نشرت الصحیفة الألمانیة شبیغل (مجلة أسبوعیة ألمانیة ) تقریراً تصف فیه الوضع المروّع لمنظمة مجاهدین خلق في ألبانیا وأشارت إلی الممارسات التي لفتت إنتباههم وکتبت کذلك عن إستخدام الولایات المتحدة لهذه الجماعة في معرکتها للإنتصار علی إیران .

جاء في تقریر شبیغل وفق وکالة فارس للأنباء أن هذه الصحیفة الألمانیة نشرت تقریرها تحت عنوان( سجناء الشغب ) حیث وضحت شبیغل في هذا التقریر الوضع الحالي لأعضاء مجاهدي خلق الإرهابیة ودعم رئیس الولایات المتحدة الأمریکیة المالي کاتبةً إن الرئیس الأمریکي دونالد ترامب اتبع سیاسة الإطاحة بالحکومة الإیرانیة جنباً إلی جنب مع أعضاء المنظمة في حین أن أکثر من 2000 عضو في المنظمة الذین إنشقوا عن المنظمة یتحدثون عن التعذیب وسوء المعاملة في معسکر مجاهدین خلق في ألبانیا .

وهذه ترجمة التقریربشکل کامل : في نهایة شارع طویل في شمال غرب ألمانیا رجال ونساء یقومون بأمور غریبة استعداداً للإطاحة بالحکومة الإیرانیة .ویقول أحد الأعضاء المنشقین عن المنظمة أنهم یتدربون ثلاث مرات أسبوعیاً علی قطع الحنجرة بالسکین وکسر الأیدي وتمزیق الفم وإخراج العین من محجرها بواسطة الإصبع وغیر ذلك من التدریبات العسکرِیة العنیفة .

تعادل مساحة المعسکر مایصل إلی 50 ملعباً لکرة القدم وتحیط به أسوار عالیة ویقول المنشقین عن المنظمة أن هناك مایقارب الفین شخص في المعسکر ولایُسمح لهم بإمتلاك هاتف نقال ولایُسمح حتی للبعض منهم بإمتلاك ساعة أو تقویم .

کانت أمریکا حتی عام 2012 قد وضعت هذه المنظمة في قائمة الجماعات الإرهابیة ولکن في السنوات الأخیرة تدعم حکومة ترامب هذه المنظمة لأن الطرفان یریدان الإطاحة بالحکومة الإیرانیة وهذه المنظمة مصرة علی تحقیق هدفها وتأمل أن تنجح الولایات المتحدة في خططها ضد إیران .

هذا الموضوع کان کثیر التداول في المؤتمر الأخیر الذي أقیم في روشو فقد تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، حلیف ترامب عن الحرب ضد إيران ، وتحدث محامي ترامب ، رودي جولياني أيضًا عن دعم تغيير النظام في إیران في خطاب في تجمع دعم المجاهدين ( منافقي خلق ) .

فلمدة 30 عاما ، كان أعضاء المنظمة یعیشون على أرض العراق و في عام 2013 ، جاء العديد منهم إلى ألبانيا ، ومنذ أواخر عام 2017 تمركز الكثير منهم في معسکرفي تيرانا ، عاصمة ألبانيا بعدما تم تقل أعضاء المنظمة من العراق إلی ألبانیا انفصل البعض منهم عن المنظمة وتحدث هؤلاء المنشقین عن وسائل التعذیب وعن الجلسات التي تشکلت التي یتم فیها إجبار الأعضاء علی التحدث عن أفکارهم الجنسیة وحدث هذا تحت قیادة مسعود رجوي الذي لم یره أحد منذ عام 2003 م ولیس معروفاً  الأن إن کان علی قید الحیاة أم لا .

تُعرف منظمة مجاهدین خلق بذراعها العسکري الناشط المعروف بإسم جیش المقاومة الوطني في أوروبا والولایات المتحدة الأمریکیة . واتخذت مریم رجوي زوجة مسعود رجوي موقفاً متشدداً من إیران علی مر السنین الماضیة وتتردد مریم رجوي بین ألبانیا وباریس ولها مکتب أیضاً في واشنطن في أمریکا وهذه المنظمة نشطة حتی في ألمانیا ولدیها مکتب في برلین واستطاعت مریم رجوي خلال السنوات الماضیة جذب العدید من الحلفاء والداعمین لها في أوروبا وأمریکا وحتی بعض الدول العربیة ویری جان بولتون مستشار الأمن القومي الأمریکي ورودي جولیاني محامي ترامب وحکومة ترامب أن هذه الجماعة هي البدیل لحکومة إیران والدافع لتغییر النظام الإیراني الحالي .

إلی ماذا یطمح حلفاء ترامب ؟

لم یُحقق مجهود مراسلي شبیغل في الإتصال بمکاتب هذه المنظمة في تیرانا وباریس وبرلین أي نتیجة وفي برید إلکتروني أشارت المنظمة في بیان لها أنه إذا وصلت المنظمة إلی السلطة في إیران فسیتحسن کل شئ . استطاعت شبیغل التحدث مع 15 شخصاً من المنشقین ورفضوا هذا الکلام وقالوا ( حتی أولئك الذین یقیمون في المخیم لایقبلون هذه الإدعاءات الکاذبة ) .

وقال غلام رضا شاکري وعمره خمسون عاماً الذي قضی 27 عاماً من حیاته في المنظمة ( یبدو من الخارج أن هذه المنظمة لیبرالیة ولکن من الداخل تنکشف قصص الکذب والخداع والخوف ) في أواسط التسعینات یقول العضو المنشق أن الأشخاص الذین أرادوا مغادرة المنظمة أو الهرب منها کان یتم علیهم طرح أسئلة صعبة ویتعرضوا لأسوأ درجات التعذیب وأنه تم إتهامه بالتجسس وعرض یده قائلاً أن (المنافقین ) قاموا بإطفاء سجائرهم عل یده وضربوه علی صدره حتی جرت الدماء منه وتورمت قدماه لدرجة أنه لمدة أسبوع کامل کان لون قدمیه أسود ومایزال یوجد حتی الأن کدمات علی قدمیه .

وفي النهاية ، دعا مسعود رجوي جميع الذين تعرضوا للتعذيب وأخبرهم بأنهم سيُسلمون إلى قوات الأمن العراقية إذا تحدثوا عما تعرضوا له وهذا یعني التعذیب والموت ومع دلك تدعي المنظمة أن أعضائها لم یتعرضوا للتعذیب لاقبل التسعینات ولابعدها .

وکتبت منظمة مجاهدین خلق لصحیفة شبیغیل حول منابعها المالیة وکیف یتم توفیر نفقاتها في المعسکر ( أنه یتم تأمین الأموال عن طریق الداعمین لها في داخل إیران وخارجها) ومع ذلك تکهن خبراء أمنیون أن السعودیة وإسرائیل وأمریکا یقدمون الدعم المالي لهذه المنظمة لکن المنظمة تصر علی أنها لم تتلق حتی ولو یورو واحد من أي حکومة .

علی مر السنوات الماضیة طلب المتشددین في أمریکا من جملتهم (دونالد رامسفیلد ) وزیر الدفاع السابق في أمریکا ودیك تشیني التعاون مع منظمة مجاهدین خلق والإستفادة منها کسلاح ضد إیران وفي عام 2002 م أبلغت منظمة مجاهدین خلق وزارة الإستخبارات الإسرائیلیة (الموساد ) بخطة إیران لتخصیب الیورانیوم .

في عام 2007 م تم تدریب عدد من قوات مجاهدین خلق في مرکز للقیادة في الصحراء في الولایات المتحدة والیوم ترید حکومة ترامب من المنظمة أن تتخذ موقفاً صارماً ضد إیران وهوأمر علی الأقل یدعي به قادة المنظمة واحتفلت المنظمة کما تدعي بإنتصارها علی إیران عندما ألغی ترامب الإتفاق النووي مع إیران .

إن قائمة داعمي منظمة مجاهدین خلق ( المنافقین ) طویلة جداً وتضم القائمة أعضاء من مجلس الشیوخ الأمریکي والقوات الأمریکیة والعسکریین الأمریکیین إلی ترکي الفیصل رئیس جهاز المخابرات السعودي السابق و یدعو البرلمان الأوروبي هذه الجماعة بإسم منظمة السلام لتحریر إیران وفي البرلمان الألماني یوجد مجموعة أیضاً تدعی بإسم (لجنة التضامن الألماني من أجل إیران الحرة ) والتقی ممثلو الحزب الدیمقراطي المسیحي برئیس البرلمان السابق في ألبانیا ریتا زوسموس .

ويقول الأشخاص الذين تم إنفصالهم عن المنظمة أن كل ثمانية أشخاص یعیشون في نفس الغرفة و يجب أن يستيقظوا حوالي الساعة الرابعة والنصف من صباح کل یوم وإلی جانب التدریب علی الهجوم والقتل یقومون ببناء المخیم ویقول ستیغر وتر خبیر الکمبیوتر ( أن المنظمة مشغولة بفتح الحسابات الزائفة علی تویتر وفیسبوك ویعملون علی نشر الدعایات والإعلانات للمنظمة کما یستفید الأعضاء من رسائل التلغرام من أجل جذب المزید من الإیرانیین وسحبهم إلی ألبانیا )

ولم تجب وزارة الداخلیة الألبانیة علی السؤال الذي یثیر الجدل وهوماسبب قبول الحکومة الألبانیة لهذه المنظمة علی أراضیها ؟

یمکن أن نجد جواب هذا السؤال في وثائق حکومة الولایات المتحدة الأمریکیة فبعد سقوط صدام لم یعد العراق آمناً لهذه المنظمة وحاولت وزیرة الخارجیة الأمریکیة في ذلك الوقت هیلاري کلینتون مع الأمم المتحدة العثور علی مکان یأوي المنظمة وفي النهایة وافقت ألبانیا علی إستقبال مجاهدین خلق ووافقت الولايات المتحدة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على التبرع بمبلغ 20 مليون دولار لألبانيا لمساعدتها في تحسین أوضاعها ومع مرور الوقت اشترت المنظمة أراضي وبنت معسکراً لها .

ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات