في هذه الأيام ، نشهد متعة لا مثيل لها للمؤسسات ووسائل الإعلام التابعة لمجاهدي خلق فيما يتعلق بالبيان الصادر عن قمة مكة الذي أصدره السعودیين الذي یهدف للقیام بحرب نفسية إقليمية دولية ضد إيران حیث طالبت السعودیة المجتمع الدولي بإتخاذ موقف حازم لمواجهة إیران ، ولكن السؤال هنا هل هذه الفرحة الکبیرة إشارة إلی الارتباط العمیق و القوي بين إرهاب فرقة رجوي وأتباعه وإرهاب دولة محمد بن سلمان وأصدقائه في المملكة العربية السعودية؟
نعتقد أن هناك علاقة قدیمة ووثیقة بين رؤساء جماعة مجاهدي خلق وقادة ووكالات الاستخبارات الأمنية للنظام السعودي ، وهذا الأمر هو الذي يدفع مجاهدي خلق لدعم السياسات الوحشية للحكومة السعودية في المنطقة لقد ظل المنافقون ، الذين جُرفوا أكثر فأكثر في طریق الضلال والضیاع لسنوات عديدة یحاولون کسب دعم السعودیین من أجل مواصلة حياتهم البائسة ، من خلال القيام بأنشطة إعلامية متنوعة لصالح النظام السعودي في المنطقة لتقويض الشعب والنظام الإيراني ویُعتبر الموقع الإلکتروني لمجاهدي خلق من اهم وسائل الاعلام لهذه الجماعة الارهابیة وقامت جماعة منافقي خلق حدیثا بالعمالة لصالح الوهابیة السعودیة وتسعی من خلال موقعها اثارة الفتن والإضطرابات حیث یتم رصد موقعها من قبل السعودیة .
إن العلاقة بین مجاهدي خلق والحكومة الوهابية من المملكة العربية السعودية وطیدة جداً إلی درجة أنه في الأعوام الماضیة تحدث ترکي الفيصل ، الرئيس السابق لجهاز المخابرات السعودي ، في مؤتمر باريس حول وفاة مسعود رجوي وأوجد اعلان رئيس الاستخبارات السعودي السابق عن موت مسعود رجوي صدمة للكثير من قيادات المنظمة الذين لم يكونوا يعلمون بالخبر او ان قرار التنظيم كان یتكتم علی الخبروكشف ذلك الخبر عن حجم الدور السعودي ودور تركي الفيصل في شؤون التنظيم.
مثل هذا الخطاب الذي أدلى به مسؤول أمني سعودي لو أدلی به مسؤول آخر من أي دولة إسلامية أو دولة غير إسلامية و كشف مثل هذه الأسرار وتحدث عن وفاة القائد الأول للمنظمة کانت وسائل إعلام مجاهدي خلق التي ترعاها وتدعمها عصابات یمینیة أوروبیة وأمریکیة بکل تأکید سوف تسعی لتلطیخ خلفیته السیاسیة وتشویه سمعته في الوحل ولو أمکن قد تغتاله لکن لکون ترکي الفیصل مسؤول سعودي قریب من مجاهدي خلق عامله قادة المنظمة بتسامح کبیر.
بالإضافة إلى عمق العلاقة بين السعوديين ومجاهدي خلق ، فإن ما یعزز هذه العلاقة هو ماهیتهما وأهدافهما المشترکة حیث یهدفان إلی إیصال رسالة مباشرة إلى النظام الإيراني وهي أن السعودية قادرة على تحريك أوراق لم تستخدمها من قبل، لا لإسقاط النظام بالضرورة، بل بهدف الضغط على إيران علاوة على ذلك ، فإن ما يجمع بين إرهابيين مجاهدي خلق والوهابية هو طبیعة هاتین الجماعتین المرتزقة لأنه ، كما الوهابية في السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى ، عملت علی إضعاف العالم الإسلامي والإمبراطورية العثمانية من خلال دعم وكالات الاستخبارات البريطانية لها تواصل مجاهدي خلق حياتها الطفيلية ، بدعم من الاستعمار والغطرسة العالميين لتحقیق أهدافها الخبیثة وهم يلعبون دورًا فعالًا في تقويض إيران والضغط عليها .
شيء آخر يبدو أنه يلفت الانتباه إلى أسباب الصداقة بين هذين النوعين المختلفين من الإرهاب هو أن كلا من السعوديين وأعضاء منظمة مريم رجوي الخاضعین لسیطرتها عملا علی خداع الناس عن قصد وتعمد بهدف إبراز مكانة مجاهدي خلق وتسليط الضوء عليها في ظل تراجع نفوذها وتأثيرها في أوساط المعارضة الإيرانية؛ بعد أن فقدت شعبيتها منذ ثمانينيات القرن الماضي إثر مشاركتها في الحرب العراقية الإيرانية وبإختصار یمکن القول أننا نستنتج من علاقة السعودیین ومجاهدي خلق أن مجاهدي خلق لیسوا أکثر من دمی بید شیوخ الوهابیة وقادتها وسبب انصیاع المنظمة لهم يرجع إلى القوة الاقتصادية للوبي السعودي في البيت الأبيض والأوساط الأمريكية التي تعتمد على ثروة النفظ فلطالما كانت شركة البترول تحاول شراء القوات في المنطقة لصالح الشيوخ السعوديين.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر