مذکرات "سلطاني" القيادية السابقة في زمرة خلق الإرهابية
من الصعوبة على المرء ان يدرك موضوع السيطرة على الافراد والتحكم بهم داخل التنظيم إن لم يكن قد دخل المنظمة لكني وعلى اي حال ساشير الى بعض المفاهيم المحورية التي كنت اتعامل مع الافراد على اساسها وهي: بيان المتناقضات، صفر صفر(تصفير الفرد)، النقد الذاتي ونقد الاخرين، العمليات الجارية، لحظات خارج المنظمة، التردد الثنائي، العمل الجماعي، الاتصال بالاهل بانصات شخص ثالث، الالتقاء بالاهل بوجود شخص ثالث، العمل الثنائي على الانترنيت، تحديد وقت العمل، عدم اعطاء فرصة للاستراحة، النوم باقل مايمكن، العمل (جهد بدني)، تقديس مجلس القيادة والالتزام باوامرهم، ومسامير المنظمة (عناصر ذوي قدرة فائقة بين الرجال).
المحور الاول بيان التناقضات حيث يعملون على تشجيع وترغيب الفرد بكشف ما يجول في داخله من افكار ورغبات تخالف رغباته وميوله، ما المقصود من التناقضات؟ انهم يلقنون الافراد عند دخولهم المنظمة وخلال وجودهم فيها على شاخص (معيار) تلك المرحلة حيث ان لكل مرحلة معيارا معينا، نفترض ان معيار المرحلة هو الطلاق فيلقن الفرد ويوجه على الطلاق اي ان عليه التطليق وما عليه الا ان ياتي ويعترف تحريريا إن مر شيء في مخيلته من امور تخالف هذه الظاهرة القيمة في المنظمة، فعلى سبيل الفرض يقولون ان القيم هي الابتعاد عن النساء، إن حصل ما يخالف هذا فمثلا مرت لحظة كأن شاهد امراة في فلم واعجب بها او شاهد امراة في تجمع للعراقيات في المعسكر وتذكر زوجته فهم يشجعون ويحبون الفرد الذي يأتي ويكتب بذلك لمسؤوليه بكل صراحة.
ما على الفرد الا ان يعطي بما يخالف القيم في وقت قد ابلغوه بالسماح ببيان التناقضات مهما ترتب عليه من اثار هنا يقولون بـاي ثمن ، لماذا فتحوا باب اي ثمن للفرد؟ من اجل ان يكون للفرد الاستعداد لتحمل ما يقوله الاخرين من هراء حوله واهانته عند الاعتراف امام الحاضرين وقد بذلت المنظمة الكثير من الجهد بخصوص هذا الموضوع،الجانب الايجابي في الموضوع هو انهم يقولون شعارنا الصدق والتضحية اي انه عليك ان تكون صادقا الى درجة بحيث تأتي وتعترف بلحظات ما مر بك من تعارض للقيم حسب وجهة نظر المنظمة ومهما يترتب من جراء ذلك من متاعب المهم ان تكون صادقا مع المنظمة.
من اجل ان يكون الافراد في جميع اوقاتهم رهن سيطرتهم وتحكمهم ، ان الاحتفاظ بالفرد وبقائه في المنظمة يعد اصلا مهما وذا قيمة كبيرة لديهم، اذكر مثلا اخرا كأن تأمل احدا وقال ياليتني كنت مع الناس (في المجتمع) ولي زوجة وحياتي العائلية وبيتي ، الشخص الذي يرى نفسه في المجتمع او يتمنى ان تكون له زوجة و.... ويأتي ويعترف بذلك فان سينبه المسؤولين بانه يمثل خطرا ولذا فستشدد الرقابة واعمال السيطرة عليه، والمنظمة حازمة باتخاذ اشد العقوبات بحق المسؤول الذي لا يعلم بوجود متذمر ضمن افراده وينحى عن مسؤوليته حتى ان مسعود رجوي قد ذكر في توجيهاته الى مجلس القيادة: "ان تذمر اثنين من افراد المنظمة في كل يوم هو افضل بكثير من هروب واحدا من افرادها في سنة" نلاحظ مدى اهمية الموضوع بالنسبة لهم.
الان ما الفرق بين الهارب من المنظمة وبين من يأتي ويطلب ترك المنظمة ؟ هناك فارق بين الحالتين ففي الهروب فان الفرد قد اخذ بتحمل من تلك التناقضات حتى ادت به الى الهروب وهذا الفرد سيكلف المنظمة الكثير من الناحية السياسية، النقطة الاخرى وحسب اصطلاح المنظمة ان هذا الفرد لم يحرق مستقبله فمن الممكن ان يستفاد منه من قبل اعداء المنظمة وبسبب هذه النقطتين فانه من المهم جدا للقيادة والمنظمة بان يأتي الفرد ويطلب ترك المنظمة حيث سيتعامل معه باسلوب خاص ويضعوه تحت رقابة مشددة وتجرى عليه عملية غسل دماغه ويعرض للاذى حتى يأتي ويعلن ندمه ويتراجع عن طلبه بترك المنظمة وان لم تؤثر تلك الاجراءات فهناك مرحلة اخرى تسمى مرحلة احراق المستقبل.
يعني الزام الفرد باعطاء تعهدات تحريرية للمنظمة للاحتفاظ بها لتستخدمها عند الحاجة وهي تؤدي بشكل او باخر الى احراق مستقبل الفرد ، اتذكر احدى النساء لا اريد ذكر اسمها الان سجل لها لقاءا ذكرت فيه بانها تتكلم وهي باتم الصحة وسلامة العقل وقد قدمت لها المنظمة الكثير من المساعدة غير ان حقيقة الامر انها قد خضعت لاشد الضغوط وقالوا لها انت تريدين ترك المنظمة لكي تعملي مع النظام ، تريدين الذهاب للعمل مع الحرس الثوري لتصبحي مصاصة للدماء، قالت: كلا ، قالوا ان لم تبغي ذلك فعليك ان تفعلي شيئا بحيث لا يمكنهم الاستفادة منك، قالت: انا جاهزة، قالوا: اذن فلتجري لقاءا مصورا، الم تقدم المنظمة لك المساعدة ، قالت: نعم قد ساعدتني المنظمة كثيرا، قالوا: الان وقد قدمت المنظمة لك الكثير من المساعدة اذن قولي بان المنظمة قد ساعدتك ثم اشترطوا عليها تسجيل اللقاء وبخلاف ذلك لايسمح لها بترك المنظمة، ثم املوا عليها نص ما تقوله في اللقاء كأن تقول هي في تمام سلامة العقل وقد قدمت لها المنظمة الكثير من المساعدة وان المنظمة تكافح وتناضل من اجل حرية الشعب و... ، وان تكلمت هذه المراة يوما ضد المنظمة فستعلن (المنظمة) للناس ان كلام هذه المراة هو نتيجة تعرضها لضغوط الحكومة الايرانية مما اضطرت للادلاء بهذا الكلام، وقبل اجراء اللقاء ولشدة خوفهم من المستقبل كانوا قد اخذوا منها تعهدا خطيا بعدم التكلم ضد المنظمة في حال الخروج منها، المسألة المهمة بالنسبة لهم ليس ما يريد الفرد فعله بل المسألة هي هل سيتحدث ضد المنظمة ام لا ، يعني انهم يريدون من الفرد التزام الصمت وتحمل كل مايجري عليه من بلاء دون ان يتحدث بشيء عن المنظمة، هذا مايخص موضوع التناقضات.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر