بعد اعترافات وحيد افراخته القيادي في منظمة مجاهدي خلق حول تفاصيل عمليات الاغتيالات کـ اغتيال مجيد شريف واقفي (العضو البارز في جماعة خلق و المنتقد لها)، اتضحت خطة الجماعة لاستهداف آية الله الدکتور بهشتي بصورة غير علنية حيث يخفی دورهافي عملية الاغتيال.

يکتب السيد حميد روحاني (مؤرخ تاريخ الثورة الاسلامية في ايران) :

هناک عدة نتائج تحصل من وجهة نظر تقي شهرام (القيادي الکبير في منظمة مجاهدي خلق) و قصده لإغتيال الشهيد بهشتي :

الف – المنظمة کانت تخشی بشدة من علماء الدين المتعهدين و المناضلين. ب – هدف و دافع المنظمة هو تدمير و حذف علماء الدين الصالحين. ج – ما فعلته المنظمة من تفجير مقر حزب الجمهورية الاسلامية و استهداف الشهيد بهشتي و اصحابه عام 1981يکمن في سياسات و رؤی و ايديولوجية منظمة خلق. د – المنظمة کانت علی علم بمکانة علماء الدين بين افراد المجتمع و لذلک کانت تخشی مواجهتهم بشکل مباشر. هـ - الحرب النفسي و ترويج الشائعات و إثارة الاجواء ضد الشهيد بهشتي بعد انتصار الثورة الاسلامية لها جذور في الماضي و يعود إلی مخاوف المنظمة من بهشتي خلال السنوات الطويلة قبل انتصار الثورة.

آية الله الدکتور السيد محمد حسيني بهشتي من مواليد عام 1928 في مدينة اصفهان درس علی يد عدد من مراجع الدين الکبار في قم و من ضمنهم الامام الخميني. بدأ نشاطاته الثقافية و الاجتماعية منذ عام 1951 و شارک بصورة قوية في نهضة الامام الخميني الراحل منذ سنة 1962. لعب دورا بارزا ً في تأسيس الجمعيات الاسلامية (جمعية المؤتلفة الاسلامية) في نفس العام و کان عضوا ً في مجلس الفقهاء التابع لهذه الجمعية مع بعض رجال الدين کـ آية الله مطهري و آية الله انواري و حجة الاسلام مولايي.

منذ ذلک العام وقع تحت ضغط من قبل السافاک (جهاز الامن) و اعتقل عام 1964 لأول مرة. کان رئيس المرکز الاسلامي في هامبورغ خلال اعوام 1965 حتی 1970 و بعد العودة إلی ايران منعته السافاک من الذهاب مجددا إلی المانيا بسبب نشاطاته السياسية هناک. اعتقل في عام 1975 من قبل اللجنة المشترکة للسافاک و الشرطة و تعطلت جلساته الاسبوعية لتفسير القرآن الذي انشأت منذ عام 1971.

العلاقات الواسعة و الفاعلة بالجامعيين الاسلاميين و جلسات الدرس و المحاضرة في مراکز عديدة مثل الجمعية الاسلامية للاطباء، الجمعية الاسلامية للمهندسين و جمعية المعلمين الاسلاميين اعطت له دورا ً مميزا ً في التيارات الاسلامية و المناضلة في السبعينيات من القرن الماضي. من جهة أخری أدت مشارکة الشهيد بهشتي في إدارة مدرسة المنتظرية (حقاني) للعلوم الدينية الشهيرة بدورها في تربية کبار رجال الدين المناضلين في قم منذ عام 1970 بتعزيز مکانة بهشتي المؤثرة.

بعد ان قررت منظمة خلق تغيير ايديولوجيتها من الاسلام إلی المارکسية و بفضل تعاليم الشهيد بهشتي الثقافية و قيادته التعليمية، عدد کبير من اعضاء و موالين جماعة خلق وقفوا أمام هذا الانحراف العقائدي و منعوا باقي المناضلين من الوقوع في فخ مجاهدي خلق و توسيع عقائدهم المنحرفة.

 

بحسب ما ورد في اعترافات وحيد افراخته ، تقي شهرام کان يقول : علينا تصفية بهشتي و لکن کون القضية ربما ستنعکس سلبيا علی المنظمة فمن الافضل ان نفعل ذلک بطرق خاصة علی سبيل المثال يمکننا ان ندحسه بالسيارة.

خطة قيادة منظمة مجاهدي خلق لإغتيال الشهيد بهشتي في عام 1975 لا تأخذ مجراها للتنفيذ و هذا يؤکد علی مکانة و اهمية هذا الشهيد بين رجال الدين المناضلين و دوره الفعال في مواجهة الانحرافات الايديولوجية لمنظمة خلق. الحساسية التي کانت في وجود تقي شهرام بإتجاه بهشتي انتقلت بالفعل إلی مسعود رجوي الزعيم الحالي للمنظمة.

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات