بعد أن تم طرد آخر بقايا منظمة مجاهدي خلق الإرهابية من الأراضي العراقية وتم نقلهم إلى ألبانيا في صيف عام 2016 ، من المحتمل أنهم لم يعتقدوا أن الإستقرار في هذا البلد سیسبب مشکلات بالنسبة لهم. واجهت منظمة منافقي خلق استياءً كبيراً من عدم رضی أعضائها في البداية عن وجودهم في ألبانيا. الأعضاء الذين وجدوا أنهم مجرد أداة ترويجية في ید عائلة رجوي ، ففي الوقت الذي یتمتع فیه قادة المجموعة بأسلوب بالحياة الفاخرة في فرنسا ، ليس لآعضائهم الحق في التحدث والالتقاء بعائلاتهم التي لم يروها لسنوات عديدة .
إن انسحاب 240 من أعضاء الجماعة في ألبانيا بعد عام واحد من طرد آخر مجموعة متبقية في العراق عام 2016 هو سابقة لامثیل لها تحمل بین طیاتها معنی کبیراً في هذه الفترة القصيرة جداً ، ورسالة تدعو إلی التأمل. ويمكن اعتبار نشر التقرير السنوي للمركز الألباني لمكافحة الإرهاب وإدراج أسماء المنافقين في قائمة الجماعات الإرهابية والعنيفة بمثابة الضربة القاتلة الثانية التي یوجهها البلد المضيف لأسرة رجوي ويُضاف إلى حجم مشاكل المجموعة في ألبانيا. تقرير فتح فيما بعد عیون المؤسسات والاستخبارات الألبانية علی ملف مجاهدي خلق. لم تنته سلسلة الضربات المؤلمة على وجوه المنافقين هنا.
فربما كان من غير المتوقع لهذه المجموعة أن تقوم المخابرات والشرطة الألبانية بالإبلاغ عن جماعة إرهابية موجودة الآن في بلدهم. وقد لقی هذا التقرير استقبالا في وسائل الإعلام الألبانية وأظهر أن عيون النظام الأمني في هذا البلد ركزت على جماعة رجوي ونشاطها المشبوه. إن المنافقين الموجودين في آلبانیا تلقوا ضربات متتالية حتى يومنا هذا واندهشوا للغاية عند سماع أنباء اجتماع حولهم في البرلمان الأوروبي.
فمن المقرر أن يستضيف عدد من البرلمانيين الأوروبيين اجتماعا كان من المقرر عقده في 21 أبريل في مقر هذا البرلمان حول "منظمة مجاهدي خلق في ألبانيا" ومناقشة تهديدات الجماعة الإرهابية ضد ألبانيا كدولة أوروبية. إن منصات الدعاية للمنافقین ، بما في ذلك بعض الشركات التابعة لها في بعض الدول ، قد اتهمت منظمي الاجتماع بالمرتزقة لطهران ، خوفا من عقد هذا الاجتماع وعواقبه ، وقاموا بنفس الخدعة مثل المنافقين الدائمين والفريدين ، بإتهام إیران وتوجیه الأنظار إلیها .
وادعاءاتهم حول أعمال طهران في ألبانيا أو أنشطة هذه الوفود الأوروبية جوابه أن الحكومة الألبانية واحدة من الحلفاء وقريبة من الولايات المتحدة وأنه لا يمكن قبول أن تقارير المؤسسات الأمنية والقانونية الألبانية ترجع إلى أعمال قامت بها ايران. إن قبول مثل هذا الادعاء بالعراق كبلد لديه علاقات وثيقة مع طهران أسهل من قبوله لدولة ليس لديها سفارة في إيران ولیس لها علاقات وثيقة مع واشنطن. من الصعب أن نقبل لماذا واجه المنافقون عددا من هذه المشاكل في ألبانيا. المنافقون هم جماعة إرهابية لا تخفی أعمالهم الإرهابیة علی أي شخص ووجودهم في أي نقطة ، بسبب طبيعته ، يسبب مشاكل وتوترات. إن وجود العشرات من تقارير وكالات الاستخبارات الغربية والإقليمية ضد المنافقين قد تم رصدها بلا شك من قبل الأجهزة الأمنية الألبانية في السنوات الأخيرة. ألبانيا هي أيضا بلد أوروبي ، ومئات من أعضاء جماعة إرهابية على الأرض الأوروبية سيسبب بطبيعة الحال الكثير من القلق في المنطقة. خاصة إذا كنا نعرف أن المنافقين هم المجموعة الإرهابية الوحيدة التي تمتلك حالياً معسكرات مستقلة في أوروبا.و يجب ألا تكون ألبانيا فحسب على علم بخطر هؤلاء الناس على أراضيهم، بل علی أوروبا أيضاً .
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر