بينما تصعد واشنطن ولندن من حدة التوتر مع إیران وتصران علی إشعال نيران الحرب في الخليج الفارسي وتحاولان خلق أزمة أمام الدول المستقلة في المنطقة لکي تجبرهاعلی المشارکة في الصراع الحتمي ، تحاول حكومات غرب آسيا التوصل إلی طرق للتعامل مع الأزمات الحقیقیة في غرب آسیا إن الاجتماعات الأمنية التي عقدت الأسبوع الماضي وشكلت ائتلافات جديدة كلها تسعی في سياق تحالف جديد لمكافحة الإرهاب فالإرهاب والتطرف یهددان استقرار وأمن بلدان جنوب وغرب آسیا لا شك في أن الدول الغربية بسبب عدم إطلاعها علی االمشاکل الحقیقیة في المنطقة تشعر بحیرة ولاتعرف هل ستنجح الاجتماعات والمفاوضات الأمنية بين إيران والإمارات العربية المتحدة أم لا أو كيف يحاولون إقناع المسؤولون السعوديون معاملة إيران بمزيد من العطف .
وينتاب بعض المسؤولين والمحللين في المنطقة القلق من أن الإستراتيجية الأميركية القائمة على ممارسة "ضغوط إلى أقصى حد" على إيران، أن تُعرِّض الدول في المنطقة إلى خطر التورط في صراع لیس له ضمانات أمنیة . حیث تدرك دول المنطقة جيدًا أن نتيجة الحرب في غرب آسيا هي ظهور إرهابيين جدد فقد نشأت طالبان والقاعدة من الحرب علی أفغانستان التي تورطت فیها القوات السوفيتية ، ومن الحرب الثانية في أفغانستان وفي الوقت نفسه ، الحرب مع العراق ، ولدت داعش و جبهة النصرة وإذا ما نشأت حرب جدیدة فقد تولد جماعات إرهابیة جدیدة في المنطقة ستدمر مختلف البلدان والدول المتورطة في الإرهاب ليست بالضرورة هدفا للحرب فسوریا وباکستان. لم تكن ضالعة في حرب العراق ، بل ضحية تلك الحرب لم تقاتل مباشرة مع الولايات المتحدة ولا مع الاتحاد السوفيتي ، لكن الإرهابيين ما زالوا یشیعون الخراب والقتل فيها .
بالطبع سوف یقف الغربیون في وجه أي تحسنات في العلاقات بین الدول من أجل تحقیق أهدافهم فسیناریو التفرقة والإنقسام الذي تسعی لخلقه في المنطقة منذ سنوات لایترك فرصة أمام ، بعض القادة العرب لفهم الحقائق المحيطة بهم وهكذا دخلت اللعبة في الخليج الفارسي مرحلة جديدة حیث تشهد منطقة الخليج توترا بين الولايات المتحدة وإيران، بعد فشل الولایات المتحدة وبريطانيا في جذب الدول الأخرى لتشكيل تحالف بحري في مضيق هرمز وبعثهم رسالة إلى الدول الاوربية كلها وهي أن إیران تهدد مصالحهم فى المنطقة ويجب التدخل من قبلهم لإیقافها .
معتقدین أن جبهة الحرب التي سیشكلوها ستشکل ضغطاً علی إیران أكثر من السابق لکن من جهة ، تقف إيران مع حلفاء إقليميين وخارجيين أقوياء بشكل أکبر من أي وقت مضى ، ومن ناحية أخرى ، هناك ترامب الذي یوجه خطابات معادیة لإیران و الکل یعرف أنه لایرید قضاء سنوات الرئاسة الأربع في الحرب.
غیر أن إرهابیوا الولایات المتحدة أکثر عزلة من أي وقت مضی فمنظمة مجاهدي خلق هي إحدی تلك الجماعات الإرهابیة التي أملت أن تكون قادرة على استغلال الخلاف في المنطقة لصالحها لكن الآن ، على الرغم من تحریضهم للمسؤولين الأمريكيين لفرض العقوبات الأمریکیة علی إیران ، إلا أنهم لم یفوزوا بورقة رابحة واحدة تحقق مصالحهم . ووجدت مجاهدي خلق أن شبكة برامج التجسس الخاصة بها قد فشلت أيضًا في عملياتها الرامية إلى زعزعة استقرار البلاد ، وأصبحت غیر قادرة علی إرضاء داعمیها بمزید من المال الإرهابيون الآخرون الذين يحرصون على إشعال فتیل الحرب في المنطقة وتوسيع عملياتهم هم داعش الذي يعتبر إيران أهم عقبة في المنطقة .
كما أن انسحاب الولايات المتحدة وخفض التوترات في الخليج الفارسي جعلهما قلقين على مستقبلهما.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر