الدکتور عمر جاه المساعد المسلم لرئيس جامعة غامبيا، يعتبران الخوف من الاسلام (الاسلاموفوبيا) ماهو الا و هم غربي يهدف إلی بث التفرقة بين المسلمين و إلی ابعاد اتباع سائر الديانات عنهم، و يری ان وحدة المسلمين و نشرهم لثقافة السلام و العدالة يمکن ان يکون لها دور في مواجهة هذه الظاهرة. و حول سبل مکافحة الارهاب و تحقيق السلام العادل کان لنا معه هذا الحوار :

اننا نواجه ظاهرة الإرهاب في العديد من مناطق العالم اليوم، ظاهرة تهدد السلام و الاستقرار في العديد من البلدان، فما هو رأيکم انتم في هذه الظاهرة ؟

بداية يجب أن نحدد معنی الإرهاب، لأنه قد يری البعض ان عملا يوصف بالإرهاب مشروع في حقيقته و هو نوع من الدفاع و المقاومة. لکن و بشکل عام، الإرهاب يعني کل فعل يتعارض مع السلام و يحول دونه، و لا بد ان يطرح جانبا ً. لذلک اذا ما استهدف البعض ارواح الابرياء فإن عملهم هذا يعتبر عملا ارهابيا، و لا فرق في ذلک بالجهة او الشخص الذي يقوم به، لأنه بالتالي نوع من الإرهاب و يتعارض مع السلام العالمي.

بعض المفکرين يرون ان هذا التعريف للإرهاب هو تعريف تقليدي في حين ان الإرهاب اليوم اتخذ اشکالا أخری غير القتل المباشر و ازهاق الارواح، کالإرهاب المجازي و الثقافي و ... فما هو رأيکم بذلک؟

اوافقکم الرأي، هناک ايضا الارهاب الفکري و الذي يفرض من خلاله نمط معين من التفکير و لا يسمح بظهور افکار أخری أو الاطلاع عليها.

وبالنسبة للأديان، ماهو دورها برأيکم في مکافحة الإرهاب؟

للدين دور مهم في مکافحة الإرهاب و اقامة السلام، خاصة الاسلام الذي هو دين السلام. فالدين يعلم الناس أن يحبوا انفسهم و يحبوا الآخرين. أي انه يمنعهم من الاعتداء علی الآخرين،لأن في ذلک عدوان علی نفسهم بالدرجة الأولی، و بالتالي فأن المؤمنون بمثل هذه القيم و هذه النظرة لن يعتدوا علی الناس الابرياء. ان الدين علمنا احترام الانسان بما هو انسان و بالتالي احترام جميع البشر، و اری ان بسط و نشر هذه المفاهيم في العالم سيکون لها تأثير کبير في تدني ظاهرة الإرهاب.

ما هي برأيکم افضل السبل لمکافحة الإرهاب في العالم؟

السبل الافضل في مواجهة الإرهاب، هو نشر ثقافة مکافحته في العالم، و لا بد ان يتصرف الانسان علی جميع الاصعدة الفردية و الجماعية و الحکومية بشکل سلمي، مع الآخرين من اشخاص و جيران و بلدان.

کيف ينظر الانسان برأيکم إلی السلم العادل و مسألة مکافحة الإرهاب؟

الاسلام يؤکد دائما في تعاليمه علی السلام و العدالة. لأن الاسلام ديانة سماوية تعارض کل ما يخالف السلام و الاستقرار. و من جانب آخر، يعتبر الاسلام العدل نواة و اساساً لعملية السلام، فإذا تحقق العدل تحقق السلام ايضا ً. لذلک فإن الطريق الذي يسلکه البعض في الوصول إلی السلام من دون ان يقوم ذلک علی العدل، هو طريق خاطيء و لا يوصل إلی شيء. و الاسلام دين العدل و السلام و يعارض بشدة الإرهاب.

کثير ما نشاهد و علی الرغم من الاهداف السامية التي يسعی اليه الاسلام، فإن الغربيين يحاولون نشر الخوف من الاسلام في العالم، و يصورون اتباعه بالمتطرفين و المتشددين و الإرهابيين، ما هي برأيکم افضل السبل لمواجهة هذه الهجمة التي يتعرض لها الاسلام؟

الخوف من الاسلام او ما يعرف بـ " الاسلاموفوبيا " هو مجرد و هم مصدره قلق الغربيين، انهم – أي الغربيون – يخافون من وحدة العالم الاسلامي بما يحول دون تطبيق برامجهم و مخططاتهم في استثمار الشعوب و نهب ثروات البلدان. لذلک يعمدون إلی اثارة الفتنة بين المسلمين علی اختلاف مذاهبهم. أي انهم يطبقون مبدأ " فرق تسد ". و علی هذا فالاسلاموفوبيا هي في العادة مجرد وهم يحاولون من خلاله اقصاء الاسلام عن الناس و ايضا ً بث الفرقة بين المسلمين. لذلک اری ان علی المسلمين القيام بأعمال احترازية و ان يرفعوا من مستوی الوعي لديهم بأدوات الهيمنة الفکرية التي يستخدمها الغرب.

المصدر : فصلية الخطاب

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات