بعد مضي ثلاثة عقود على وجود مجاهدي خلق الإرهابیة في العراق كحركة معارضة للنظام الإيراني، غادر أعضاء منظمة مجاهدي خلق العاصمة العراقية بغداد متوجهة إلى ألبانيا برعاية مباشرة من الأمم المتحدة . وأعلنت الحکومة العراقية أنها أنهت بشكل تام وجود منظمة خلق الإيرانية على الأراضي العراقية. وتمكنت من إغلاق هذا الملف وطي صفحة أخرى من مخلفات النظام البعثي .
تأسست مجاهدي خلق عام 1965 كحركة معارضة لنظام الشاه محمد رضا بهلوي وتدعو لحكم ديمقراطي حر في إيران، وشاركت في إسقاط هذا النظام في ثورة 1977-1979. ثم سارعت لإعلان الکفاح المسلح وعملیات الإغتیال ضد المسؤولین الحکومیین والشعب الإیراني مما أودی بحیاة الألاف من الإیرانیین . عام 1986 تحولت بغداد إلى أحد أبرز معاقل المنظمة بعد العاصمة الفرنسية باريس. وكانت منطلقاً لهجماتها ضد أهداف داخل إيران سواء كانت منشآت أم أشخاصاً من رؤوس النظام بموافقة من العراق الذي كان يخوض حرباً ضد إيران.
وكان معسكر أشرف، قرب مدينة الخالص، قاعدة لـ"مجاهدي خلق"، التي نفذت عمليات ضد القوات الإيرانية خلال تلك الحرب ونقلت إليه الغنائم من دبابات وآليات بالإضافة إلى دوره كمركز للتدريب. انتهجت المنظمة الطریق العسكري ونفذت عمليات عسكرية داخل إيران انطلاقاً من أراضي العراق الذي كان يخوض حرباً معها، وهو ما جعلها موضع تشكيك بوطنيتها قبل كل شيء.
ويضاف إلى ذلك ضعف حضورها في المنطقة العربية، وهو ما تعزوه شخصيات في المنظمة إلى تحاشي الدول العربية أصلاً خوفاً من إیران لها غیر أن الحقیقة هي خشیة الدول التعامل معها بعد معرفة تاریخها الإرهابي والإجرامي الذي قد یؤدي إلى خلخلة الأمن في هذه الدولة . صنفت الإدارة الأميركية عام 1997 حركة مجاهدي خلق من بين التنظيمات الإرهابية، إلا أن هذا لم يمنع الحركة من مزاولة نشاطها في الولايات المتحدة. استصدرت في مايو/أيار 2001 حكماً من إحدى المحاكم الأميركية بأن لها الحق في الحصول على فرصة للدفاع عن نفسها.
أثناء غزو العراق عام 2003، تعرضت مواقع الحركة لقصف القوات الأميركية البريطانية، واعتبرتها جزءا من التشكيلات العراقية. إلا أن القوات الأميركية عادت بعد سقوط بغداد وأعلنت عن توقيع اتفاق مع الحركة يضمن السماح لها بالاحتفاظ بسلاحها والبقاء في العراق ومواصلة كفاحها المسلح. هذا الأمر أقلق طهران ودفع بعض مسؤوليها لاتهام أميركا بـ"الكذب في حملتها على الإرهاب ولکن حقیقة دعم أمریکا للمنظمة قد کشف نوایا أمریکا وغیرها من الدول الداعمة للمنظمة .
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر