرب اية قوة تحاول الاعتداء على النظام

قال قاسم جاسم البهادلي امين عام حركة الانتفاضة المستقلة ان الانتفاضة ولدت من رحم ظلم وجور الدكتاتور وخرجت الى الشارع من دون تدخل جهات اجنبية وشكلت انعطافة في تأريخ الحركة الوطنية العراقية رغم ما واجهتها من تعتيم اعلامي وما اشيع من حولها من اتهامات مقصودة لتفريغها من محتواها الوطني الثوري.

وعن الجانب العفوي في الانتفاضة الشعبانية: قال ان الانتفاضة العراقية ضد النظام موجودة سابقاً بدءاً من شمال العراق ومنطقة الدجيل، وهي عشوائية وغير مدروسة فانتفاضة العام 1991 لم تكن مجهزة ومهيئة من قبل قيادات لها ثقلها وانما خرجت الانتفاضة للشارع من رحم الظلم والجور الذي لحق بالعراقيين من قبل دكتاتور العصر وبدون أي تدخل من جهات داخلية أو خارجية .

وجود شعب

كما بين لنا البهادلي بشأن ماحققته الانتفاضة قال: إن الانتفاضة حققت في بداية انطلاقها الشيء الكثير في مواجهة الطاغوت واثبتت للعالم الغربي والعربي ان الشعب العراقي قادر على زحزحة النظام من وجوده، وزعزعة الثقة في قيادته لانه كان يشوه صورة الشعب العراقي امام الرأي العام بأن الشعب العراقي جزء منه ومن نظامه ولايستطيع ان يتحرك إلا بأمره، برهنت الى ان الشعب يرفض الضيم وجبروت الدكتاتور رفضاً قاطعاً وقادر على اسقاطه لولا تدخل القوات الاميركية في قمع الانتفاضة لسقط النظام منذ ذاك الوقت.

من جانب آخر يرجع البهادلي أسباب بدء الانتفاضة الى انها كانت نتيجة الضغط فان لكل فعل ردة فعل تساويه بالقوة وتعاكسه بالاتجاه " الطاغوت والجبروت والتسلط "على رقاب العراقيين، وعن عدد الضحايا قال امين حركة الانتفاضة: في الحقيقة لايحضر لذاكرتي الا ان عدد الضحايا في الانتفاضة فهم كثيرون وموزعون في المحافظة الجنوبية والوسطى ولان النظام السابق استخدم الأسلحة الثقيلة مابين صواريخ ارض ارض قصيرة المدى والمدفعية الثقيلة وطائرات سمتية في قمع الانتفاضة فالكثير منهم استشهدوا ولانعلم لهم أي مكان وبالتأكيد إن الأرقام عالية لان 14 محافظة خرجت مع العلم إن السياسيين المعارضين الماكثين في الخارج طالبوا منظمة حقوق الإنسان والأمم المتحدة بإرسال الحماية للشعب العراقي ومنع النظام من استخدام الاسلحة الثقيلة لكن الجواب جاء غير مريح فقد ظهرت على شاشة التلفاز ممثلة أولبرايت تقول بعد التحقق من الموضوع لم يثبت اي دليل لاستخدام النظام الاسلحة الثقيلة في قمع ابناء الشعب العراقي ويقابل هذا الكلام حقيقة لاتخفى على الجميع من ان المقابر الجماعية حتى الان لم نجد لها أي دليل لمكانها وان المقابر الجماعية التي عثر عليها هي تشكل ثلث المقابر الكلية للضحايا.

وبشأن البدايات الاولى لانطلاق الانتفاضة ذكر باننا: لو دققنا في بداية الشرارة الأولى لانطلاقة الانتفاضة لاول مرة لوجدنا ان بدايتها كانت من منطقة الحي في محافظة الكوت.

وقد خرجت بمجاميع مكونة من خمسة عشر شخصاً هم الذين قاموا بالانتقاضة وساندوهم في العمل الشريف شيوخ العشائر والشباب والطلبة والنساء والجيش العائد من خسارة كبرى، اما بالنسبة لرموز الانتفاضة كقيادات كان لعبدالامير العبيسي في الديوانية دور مهم في قيادة الانتفاضة في الفرات الاوسط وهو احد المجاميع المنتفضة وقد اعتمد على الدبابات الموجودة في الفرقة الاولى في مدرسة الدروع في محافظة الديوانية لكن النظام الجائر حال دون ذلك، فامر اعوانه من القوات العسكرية بسرقة الدبابات، وعليه امر النظام المباد اعوانه بقتل الكثير من ابناء الشعب العراقي وقد استغل هذا الوضع المربك وقام بزج مجاميع تعمل في الاجهزة الامنية بينهم لمراقبتهم ما ادى بالتالي الى اعتقال الكثير منهم ويشهد الله على ما اقول لاني كنت احد ضباط الجيش السابق وعندما كنت اؤذي واجبي في سيطرة ابو غريب جاء احد رجال المخابرات التابعة للنظام وسألني ما قضية انتفاضة الشعب لاسقاط النظام هل هذا الكلام صحيح؟ صمت ولم اتكلم... فقال لي لماذا لم تتفوه بكلمة، انا سأجيبك توجد هناك لجان خاصة تحمل تسمية لجان التخريب ومتواجدة في صفوف الجيش الخاص والاستخبارات وهذه اللجان او المجاميع تدخل مع المنتفضين لتقوم بحرق وسرقة المؤسسات الحكومية ويؤكد البهادلي ان القصد من هذه اللجان التي مثلت دور المنتفضين كانت مدعومة، و ارادت ان تزعزع همة المواطنين الشرفاء والصاق التهم بهم وقتل روح الانتفاضة وتفريغها من محتواها الوطني وقد دخلت المجاميع المذكورة المساجد وقتلت واعتقلت الكثير ويبدو ان ثقافة التخريب استمرت الى مابعد سقوط النظام العام 2003 وقد دخلت نفس المجاميع وحرقت وسرقت المؤسسات من اجل مصالح سياسية مغرضة لان دول الجوار المحيطة بالعراق لاتريد التغيير فهذا يؤثر على انظمتها ومصالحها السياسية فقد اتصل شوارسكوف بد يك شيني وطلب منه ايقاف عمليات الانتفاضة واسقاط النظام بعد اثنين وسبعين ساعة وبالفعل حدث له ذلك بسبب عامل الانهيار الذي خذل الجيش المنتفض وحتى القطعات المقربة من(صدام) مثل جهاز الامن الخاص وقوات الحرس الجمهوري الخاص، وعند توقف العمليات سمحوا لقطعات الجيش المقربة من النظام للانسحاب واخذ خط دفاعي من منطقة الثرثار وحتى محافظة الكوت وبدأت العملية الجديدة بشن الهجوم على المحافظات الوسطى والجنوبية لاخماد نار الانتفاضة.

أطياف الانتفاضة

واما بصدد اعتقاد البعض ان الانتفاضة اعتمدت على طيف مذهبي وواقعي من دون بقية الاطياف الاخرى،

قال امين الحركة: ابناء الشعب العراقي موجودون في الانتفاضة ومن كل مناطق العراق والاغلبية هم من المحافظات الجنوبية لكن السؤال هنا هل ابناء الطائفة السنية اشتركوا فيها؟ اقول نعم ومن ضمنهم اصدقائي الذين استشهدوا فيها هم من ابناء الطائفة السنية في محافظة البصرة وكذلك المسيحيين والصابئيين وبالمقابل هناك مشكلة ان ابناء السنة في محافظات صلاح الدين والموصل والانبار وبغداد لم يشتركوا بالانتفاضة لسبب بسيط لان شرارة الانتفاضة لم تصل الى المناطق السنية لوجود اجهزة الدولة القمعية والتي منعت التحرك فيها ، ولو امتدت الانتفاضة اكثر لشاركوا كلهم لانهم كانت لديهم رغبة مدوية في داخلهم تريد اسقاط النظام وبدليل ان الشهيد محمد مظلوم اراد ان ينتفض بعمليته الاخيرة ضد النظام وفي نفس الوقت عشيرة الجبور في كركوك او الحويجة ارادوا المشاركة للاطاحة به والوصول الى القصر الجمهوري وهذا خير دليل لكل مواطن عراقي شريف يريد العيش بكرامة.

الجيش الثالث

اما عن مجاهدي خلق المعارضة للنظام الايراني قال: ان جيش مجاهدي خلق الموجود في منطقة الخالص هو الجيش الثالث لحماية النظام المقبور بالاضافة الى الجيش الشعبي وكان قسم من مجاهدي خلق متواجدا في الكرخ وعلى اهبة الاستعداد لضرب اية قوة تحاول الاعتداء على النظام واما القسم الاخر متواجد في معسكر الخالص ودخلوا مجاميع خاصة واشتركوا مع الحرس الجمهوري في الجمعة المباركة في مدينة الصدر وقتلوا ماقتلوا ولكن النقطة الرئيسة عدم وجود اعلام حر وغياب المعارضة الحقيقية التي كانت خارج العراق لم تستطع توثيق نشر الوقائع الحقيقية واظهارها الى الراي العام انذاك.

اما عن اسباب اخفاق الانتفاضة وفشلها حدد جملة من الاسباب يقف في مقدمتها التدخل الاجنبي وانعدام قيادة مركزية موحدة تنظم عمل الانتفاضة وقطع الطرق والمواصلات بين المحافظات المنتفضة وغياب الاتصال وتسلل الاجهزة الامنية تحت شعارات مختلفة بين المنتفضين وهذا شكل خرقاً واضحاً ًللانتفاضة واسهمت تلك المجاميع بتشويه الصورة بعمليات حرقٍ وسلبٍ ونهب لممتلكات الدولة وهذا لايرضي الله ورسوله.

صدام والقذافي

وعقد البهادلي مقارنة بين الخطاب الصدامي تجاه اهل الجنوب وخطاب القذافي تجاه شعبه قائلاً ان الاثنين من مدرسة استبدادية واحدة وغير معنيين بشعوبهم والاساءة اليهم في كل محنة يواجهونها.

اخيرا نوه البهادلي عن عدم مشاركته في الانتفاضة ووجه اللوم لنفسه بحسرة والم لانه لم يشارك فيها قائلاً: كنت احد ضباط الجيش العراقي في بطارية صواريخ (76) ولواء صواريخ (145) في منطقة حي العدل في بغداد لم احمل السلاح في الانتفاضة ولم اساهم مساهمة فعلية وانا نادم عليها لكوني في بغداد والانتفاضة بدأت في المناطق الجنوبية والوسطى ولكن يسعدني ويشرفني اني انقذت المنتسبين من ابناء الجيش العراقي الذين اشتركوا بالانتفاضة بعدم ارسالهم الى مديرية الاستخبارات العسكرية حسب الاوامر التي صدرت من قبل قائد القوات المسلحة التابعة للنظام السابق انذاك.

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات