وبقي الحسين (عليه السلام) وسيرته الخالدة سيرة البطولة والفداء والتضحية والشجاعة .. سيرة العقيدة والعزة والكرامة |
الحق والباطل شيئان متضادان ومتصارعان، أمد هذا الصراع ليس بقريب بل إن تاريخه يعود إلى حقبة خلق البشرية على الكوكب.
شکل هذا الصراع كان بادئ ذي بدء بين هابيل وقابيل ومن ثم انتقل إلى الأنبياء في مواجهة الجبابرة والنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وکفار قريش ثم بين الإمام علي (عليه السلام) ومعاوية وبين الإمام الحسن (عليه السلام) ومعاوية، ولکن ذروة هذا الصراع كانت في ميدان كربلاء حيث وصف بأنه مهرجان الحق .. هيهات أن يکون له نظير حيث وقف الإمام الحسين (عليه السلام) مدافعاً عن دين جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) معطياً لشعلة الإسلام وقوداً ثميناً من دماء وأرواح اعز النفوس إليه وإلى الله .. أهل بيته وأصحابه.
لقد كرس الإمام الحسين (عليه السلام) حياته من أجل الإسلام لا طمعاً في خلافة ولا مفتونا بدنيا بل ذائدا عن الإسلام رجس يزيد وبغي الأمويين.
لقد كانت للحسين (عليه السلام) روحاً تربت على هدى جده رسول الله وأبيه الإمام علي وأمه فاطمة الزهراء (عليهم السلام) وهم خير خلق الله في الوجود .. وعندما دقت الطبول معلنة قيام خلافة كاذبة لحفيد أبي سفيان الذي كان آخر من يصلح للخلافة .. في مثل هذه الظروف كان لابد أن يجد الإسلام من يدفع عنه الكارثة، فعمد الإمام الحسن المجتبى ((عليه السلام)) إلى إسقاط القناع الأموي ومهد ظروف الثورة لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) وارث الحق من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى .. ومن جده رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله).
وهكذا انبرى ابن رسول الله وهو الحسين راية الحق للأمويين ليروي شجرة الإسلام بدمائه الزكية قبل أن تذبل.
إن حياة الإمام (عليه السلام) كانت تجسيداً لرسالات الله التي أنزلت على الأنبياء والمرسلين.
لقد كلل الإمام الحسين (عليه السلام) أعماله وسيرته بالشهادة، فالاقتداء بالحسين (عليه السلام) لا يکون فقط باللحظة الأخيرة من حياته، بل کل جوانب حياته، فقد عاش الإمام (عليه السلام) 57 عاماً وخلال هذه الفترة كان (عليه السلام) يقوم بمجموعة متكاملة من الأعمال الرسالية .. من تربية الكوادر الجهادية إلى قيادة وإدارة التجمعات الرسالية وهداية الناس .. إلى إقامة الصلاة وتأدية العبادات وتوجيه الخطب التوعوية وغيرها من الأعمال الأخرى.
أجل فحين مات ضمير الناس وسيطر الإرهاب ولم ينفع الكلام واحتاج الأمة إلى صاعقة وقل النصير وکثر العدو وخيف على الإسلام من الانحراف وسيطرة الظلام الدامس على عقول الناس.. في مثل هذا الصمت القاتل والجمود البارد .. رأى الحسين (عليه السلام) بأنه لابد من هزة عنيفة توقظ الضمائر هذه .. فقدم نفسه وأهل بيته وأصحابه قرابين على هذا الطريق .. ليقض مضاجع الظالمين وتهوي بصرخته المدوية تيجان المستبدين.
وبقي الحسين (عليه السلام) وسيرته الخالدة سيرة البطولة والفداء والتضحية والشجاعة .. سيرة العقيدة والعزة والكرامة.
لقد کتب الحسين (عليه السلام) بدمه المسفوح أسمى معاني التضحية في سبيل نصرة الحق وإقامة العدل.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر