الوضع التنظيمي و اضطرابه، أجبر مسعود علی عقد مؤتمر عام للاعضاء و في تلك الجلسة قدم تحليله حول احتمال نشوب الحرب. وفق العادة قدم مسعود اربعة لوحات (احتمالات) و نوه بالاعضاء لأداء واجباتهم مقابل کل الاحتمالات الواردة

 

الفصل الاول : نتيجة السقوط و التفتيت

* منظمة مجاهدي خلق علی اعتاب الهجوم الامريکي علی العراق

همهمة الحرب الامريکية ضد العراق و مصير مجاهدي خلق الذي ارتبط بمصير هذا البلد، ازدادت علی اضطراب العناصر داخل المنظمة.

في عام 2002 و قبل حتمية وقوع الحرب، عقد مسعود رجوي سلسلة من المؤتمرات تحت عنوان " طعمه " (فخ) و قال لجميع عناصره : اذا قررتم الذهاب و الانفصال عن المنظمة سيتم تسليمکم إلی ايران أما اذا قررتم البقاء فعليکم ان تدمروا کل الجسور مثل جواز السفر، النقود، ورقة الاقامة ( الأوروبية و ...) و تسليمها للمنظمة و کتابة بعض الرسائل للاصدقاء و الاقرباء و العوائل و شتمهم بغرض تدمير فرص العودة اليهم. هذا الاجراء کان يحضر الاعضاء للظروف الصعبة القادمة.

قبيل الحرب، بدأت المنظمة بإخلاء مقراتها في الجنوب نحو معسکر اشرف حتی تتمکن من فرض الرقابة المشددة علی الاعضاء و عدم انقطاع الاتصال بينهم.


و لکن تم الاحتفاظ بمقرات " جلولاء " و " بديع زادکان " و المقرات الموجودة في بغداد بأقل عدد ممکن من العناصر.

الاجراء الآخر کان حفر خنادق داخل معسکر اشرف و توزيع الکراسات حول مقاومة عناصر طالبان و بن لادن و اختفائهم في جبال تورابورا بغرض المزيد من التحضير.

في خارج معسکر اشرف و في ارتفاعات قره تبه انشأت المنظمة ايضا ًمواقع دفاعية و خنادق لوضع حد من ترک المقر أو تشتت العناصر المحتمل.

الوضع التنظيمي و اضطرابه، أجبر مسعود علی عقد مؤتمر عام للاعضاء و في تلك الجلسة قدم تحليله حول احتمال نشوب الحرب. وفق العادة قدم مسعود اربعة لوحات (احتمالات) و نوه بالاعضاء لأداء واجباتهم مقابل کل الاحتمالات الواردة :

اللوحة الأولی : لن يحدث حربا ً. و استدل علی بعض الامور مثل : البابا يعارض الحرب، تعاون العراق مع الوکالة النووية و هاينس بليکس و تقرير البرادعي الايجابي، ازدياد موجة المظاهرات المليونية ضد الحرب و الخلاف داخل الادارة الامريکية و معارضة الدول الأروبية للحرب.

اللوحة الثانية : سيحدث الحرب و يدوم لأعوام طويلة مثل حرب فيتنام و استند إلی جهوزية الجيش و الشعب العراقي.

اللوحة الثالثة : انتصار العراق في الحرب و استند علی ضعف الامريکيين في المعارک البرية و قوتهم في المعارك الجوية.

اللوحة الرابعة : انتصار الولايات المتحدة و في حال تحقق هذا الاحتمال تهتز ارکان الجمهورية الاسلامية في ايران و تتهيأ الظروف للمنظمة لشن هجوم علی ايران.

مسعود رجوي کان يؤمن بحدوث الاحتمال الاول و لکن دعا عناصره إلی الجهوزية لإستقبال أي من الاحتمالات الاربعة.

مسعود رجوي کان يقول في تحليله ان في حالة وقوع هاتين الحالتين، المنظمة ستهاجم ايران :

الأولی : قصف جوي علی مقرات المنظمة

الثانية : سقوط نظام صدام في العراق

في هذا المؤتمر شيد مسعود رجوي بصدام حسين و قال : ان صدام بعث رسالة علی يد عزت ابراهيم و اعلن فيها عن عدم اجبار المنظمة علی الحرب ضد امريکا و طوعية المشارکة. رجوي اعتبر اللوحة السوداء هي الحرب علی العراق و قال : في هذه الحالة سنشن هجوما علی ايران.

قيادات المنظمة و مسعود رجوي ذاته کانوا يحاولون من أجل تقليص احتمال الحرب و لذلك کانوا ينفذون تعتيما علی الاحداث العسکرية في المنطقة أو يقدمون تقاريرا ناقصة للاعضاء.

رجوي خلال تبريره لضعف احتمال وقوع الحرب کان يقول : نحن لسنا في عام 1990 حينما کان العراق في الکويت و لذلك لن يکون نظام العراق معزولا. في هذه الفترة (2002) امريکا هي التي انعزلت لأن العراق استقبل المفتشين و قدموا هؤلاء تقريرا ايجابيا، اوروبا و دول المنطقة و ترکيا تعارض الحرب و هناك خلافات داخل الإدارة الامريکية.ايضا انها مازالت منشغلة في افغانستان و لن تتمکن حتی الآن من تحقق الانتصار الکامل الذي هو اعتقال بن لادن. و لذلك احتمال وقوع الحرب ضعيف جدا ً.

مع عمليات تفتيش العراق، تعرضت مقرات المنظمة إلی احتمال التفتيش و لذلك عينت المنظمة مسؤولا للعلاقات الخارجية و مترجما لکل مقر و اصدرت لهم التعليمات. التعليمات کانت تدعو إلی رعاية الأدب و الاخلاق مع المفتشين دون اعطاء تصور لهم بسهولة الدخول إلی المقرات. بل يجب ايقافهم عند بوابة المقر حتی تتم الموافقة علی دخولهم و خلال هذه الفترة عليهم استضافة المفتشين. و السبب کان يعود إلی عملية تفتيش جاء فيها المفتشون إلی بوابة مقر اشرف و لکنهم تأخروا في الدخول و لذلك خرجوا من المنطقة و قدموا تقريرا يفيد بأنهم لم يتمکنوا من تفتيش ذلك المقر. و ذلك ازعج المسؤولين العراقيين کثيرا.

رجوي کان يعتقد ان عمليات التفتيش تنتهي لمصلحة العراق بالکامل و سيخرج العراق من عبء الحصار و بعد خروج العراق من ذلك العبء، ستصبح ايران مرکز الازمات و التوترات في المنطقة.

يتبع ...

****** مقتبسات من كتاب " منظمة مجاهدي خلق من الظهور حتی النهاية " مؤسسة الدراسات و البحوث السياسية ؛ 2006؛ الترجمة : منظمة هابيليان

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات