مناطق حظر الطيران :
مناطق حظر الطيران أو مايعرف بــــ ( No Fly Zones ) هي إبتكار آخر من إبتكارات العقلية الإرهابية الأمريكية في حربها المعلنة على العراق وشعبه ، ففي حين أن أمريكا والأنظمة العربية المسبحة بحمدها يؤكدون صباح مساء على وحدة الأراضي العراقية ووحدة دولة العراق ، إلا أن أمريكا ومعها بريطانيا يفرضون بكل وقاحة مناطق في شمال وجنوب العراق يمنع العراقيين من تسيير رحلات مدنية فيها أو التحليق العسكري فوقها .!!
المناطق اللاشرعية والتي حظر فوقها الطيران هي منطقة الشمال والتي تبدأ من خط عرض 36 وفرضت في 7 أبريل عام 1991 ، ومنطقة الحظر في الجنوب زتمتد من خط عرض 33 ( كانت تبدأ أصلاً من خط عرض 32 قبل إنسحاب فرنسا ) وفرضت في 27 أغسطس عام 1992 .
التقسيم في حد ذاته هو تقسيم للعراق وتفتيت لوحدته وهو مايخاف منه كل عربي غيور على وحدة بلاده ويتوق إلى اليوم الذي نصبح فيه كلنا مواطنون في وطن عربي كبير من الماء إلى الماء .
ولكن مناطق الحظر وفرضها ليس هو الإنتهاك الوحيد ضد العراق ، فتسيير أفواج من الطائرات الأمريكية وإنتهاكها للأجواء العراقية هو خرق آخر للقانون الدولي .
فمنذ فرض حظر الطيران وحتى قبل الغزو الأخير قامت الولايات المتحدة وبإعتراف وزارة الحربية الأمريكية بـــــ 280.000 طلعة جوية في السنوات الأحد عشر الماضية !
مناطق الحظر فرضت فرضاً على العراق ، بدون أي سند قانوني أو قرار دولي بذلك ، ولكن الولايات المتحدة لم ترهق نفسها لإستصدار قرار حظر الطيران وهي تعلم أنها ستتعب قبل الحصول عليه من الأمم المتحدة .
مناطق حظر الطيران فرضت بحجة حماية العراقيين في الشمال والجنوب من القتل على يد قوات صدام ، ولكن الحاصل أن القتل بحق هؤلاء العراقيين لم يتوقف ولكنه كان بيد الأمريكان والبريطانيين والأتراك .
فيكاد لا يمر يوم إلا وتغير طائرات أمريكية وبريطانية على جنوب العراق لتقتل المدنيين وتقصف المنازل والمصانع بحجة أن تلك الأهداف كانت شبكات للدفاع الجوي العراقي وأنها إستهدفت الطائرات المغيرة مما أوجب تدميرها .
ففي عام 2000 وحده وكما أوردت صحيفة الواشنطن بوست على لسان أحد الضباط العراقيين قُتل أكثر من 300 عراقي وجُرح 800 آخرين .
ولكن الأمريكان لم يخبرونا كيف يتأتى لرعاة الماشية الفقراء في الجنوب العراقي والمزارعين في حقولهم الذين يتم قتلهم يومياً ، كيف يتأتى لهم إستهداف طائرات العدوان ؟ .... ولماذا لم تهاجم طائرات التحالف ( الإسم الكودي لطائرات العدوان البربري ) تركيا عام 1995 عندما بدأ الجيش التركي في عمليات تدمير للقرى الكردية العراقية أسفرت عن تدمير 3.500 قرية وتشريد مايقارب الثلاثة ملايين كردي ؟
ولماذا لم تمنع الولايات المتحدة القوات التركية التي إجتاحت شمال العراق عام 1999 لتعمل قتلاً وفتكاً في الأكراد بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني المناويء لها ؟
هل قتل الكردي حلال فقط إذا قامت تركيا بذلك ؟ ... وهل قتل الشيعي محرم في حالة إن كان ذلك على يد النظام ولكنه مباح ومشروع لو أن أمريكيا هو من كان يمسك بالمدفع الرشاش ؟
أو ليس الأمريكان وحصارهم اللعين هم من يقتلون العراقيين في الشمال والجنوب والوسط ؟
نحن ضد قتل أي بريء في العراق بسبب دينه أو عرقيته ولكننا في نفس الوقت نرفض الوباء الأمريكي في هذا الصدد ، فلا يعقل أن يُقتل العراقيون بحجة إنقاذهم ؟؟؟؟ !!!!
النفاق الأمريكي يتجلى في ألعن صوره في الأيام الأخيرة وبعد صدور قرار الأمم المتحدة رقم 1441 والذي لم يتطرق من قريب أو من بعيد إلى مناطق الحظر ((( والتي لم تعترف بها أي دولة سوى أمريكا وتابعتها عبر الأطلنطي بريطانيا التي كانت يوماً ما تسمى العظمى ))) ولكن الأمريكيون يصرون على أن مقاومة المضادات الأرضية لطائراتهم المعتدية هي خرق للقانون للدولي !!
قمة الزيف والخداع واللامنطقية ، فالإرهابي هو من يدافع عن أرضه لا من يغزو أرض الآخرين .....
ومنتهك القانون هو من يسقط الطائرات المغيرة على أرضه .. لا من يغير بطائراته على أرض الآخرين ....
والمقاومة المشروعة والدفاع عن النفس إجرام ...... والإبادة والإجرام مشروع ضد المقاومة ....
أسلحة اليورانيوم المنضب ( Depleted Uranium Weapons ) :
هي أحدث صيحات الموت في ترسانة الهمجية الأمريكية وجيش رعاة البقر وتشمل قذائف الدبابات والرصاص المضاد للمدرعات والقنابل والصواريخ .
حيث يمكن لقذيفة الدبابة من هذا النوع الإنطلاق بسرعة خيالية وإصابة هدفها المدرع على بعد ميلين وإختراق درعه مهما بلغ سمكه لتحرق الجنود بداخله قبل النفاذ من الناحية الأخرى .
وقد وصفها أحد الخبراء العسكريين الأمريكيين بقوله ::. (( إنها أشبه بسكيناً حامياً يخترق قطعة من الذبد الطري ))..... وحتى أولئك الجنود الذين لم تقتلهم شظايا الإنفجار فقد قتلهم الإشعاع المنبثق عن هذه القذائف والتي تعد أحد أسلحة الدمار الشامل المحرمة والممنوع إستخدامها .
خلال عملية الإبادة المسماة بعاصفة الصحراء أطلقت المقاتلات الأمريكية من طراز A - 10 ما يفوق الـــ 100.000 قذيفة جميعها من قذائف اليورانيوم المنضب .
ويمكننا تخيل مدى الإرهاب الامريكي لو عرفنا بأن مدفع من مدفعي الطائرة A-10 قادر على إطلاق 3900 طلقة في الدقيقة الواحدة .
الكميات المهولة من قذائف وقنابل اليورانيوم المنضب أحالت من أصابت من العراقيين إلى بقايا أشلاء ، والقذائف التي لم تنفجر بعد هي الآن متعهد الموت الجديد في حملة القتل الأمريكية حيث يسمم اليورانيوم الموجود بها الأراضي العراقية ويتلف الأراضي الزراعية ويحيل مصادر المياه إلى سموم تسري في دماء من نجوا من حفلة القتل المسماه عاصفة الصحراء وحتى جنود الظلام الأمريكيون لم يسلموا من هذه الإشعاعات .
بتقدير المؤسسة الهولندية ( لاكا - Laka Foundation ) فإن الولايات المتحدة قد تركت خلفها مايربو على الـــ 700 طن من النفايات النووية في أرض الكويت والعراق معاً مما سوف يشوه الحياة في هذين القطرين العربيين لعشرات السنين القادمة .
العقوبات الإقتصادية ( Economical Sanctions ) :
عندما إجتاح المغول البرابرة القادمون من الشرق بغداد في القرون الوسطى ليعيثوا فيها الفساد ويفتكوا بكل معالم الحضارة الإسلامية ، تفتق ذهن زعيمهم عن حيلة يتمكن بها من إبقاء العرب في سراديب الظلمة لعقود طويلة ، فلقد أمر ذلك التتاري بحرق وإغراق كل الكتب الموجودة بمكتبات بغداد ( التي طالما تفاخرت بكونها عاصمة الحضارة في العالم في ذلك الوقت ) وذلك من أجل حرمان أطفال العرب من ميزة القراءة والعلم .
إلا أن مغول العصر الغربي وعلى مشارف القرن العشرين تفتقت قريحة زعيم جحافلهم عن حيلة أخبث وأنكى من أجل القضاء المبرم على حضارة العراق ، فلقد أمر بقتل الأطفال العراقيين حتى لا يقرأوا الكتب ، وتلك لعمري من أحزن قصص التاريخ وأكثرها سوداوية .... فالهدف هو بترول العرب ولكن بدون العرب .
وللوصول إلى هذا الهدف بأفضل وأقذر الطرق فرضت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفائهما من العرب المستعربين حظراً شاملاً على شعب العراق ، وهو أشهر وأحقر حصار وأكثرها خسة ضد شعب مسلم منذ حوصر المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شُعب أبي طالب من قبل كفار قريش .
هذا الحصار شمل جميع أصناف الغذاء والشراب والأدوية والمعدات الطبية والمواد الإستهلاكية ومواد الزراعة والأسمدة والأجهزة الكهربائية وقطع الغيار الخاصة بها والكثير من المواد والأجهزة التي لا غنى عنها لأي أسرة من أجل الحياة ( البقاء على الحياة نفسها لا الحياة الكريمة التي أصبحت ضرباً من ضروب الخيال ) في العراق .
الحجة الأمريكية هي أن هذه المواد قد تستخدم في صناعة أسلحة دمار شامل وكأن القنبلة الذرية تصنع من حليب الأطفال والحضانات للمواليد حديثي الولادة وأدوية مرضى القلب والجهاز التنفسي فوجب حظرها جميعاً .
خلال الإحدى عشر سنة الماضية قُتل أكثر من مليون ونصف المليون مواطن عراقي منهم 600.000 طفل تحت سن الخمس سنوات بسبب العقوبات الإقتصادية بحسب إحصائيات الأمم المتحدة ( المتحدة على إبادة المسلمين والأمريكية الولاء والهوى ) مما دفع أعضاء من نفس الأمم المتحدة لإنتقاد هذه العقوبات الإقتصادية حيث قال المنسق العام السابق لبرنامج التغذية ( دنيس هالدي - Dennis Halliday ) كلمة الإبادة هي المصطلح الذي يتبادر إلى ذهني على الفور بمجرد التحدث عن الوضع في العراق مع مايقرب من المليون ونصف المليون من ضحايا هذه العقوبات ، فإن لم تكن هذه عملية إبادة فأنا إذن لا أعرف شيئاً آخر يصلح أن يطلق عليه مسمى إبادة ))
الولايات المتحدة الامريكية كانت قد قصفت محطات تحلية وتخزين وتوزيع المياه أثناء حفلة القتل ( عاصفة الصحراء ) ومنعت عملية إعادة إعمارها بعد الحرب ، وهي إلى هذه اللحظة ( قبل الإنتهاء من عملية الغزو ) تمنع دخول أي قطع صيانة لهذه المحطات مما يعني أن ملايين العراقيين لا يحصلون على حاجتهم المعيشية من الياه النظيفة وبالتالي فهم يحصلون على حاجتهم من المياه من مصادر ملوثة تجعل الأطفال ( وحتى البالغين ) عرضه للموت بسبب الأمراض على شاكلة ( الإسهال - Diarrhea ) و ( الزحار - Dysentery ) بشكل رئيسي وأمراض أخرى مثل ( التيفود ) و ( التهاب الكبد الوبائي ) و ( الكوليرا ) .
في عام 1996 وبالتحديد في اليوم 12 من شهر مايو وخلال لقاء تلفزيوني مع وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت ( مادلين اولبرايت - Madeleine Albright ) وعند سؤالها إن كان موت أكثر من نصف مليون طفل عراقي له مايبرره ... أجابت بأن (( المقابل كان مجزياً )).
المؤكد بأنها كانت صادقة مع نفسها عندما قالت ذلك ، لأنه بالنسبة لراعي البقر الأمريكي فكل دماء العرب والمسلمين لا تساوي برميل نفط واحد ، فما بالكم بثاني أكبر إحتياط نفط في العالم العراق ؟؟
وزير الدفاع ومجرم الحرب ( كولن باول - Colin Powell ) كان أكثر صراحة ( ووقاحة في نفس الوقت ) عندما سُئل عن عدد الضحايا لمجازر عاصفة الصحراء ( تقريباً 200.000 عراقي ) فرد قائلاً :. (( بالتأكيد رقم لايهمني وغير ذي شأن ))
ولكنه يهمنا نحن العرب لأننا سنظل ننتظر يوم القصاص والذي نرجو ألا يمون بعيداً وعندئذ سنعرف كيف نجبر عتاولة الإجرام الأمريكي على دفع فواتير الدم الغالية جداً .
مفتشي الأسلحة :
مع إنقشاع غبار عاصفة الصحراء وإنتهاء مفاوضات خيمة صفوان كُبل تاعراق تماماً ولسنين بإتفاقية التفتيش على أسلحته ومخاذن ذخيرته وبرامج تصنيعه الحربية والتي تهدف غالباً إلى منع العراق من تشكيل أي تهديد مستقبلي لأي من جيرانه ولكنها إتفاقية هدفها السري والأكيد هو تكبيل العراق كدولة عربية وكشعب عربي لأجيال وفرض وصاية أمريكية عليه بحجة تدمير أسلحة الدمار الشامل بالإضافة لإختلاق الأعذار الواحد تلو الآخر لضرب بغداد درة الرشيد ولإبقاء قوات أمريكية في الخليج ، وقد أعلنها صراحة مجرم الحرب ( نورمان شوارزكوف - Norman Schwarzkopf ) قائد القوات الأمريكية خلال حرب عاصفة الصحراء عندما تبجح قائلاً :- (( لقد جئنا لنبقى )) رداً على سؤال عن وقت رحيل الجنود الأمريكان .
أعضاء لجان التفتيش لم يتركوا لم يتركوا حجراً في العراق إلا وقلبوه بحثاً عن أي أسلحة لدى العراقيين .
وعلى مدار 9 سنوات فتشوا جميع المواقع والمعامل وفتشوا بيوت المواطنين ومزارع الأعيان والمنشآت الحكومية والمدارس والمسشفيات وقاع البحيرات وحتى نهري دجلة والفرات ، وعطلوا خلال تلك الجولات عشرات المصانع الحربية ودمروا عشرات الصواريخ ( من طراز سكود ) والآلاف من القنابل وملايين الوثائق والمعدات ليتركوا العراق خالياً من أية أسلحة بإعتراف كبيرهم ( سكوت رايتر - Scott Ritter ) الذي وصف العراق مؤخراً في مؤتمر عقد في العاصمة الأردنية بأنه ( نمر بدون أية أنياب ).
لجان التفتيش لم تكن نزيهه أبداً في عملها ، بل كانت ترسل كل ما يقع في أيديها من وثائق ومستندات إلى الصهاينة في تل أبيب والصهاينة في واشنطن ، وقد إتهم ( سكوت رايتر ) رئيسه المباشر ( ريتشارد باتلر - Richard Butler ) في حديثاً مع صحيفة ( هآرتس ) الإسرائيلية بتاريخ 2 أغسطس 2000 إتهمه مباشرة بالعمل لصالح الإستخبارات الأمريكية وزرع أجهزة تصنت تخص الـــ CIA عن طريق عملاء له في فريق التفتيش على أسلحة العراق .
صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية نشرت في صفحتها الرئيسية بتاريخ 7 يناير 1999 خبراً يقول (( الولايات المتحدة تجسست على العراق تحت غطاء الأمم المتحدة ، المسئولون الآن يصرحون بذلك )) !
الــ CIA لم تكن جهاز الإستخبارات الوحيد الذي إتهمه ( سكوت رايتر ) بالتجسس على العراق ، فبحسب ( رايتر ) فهناك قسم خاص داخل الموساد الإسرائيلي مهمته تحليل صور الأقمار الصناعية والصور الملتقطة من الجو لمواقع عراقية حساسة كانت قد ألتقطت لحساب لجان التفتيش ولكنها وصلت إلى إسرائيل بطريقة ما .
هذه المعلومات ساعدت الأمريكان والبريطانيين على إصابة أهدافهم بدقة متناهية في كل مرة تقصف فيها طائراتهم العراق .
عمليات التجسس هذه مع عدم وجود أي بادرة أمل في إنتهاء مهام التفتيش رغم مرور 9 سنوات من التفتيش ورغم تأكيد الخبراء على أن العراق بلد ( نظيف من أسلحة الدمار الشامل ، أو أي أسلحة عموماً ) أجبر العراق على وقف التعامل مع لجان التفتيش إلى حين الإتفاق على جدول زمني تتوازي فيه عمليات التفتيش بشكل متناسق مع رفع الحصار على العراق .
المفتشين غادروا بغداد في 14 ديسمبر 1998 بناءاً على أوامر من الحكومة الامريكية التي كانت تعد لهجمة وحشية على العراق وتتخذ من المفتشين زريعة لها .
فبحسب تقرير نشرته صحيفة ( نيويورك تايمز ) الأمريكية في عددها الصادر يوم 18 ديسمبر فإن الرئيس الأمريكي الداعر ( بيل كلينتون ) كان قد بعث برسالة إلى وزارة الحربية ( الدفاع ) الأمريكية بتاريخ 13 ديسمبر يأمرهم فيها بالإعداد للهجوم القادم خلال 72 ساعة .
غادر جواسيس الأمم المتحدة بغداد فقط لتبدأ الحمم تساقطها على رؤوس إخواتنا هناك ولمدة 4 أيام إحتفل فيها الأمريكان بدخول شهر رمضان الكريم من عام 1998 بقتل 142 عراقي لا حول لهم ولا قوة مما دفع أحد المذيعين بالتلفزيون البحريني المكلف بالخروج على الناس من أجل تنبيههم لوقت تناول السحور دفعه للبكاء على الهواء مباشرة والصياح في النيام من العرب ((( بغداد تحترق .. بغداد تحترق ))) .
الغزو القادم :
في أعقاب هجمات نيويورك حاولت أمريكا إلصاق ماحدث إلى العراقيين كحجة للإجتياح ولكن إعتراف تنظيم القاعدة علانية بمسئوليتها عن غزوتي ( بحسب مفردات التنظيم نفسه ) نيويورك وواشنطن أسقط في يد الإدارة الأمريكية وجعلها عاجزة عن ضرب العراق بهذه الحجة على الأقل .
الأمريكيون لم ييأسوا من إختلاق الأعذار من أجل غزو وإحتلال العراق بالكامل ، لذلك تبنوا مهمة إرجاع لجنة جواسيس الأمم المتحدة والمعروفة بإسم ( لجنة مفتشي أسلحة الدمار الشامل ) وطبعاً ما هي إلا ذريعة تتخذها أمريكا الآن كمبرر لغزوه وإسقاط نظامه وإحلال ( تومي فرانكس ) كحاكم عسكري أمريكي للعراق وتنصيب نظاماً عميلاً يتزعمه عراقي متأمرك مشابهاً لذلك الموجود في أفغانستان .
ومن أجل خلق مشاكل مع النظام العراقي أجبرت الولايات المتحدة مجلس الأمن في 8 نوفمبر من عام 2002 على تبني القرار 1441 يوصي بمعاقبة العراق ( كلمة معاقبة تعني إبادة في القاموس الأمريكي ) في حالة عدم نزع أسلحة دماره الشامله التي يعلم الجميع ( وفي مقدمتهم خبراء نزع الأسلحة والمفتشين الأمريكيين ) بأنها لم تعد موجودة .
القرار الجديد تضمن فقرات تعجيزية من أهمها تفتيش القصور الرئاسية ودخول جميع المرافق الحيوية بطول البلاد وعرضها وحق لجان التفتيش في إستجواب العلماء العراقيين ، بل وترحيل هؤلاء العلماء أيضاً إلى خارج العراق هم وذويهم لتتم عمليات الاستجواب في أوروبا أو أمريكا .
خطة الحرب القادمة (( صدر هذا الكتاب في بداية عام 2003 وقبل الغزو الأمريكي للعراق وسقوط النظام العراقي ومعه سقوط بغداد وإحتلال كامل العراق من قبل المحتل الأمريكي الغاصب وبمساعدة زيولها بريطانيا واسبانيا واستراليا ))وضعت بالفعل موضوع التنفيذ بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على خطة الرئيس ( بوش ) الإبن من أجل القيام بحملته الصليبية الجديدة ، والتي يرجح أن تكون في شهر فبراير أو مارس من عام 2003 مع إنتهاء الشتاء وبدء موسم الربيع وإنخفاض أسعار النفط مرة أخرى في أوروبا وأمريكا .
الغزو سيكون من ثلاث جبهات ، الشمال والجنوب والغرب لإحكام فكي الكماشة على أرض الرافدين .
القواعد الأمريكية ( المرجح ) إستخدامها أثناء الغزو هي :
( قاعدة الأمير سلطان - Prince Sultan ) في السعودية .
( قاعدة العديد - Udied ) في قطر والتي ستكون مركز القيادة للقوات الغازية .
قاعدتي ( الشيخ جابر - Shiekh Jaber ) و ( على السالم - Ali Salem ) في الكويت .
( قاعدة السيب - Seeb ) في عمان .
و قاعدتي ( إنجيرليك - Incirlik ) و ( ملاطيا - Malatya ) في تركيا .
هذا الغزو يتوقع أن يشهد جلب 250.000 جندي أمريكي وبريطاني إلى العراق في أكبر حملة ضد بلد عربي منذ الحملات الصليبية .
الأمريكان لايرون أي خطر جدي يتهدد مصالحهم في الدول العربية لأن معظم القيادات السياسية والحاكمة بالمنطقة وافقوا سراً على الخطة الأمريكية وإن كانوا يعلنون غير ذلك .
ولكن الشيء الوحيد الذي ( قد ) يقلب الطاولة على رؤوس الجميع هي صحوة الشارع العربي وإستيقاظ أمة العروبة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر وعودة شعار ( شعب واحد لا شعبين ، من مراكش للبحرين )
(((( كان الكاتب وقتها متمسكاً بالأمل في إنتفاضة الشعوب العربية على سياسة حكامها الخائنة للأمانة ، للضغط عليها كي تخرج كلمة ( لا ) لراعي البقر الأمريكي ... وأعتقد أنه اصبح الآن في عداد المتشائمين ... باتمان )))).
جميع الخبراء الإستراتيجيين في العالم يعتقدون بأن يوم 11 سبتمبر 2001 هو يوم فصل في تاريخ البشرية ، ولكن الجميع مخطيء ، فغزو العراق القادم هو من سيكون يوم الفصل في التاريخ البشري لأن العالم سيتغير بعده عن العالم فيما قبل الغزو .
فلا الأنظمة ستبقى كما هي ولا العروش ستحمل نفس الأشخاص ولا الحكومات ستحكم نفس الشعوب ولا الشعوب ستبقى هي نفسها ، ولن تبقى هناك مناطق رمادية في العالم لأن بوش أعلنها وهو صادق ، فمن ليس معنا فهو ضدنا .
الأمريكيون أولئك القتلة القادمون من آخر الدنيا ومن خارج الجغرافيا والتاريخ يهددون أحد الشعوب العربية بالذبح والإبادة علانية ولا منقذ لهم بعد الله إلا نخوة من بقى حياً من أبناء يعرب . ( الكل أصبح أمواتاً ... باتمان ) .
فاليوم يغزون بغداد ، وغداً يقيمون لنا ( تورا بورا ) في كل حارة وشارع بطول وعرض بلاد العرب .
يتبع ...
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر