وسائل الإعلام الأمريكية تروج لفرقة إرهابیة غریبة
كيلب مابين صحفي ومحلل سياسي یعیش في نيويورك. وهو واحد من الناشطین في مركز العمل الدولي ، IAC ، وهو أحد المراكز المناهضة للحرب في الولايات المتحدة.
يتم ترجمة النص التالي من مقالة مابین التي نُشرت على موقع رشاتودي: بعنوان من هم الخصوم الإيرانيون؟ وسائل الاعلام الامريكية تروج لمجموعة ارهابية غريبة. نشرت وكالة أسوشيتد برس مقالاً في أكتوبر بعنوان "مجموعة المعارضة الإيرانية: تواصل طهران صنع أسلحة نووية". نشر هذا المقال تعليقات أعضاء في منظمة مجاهدي خلق الذین يُصرون على أن إيران تطور سلاحًا نوويًا. ادعاءاتهم واهیة ولیس لها أساس من الصحة لأن قادة الجمهورية الإسلامية أعربوا دائماً عن معارضتهم القوية للأسلحة النووية ، وتؤكد عمليات التفتيش العديدة التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لا تسعى للحصول على أسلحة نووية.
في الإعلام الغربي ، ليس فقط وكالة أسوشيتد برس تتعامل مع جماعة مجاهدي خلق بإحترام. في 17 سبتمبر / أيلول ، عندما برأت الحكومة الفرنسية المنظمة من تهم غسل الأموال ، استمرت عناوين وسائل الإعلام التي ذكرت القضية في ذكر أعضاءها "كمعارضين إيرانيين". لم تتضمن مقالات "بلومبرغ نيوز" و "وول ستريت جورنال" أي تفاصيل حول طبيعة المنظمة ونوع نشاطها. المثال الأبرز على أسلوب النفاق المتبع في التعامل مع هذه المنظمة هو فوكس نيوز ، وهي وكالة أنباء المحافظين الجدد التي يملكها مردوخ. ومن المعروف أن المسؤولين التنفيذيين والمعلقين في شركة فوكس نيوز يشکون بعلاقات الرئيس الأمريكي مع الماركسية والتطرف الإسلامي. أجرى مدير الأخبار موجي كيلي في فوكس نیوزحديثًا مقابلة مع البروفيسور ويليام آيرز وسأله عن سبب عدم قبوله "مسؤولية" العمل في الشركة المتورطة في الأعمال الإرهابية التي نُشرت ، كما تحدث كيلي مؤخرًا مع تشرشل. الأستاذ الهندي في جامعة كولورادو الذي أنب کیلي بسبب مقالته الخاصة في عام 2001 التي استخدم فیها ألفاظا تسئ بمشاعر عائلات ضحايا الحادي عشر من سبتمبر. لكن في 16 حزيران / يونيو ، أعلن المذیع الإخباري الأکثر شهرة في فوکس نيوز، إريك شون ، عن مؤتمر صحفي ضد مريم رجوي ، الذي اعتبرها ماركسسیة إسلامية في الحقیقة . مريم رجوي هي التي سببت موت الآلاف من المدنيين الأبرياء في إيران ، وكذلك العديد من المواطنين الأمريكيين الذين قتلوا علی ید هذه المنظمة في العقود الأخيرة. كان المذیع الإخباري في شبكة فوكس نيوز في هذا اللقاء سئ الطباع في تعامله مع هذا الإرهاب المتطرف. سمح لممثل مجاهدي خلق (منافقین) بالتحدث بدون انقطاع ضد الحكومة الإيرانية.
وفي أسئلته ، شبه شون رجوي بالقوى المعادية للنازية. إذا كان الجمهور ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة يعرفون حقیقة هؤلاء "المعارضين الإيرانيين" المزعومين كانوا سیشککون في السياسة الخارجية الأمريكية . من هي منظمة مجاهدي خلق؟ في الثمانینات كانت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية جماعة طلابية حیث تشكلت لمعارضة الشاه. ونتيجة لذلك ، بدأت المنظمة عملها بأنشطة عنيفة مثل الاغتيالات السياسية والتفجيرات والاختطاف لتحقيق أهدافها. كانت أفكاروعقائد هذه المنظمة مزيجًا غريبًا من الماركسية والإسلام. أحد معتقدات هذه المجموعة هو الاعتقاد بعبقرية المؤسس وزعيمه ، مسعود رجوي ، الذي یتبعه ویقدسه أعضاء هذه المجموعة فعلى سبيل المثال ، حمل أعضاء مجاهدي خلق في اجتماعهم الأخير في فرنسا لوحات تحمل شعار "مسعود رجوي ، قائدنا.
واختفی رجوي عن الأنظار ولم تتم رؤيته علنًا منذ عام 2003. و تعمل زوجته كأول ممثل عام للمنظمة الأن . في سنواتها الأولى ، استهدفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية شعب الولايات المتحدة. حاولت المجموعة خطف السفير الأمريكي في إيران واغتالت جنرالًا في سلاح الجو الأمريكي. في عام 1976 ، هاجمت المنظمة سيارة تقل ثلاثة من موظفي الفنادق الأمريكية وقتلتهم. تم تنفيذ هذه الأنشطة الإرهابية على أمل تدمير النظام الملكي في إیران ، الذي دعمته الولايات المتحدة ، لكن لم يكن نشاط أعضاء المنظمة الأناني والعنیف الذي أطاح بالملك الإيراني بل انفجار المقاومة الشعبية في إيران هو الذي أدى إلى ذلك. بعد الثورة الإسلامية عام 1979 ، عندما أصبح من الواضح أن المنظمة لن تكون الحزب الحاكم في إيران ، قامت المجموعة بتفجيرات خبيثة ضد الحكومة الجديدة. وفي عام 1981 ، قامت المجموعة بتفجير قنبلة في اجتماع لحزب الجمهورية الإسلامية في مجلس الشوری الإسلامي، مما أسفر عن مقتل 72 شخصًا ، بما في ذلك العديد من كبار المسؤولين الحكوميين. خلال الحرب العراقية الإيرانية ، دخلت المنظمة في صداقة مع صدام حسين الذي قدم الدعم المالي الکبیرللمنظمة وبتلك الأموال التي دفعتها الحكومة العراقية ، شكلت المجموعة منظمة مسلحة تدعى جيش التحرير الوطني (NLA) ، والتي ارتکبت جرائم حرب في إيران ، على أمل انتصار الغزاة العراقيين المدعومين من الولايات المتحدة حیث قدمت لهم الدعم العسکري والأسلحة الكيميائية والبيولوجية. لإستخدامها ضد المواطنين الإيرانيين والحکومة الإیرانیة . من المرجح أن یصل عدد المدنيين الأبرياء الذين قُتلوا من قبل المنظمة أو مجموعات أخری ، مثل مجلس المقاومة الوطني الإيراني ، إلی عشرات الآلاف من الأشخاص ، بمن فيهم مواطنون قُتلوا في تفجيرات ، ومواطنون أخرون تورطت جماعاتهم في الحرب الإيرانية العراقية ، وعدد أخر کانوا ضحايا الأنشطة الإرهابية في هذا البلد. التي قامت بها هذه المنظمة الإرهابیة منذ التسعینات و أدانت هيومن رايتس ومنظمة حقوق الإنسان استمرار تعذيب السجناء والأسری علی ید هذه المجموعة الإرهابیة . وتتصف الأنشطة داخل المنظمة بالرعب والقسوة کأنشطتها خارج المنظمة فمنذ عام 2005 ، قامت هيومن رايتس ووتش بالإبلاغ عن كيفية قيام المجموعة بإعدام أعضائها داخل قواعدها ومخيماتها لخرقهم قوانين المنظمة القاسیة بدون أي محاکمة و وفقا لأعضاء سابقين في المنظمة ، تعتبر هذه المجموعة من الفرق المنحرفة الخطيرة للغاية.
حیث ُيطلب من جميع الأعضاء تطليق أزواجهن لأن الحياة الأسرية تتعارض مع تحقيق الهدف الرئيسي للإطاحة بالحكومة الإيرانية. كلام مسعود ومريم رجوي یُعتبر کلاماً مقدساً للأعضاء ويتم تشجيع الأعضاء على طلب الشهادة من أجل تعزيز الأهداف الدينية وإیدیولوجیات المنظمة . دعم المتطرفین الخطیرین غالباً ما ينظر المسؤولون الأمريكيون والإعلام الأمریکي إلى إيران على أنها "دولة مؤيدة للإرهاب". لكن في الحقيقة ، قادة الولايات المتحدة الأن هم الذين یؤیدون منظمة مجاهدین خلق الخطيرة والعنيفة لعبت هيلاري كلينتون دورا هاما في إزالة المجموعة من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" في وزارة الخارجية الأمريكية. كذلك عمدة نيويورك السابق رودي جولياني يشجع هذه المنظمة من خلال لعب دور المتحدث الداعم والمؤید لمجاهدي خلق وقد لعب توم ريدج ، وزير الأمن القومي السابق ، دوراً کبیراً لهذه المجموعة.
لم يبدِ أي من المعلقين الإعلاميين الأمريكيين تقريباً أي تناقض صارخ بين "رئيس بلدية الولايات المتحدة" ودور راعي المليشيات الإسلامية الماركسية ، ولا أحد يعرف حقيقة المنظمة وعلاقاتها مع الشخصيات المهمة في واشنطن. وفي بعض الأحيان ، يحاول المسؤولون الأمريكيون تبرير دعمهم لهذه المجموعة المتطرفة االعنیفة بإدعاءات غامضة مثل أن هذه المنظمة قد تخلت عن العنف. لكن المجموعة تصر على مواصلة أنشطتها السرية في جمهورية إيران الإسلامية. وتشير التقارير إلى قیام أعضاء من منظمة مجاهدين خلق ، بالتعاون مع الموساد باغتيال العلماء العاملين في برنامج الطاقة النووية السلمية الإيراني في عام 2012.
ومن جهة أخری تنكر هذه المجموعة تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية . تتعامل وسائل الإعلام الأمريكية بشكل عام مع هذه المجموعة باعتبارها مجموعة تحررية سلمية ودیمقراطیة. و تتحدث مريم رجوي في مقابلاتها عن نجاحها الهائل وقوة منظمتها وثقتها الکبیرة وأنها يومًا ما ستنجح في السیطرة علی الحکومة الإیرانیة في حديث مع مراسل فوكس، شون، قالت مریم رجوي : "أنا واثقة من أن النظام الدكتاتوري الديني لن یبقی علی قيد الحياة وسیتم الإطاحة به " في المقابلة، هذه المرأة المسؤولة عن قتل الآلاف من الأشخاص شبهت نفسها بجيفرسون ولينكولن، وكذلك شبهت نفسها بقائد حقوق الإنسان الطبيب مارتن لوثر کینغ العظيم. جلس شون أمامها وأيد هذه التصريحات ولم يشكك في كلماتها أو أهدافها ولم یسألها أي سؤال على الإطلاق. إذا نظرنا إلى الوضع في ليبيا بعد "سقوط النظام" علی ید حلف شمال الأطلسي والقوات الأمريكية ، أو الوضع السوري بعد أربع سنوات من الحرب الداخلیة التي دعمتها الولايات المتحدة ضد الحكومة السوریة ، سنری مایعنیه "تغيير النظام" في إيران. إن الدعم الواضح من وسائل الإعلام الأمريكين للمتطرفين مثل منظمة مجاهدي خلق - وإدعاءاتهم الكاذبة حول الأسلحة النووية - بمثابة تحذير لجميع أولئك الذين يقومون بدعم الجهود الأمريكية في المنطقة.
لم تتحقق ادعاءات المسؤولين الأمريكيين قبل غزو العراق وأفغانستان وإطاحة القذافي بإیجاد الإستقرارفي البلاد بدلاً من ذلك ، حمل الحلفاء والمتطرفون الذين وظفتهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي السلاح معاً. ومن خلال خلق الاضطرابات والنزاعات في المنطقة ،استطاعت الولايات المتحدة وإسرائيل السيطرة على أسعار النفط والأسواق العالمية. لن يتمكن مسعود ومريم رجوي ، اللذان یعتبران أنفسهما ممثلي إسرائيل والولايات المتحدة في الصراع ضد جمهورية إيران الإسلامية ، من تحقيق الاستقرار والسلام على الإطلاق. لدى منظمة مجاهدي خلق الكثير من الصفات المشترکة مع داعش في سوريا أو المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في ليبيا. هؤلاء متطرفون متعطشون للدماء ، يهددون الاستقرار والنمو الاقتصادي المستقل لإيران ، ویشیعون بدلاً من ذلك الفوضى ، الخراب - الدمار والموت. إن تشجيع هؤلاء المتطرفين الذين یشیعون الفوضى والعنف يتماشى بالكامل مع الإستراتيجية السياسية التي قدمها مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ، زبيغنيو بريجنسكي إن برنامج الولايات المتحدة وإسرائيل لآسيا الوسطى هو دائما خلق حرب أهلية وموت وفوضى. ولتنفیذ خطتهم المشؤومة یطلقون صرخة (تغيير النظام في إیران ) وتشجيع الإرهابيين العنيفون الذين يعارضون الجمهورية الإسلامية.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر