منافقي خلق ووهم الإطاحة بالحکومة الإسلامیة الإیرانیة

 

 

کانت التظاهرات في إیران في هذا العام احتجاجا على التضخم وتدهور سعر وقيمة العملة الإيرانية والظروف والأوضاع الاقتصادية لكن قادة منافقي خلق الإرهابیة ظنوا أن الإطاحة بالحکومة الإسلامیة بات قریباً . وعلى هذا الصعید، اجتمع قادة منافقي خلق بجمیع الأعضاء وعقدوا اجتماعا عاماً وقرأ أحد القادة رسالة يُزعم أنها نسبت إلى مسعود رجوي ، حيث تم التأكيد فیها على أنه " بشکل قاطع وواضح مع توسع المظاهرات الشعبیة وتشکل مراکز للتمرد بالتزامن مع الغلاء والتضخم الاقتصادي في الجمهوریة الإسلامیة سوف یتم الإطاحة بالجمهوریة الإسلامیة في فبرایر من عام 2019م وسوف تدخل المنظمة أراضي إیران وسط ترحیب واستقبال الناس و سیتم تنصیب مریم رئیسة للجمهوریة .

إن خطاب قادة منافقي خلق الارهابیة هو أمر عار عن الصحة ولیس له أساس ويمكن دراسته وتحليله من عدة جهات : أولاً ، يمكن اعتبار الاحتجاجات الاقتصادية الداخلية والمعيشية حدثًا طبيعيًا في أي بلد. وبسبب التطورات الدولية الحالية ، فإن دولة مثل إيران ، علی تناقض مع قوی معادیة مختلفة، ستكون في وضع صعب ومع تصاعد الضغوط الدولیة علی ایران ، ستواجه مشکلات اقتصادیة مختلفة . إن زيادة أوجه العجزوعدم القدرة علی الإیفاء بالمتطلبات المختلفة للحياة سیؤدي في كل مرة إلى اعتراضات و احتجاجات من قبل الشعب ، ومع إزالة أوجه القصور ، سيعود الوضع إلى طبيعته.

يجب ألا يغيب عن الأذهان أن إيران بلد غني ، بفضل موارده الداخلية الغنية ، ولديه القدرة والقوة على تجاوز المشاكل الاقتصادية و السيطرة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي . ثانياً ، يبدو أن قادة منافقي خلق الإرهابیة ليس لديهم معرفة بالتطورات الدولية وقدرات نظام الدبلوماسية الإيرانية ، وهم غير مدركين لحقيقة أن جمهورية إيران الإسلامية تتمتع بعلاقات سرية وعلنیة في الساحة السياسية والعلاقات الدولية ، ووفق المنطق والعقل في ظل هذه الظروف الصعبة والقاسیة ستستخدم إیران كل قدراتها لحمایة المصالح الوطنية والمحافظة علی الأمن في البلاد ثالثا : لقد استطاع قادة التنظيم الإرهابي لمنافقي خلق، من خلال إطلاق الوعود بالإطاحة بالجمهوریة الإسلامية الإيرانية لسنوات عدیدة ، أن يحافظوا على حياتهم السياسية وطبیعة المنظمة لكن الآن ، بعد مرورأربعين عاما ، لم تتحقق أي من أهدافهم. و مازال قادة هذه المنظمة الإرهابية یقنعون أعضائهم بأن الاحتجاجات الأخيرة في إيران كانت علامات على الإطاحة بالحكومة ؛ وبالطبع هذا التخیل الواهي کان عديم الجدوى . لهذا السبب واجهت المنظمة أزمة داخلية في الأشهر الأخيرة ، وشعرالعديد من الأعضاء بالإحباط والیأس من الوعود والأمال الکاذبة فبدأوا بالإحتجاج علی ذلك ثم تفاقم الوضع إلی درجة کبیرة ففر عدد من الأعضاء من المعسكر في ألبانیا .

وعلى ما يبدو بسبب تدهور الأوضاع اضطرت مریم رجوي إلی الحضور إلی المعسكر الأسبوع الماضي وحاولت الحفاظ على التكاتف والتلاحم داخل المنظمة و منع الانهيار الداخلي من خلال تنظيم سلسلة من الاجتماعات الأيديولوجية مع مختلف الأعضاء . حاول رجوي إبقاء الأمل داخل المنظمة من خلال إطلاق شعار (الإطاحة قریباً ) ومنع أي تمرد محتمل. وأعلن شهر فبرایر موعداً لانهيار النظام الإيراني. يبدو أن شهر فبرایر سيكون اختبارا حاسماَ لقادة منافقي خلق المرتزقة . بالتأكيد ، بعد فشل الاختبار النهائي ، يجب على قادة المنافقين انتظار ظهور أزمة داخلیة جدیدة . إن أعضاء المنظمة المخدوعين والمضللين ليس لديهم حافز للبقاء في المنظمة ، وإذا لم يف القادة بوعدهم النهائي ، فلن يروا اسوی الانشقاق بدیلا لهم.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات

أکثر زيارة

Error: No articles to display

اكثر المقالات قراءة

Error: No articles to display