حكم رئیس محکمة الکوملة علي بالإعدام التدریجي

 

مقابلة مع السید رمضاني أحد أسری جماعة الکوملة الإرهابیة

كنا عدة جنود في الجيش وكان لدینا مهمة لاستعادة جثث اربعین شهیدا قضوا حتفهم في عملیات سابقة . کنا في محور بيرانشهر في منطقة الواتان عندما أصاب أعضاء الکوملة إحدی دباباتنا بالنیران وفي الوقت نفسه ، عندما كنت أرغب في سحب نفسي من الدبابة، أصیب کتفي الأیمن برصاصة أطلقها أحد أعضاء الکوملة الإرهابیین وبذلک تم أسري من قبل أشخاص متوحشین ومتعطشین للدماء والقتل والتعذیب وأقصد الکوملة . أقول متوحشین ومتعطشین للدماء هذا الکلام لیس مبالغا فیه .

وسأشرح لکم الأعمال التي قاموا بها مع الأسری لیتوضح لکم قصدي تماما. لمدة عام تقريبا أو نحو ذلك کنت أسیرا لدیهم، وتعرضت للتعذيب بجميع أنواعه وبكل الطرق وفي کل مناسبة کانوا یقومون بتعذیبي. لقد سمعت بالتعذيب الذي قام به السافاك في زمن الشاه الملعون، ولكن کأنه كلما تتطور الحضارات وترتفع الأصوات المطالبة بالحرية، تتقدم وتتطور أنواع التعذيب والعنف والوحشية أيضا. منذ الیوم الأول الذي نقلت فیه إلی الأسر قالوا(لیس من الآمن بقائهم بدون قیود) لذلک قاموا بثقب في أعقاب کلا قدمي من جهة الکعب بمثقاب وربطهما معا أما الرفاق الأخرون فقاموا بثقب أقدامهم ووضع حدوة حصان لهم وکان الأسری یطلقون الشتائم علیهم وهم کانوا سعداء یضحکون علی ذلک وبعد 18 یوما قرروا أنه یجب محاکمتنا بطریقة دیمقراطیة وحرة وجاء يوم المحاكمة.

کان رئيس المحكمة عقيدا حقیقیا کان قد هرب في بدایة الثورة عرفته عندما رأیته ، وأجريت المحاكمة بسرعة كبيرة. لأن جرائم المدانين كانت واضحة،وهي الدفاع عن شرعية الإسلام والجمهوریة الإسلامیة، وعدم إعطاء معلومات عن الجیش وكان الحكم واضحا أيضا. فحکم على بعض الأشخاص بالإعدام الفوري، وحكم على الباقين بالإعدام تدريجيا. . وكان حكمنا، الموت تدریجیا و كان یتم تنفيذه وفق المراحل الآتیة، قلع الأظافر، وقطع لحم الکوعین والساقين، والضرب بالسلک الکهربائي وكتابة أرقام ثورية على أجسادنا بواسطة أداة كهربائية وسجائر التدخين. وقد حصل كل هذا دون أدنى شك. ومازالت آثاره واضحة على جسدي. وفي إحدی المرات التي قاموا بقلع أظافري استسلمت ولم أعد أقوی علی التحمل وأردت الإعتراف لهم بکل ماأعرفه ولکن أحد الأشخاص الذي کان معي في الحرس الثوري وإسمه سعید وکیلي قال(نحن أتینا فقط من أجل الله ودعونا الله لکي نأتي للقیام بهذه المهمة لذلک دعنا لانخجل أمام الله تعالی وأمام خلقه ولنصبر ولانعترف بأي شئ) وقرأ سورة العصر لي وترجمها کان کلامه لي کالماء البارد الذي سکب علی ناري المشتعلة بعد ذلک قاموا بقلع 3أصابع أخری ثم غسلوها بالملح ووضعوا مرهما طبیا وأخذوا بضربي بالسلک الکهربائي کثیرا ثم قاموا بتعریتي ووضعوني في برمیل فیه ماء وملح وأجبروني علی یالبقاء فیه نصف ساعة لکي أتألم أکثر وبعدها رموني في السجن العام حتی یری السجناء حالي ویأخذوا العبرة مني . كانوا يعتقدون أنني كنت عامل في منجم وأعرف جمیع أسرار معادن إيران، لذلك عذبوني کثیرا. بالطبع، بعد كل تعذيب،

كانوا یقومون بمداواتي لبعض الوقت، ليس من أجلي أو من أجل الأخرین ولكن حتی یترمم جزء من بشرتي لیقوموا بالتعذیب بطرق وأسالیب جدیدة ربما تظنون أنني أقول هذا لإثارة أحاسیسکم وعواطفکم ولکن هذا کله حقیقةو واقعي ويجب أن يخجل العالم من كل المصائب والأذى الذي یحتویه ومدی تحجر القلوب وقسوتها وأن یفهم منادوا حقوق الإنسان الزائفة أنهم قبل أي شخص یغوصون بالکذب والخداع الأمر الذي یؤدي إلی سخریة البشریة منهم. وأذکر هذه التفاصیل فقط من أجل تسجیلها في التاریخ ولیعرف العالم أنه من أجل أخذ إعتراف أسیر کانوا یقومون بشق بطنه وإخراج کلیته أمامه . ولم أکن أنا الوحید الذي یتعرض لهکذا تعذیب . فکلما قاوم شخص أکثر کان یعذب أکثر وهذا کان من قوانینهم ومبادئهم وقانون أخر أن الرجال یجب أن یقاتلوا والنساء یجب أن یأخذن بالإعتر اف وکلما تفکر أن إعتقاداتهم علی أي أساس تم بنائها لاتصل إلی أي نتیجة هل هم مارکسیسیون ؟ هل هم نازیون ام فاشیون ؟ أم مغولیون ؟ وغیرهم من أسلافه ممن کانوا متعطشین للدماء .کنت شاهدا علی جرائم والتحدث عنها یثیر اشمئزازي وإستیائي .

من المعتاد أن یتم ذبح خروف في لیلة العرس بقصد البرکة والخیر للعروسین وتقوم مجموعة الکوملة بإجراء هذه المراسم أیضا ولکن یوجد إختلاف فهنا یقومون بذبح الأسری الإیرانیین وتقدیمهم للعروس .أخذوني مع عدة أشخاص لعرس بنت أحد قادة الکوملة وبعد مراسم الزفاف قالت : یجب أن تقوم بتقدیم الذبائح حتی أزف إلی بیت زوجي . فأصدرت الأوامر بإحضار الذبائح .فأحضروا ستة شباب من المناضلین من قوات التعبئة في أصفهان وواحدا تلو الأخر قاموا بقطع رأسه بدون رحمة کأنهم دجاج وهم یهللون ویصیحون من الفرح ثم عادت مرة أخری وطلبت ذبائح جدیدة فأحضروا ستة أخرین أربعة جنود ورجلین من رجال الدین تم ذبحهم وقطع رؤوسهم وتقدیمهم هدیة من طرف الأصدقاء والأقارب وإستشهد هؤلاء مع أشخاص أخرین. أنا وأشخاص أخرین تم إحضارنا للمشاهدة أعادونا إلی الزنزانة مغمی علینا ولکننا سمعنا بعد ذلک حتی نهایة العرس قاموا بذبح 16 شخصا اخرین علی مراحل مختلفة من هوسهم للدماء والقتل . ذکرت قبلا شخصا إسمه سعید وکیلي وأنقل لکم قصة هذا الشخص وماحصل معه وکان من الأشخاص المناضلین . سعید وکیلي – الرائد محمد علي قرباني (رئیس رقباء ) کانا طیارین وفي أغلب الأوقات کانوا تحت التعذیب .

بقي سعید 75 یوما تحت التعذیب وفي البدایة قاموا بثقب أقدامه ووضع حدوة حصان له ثم إجباره علی جلب حجارة وأخشاب وبعد محاكمته، وإصدارحكم الإعدام، أحضروه للإستجواب. أول شيء فعلوه هو قطع یدیه من الکوعین ولأنه لم يكن في حالة بدنية جيدة، قاموا بعلاجه طبیا بعد بضعة أیام علی تعافیه أحضروه مرة أخری للإستجواب. وكما قلت سابقا، كان العلاج والعنایة الطبیة من أجل تعذیبهم فتر ةأطول. في وقت لاحق، بعد المعالجة البسیطة قاموا بحرق كل وجهه بالأجهزة الكهربائية. وكان حرق الجلد هو مقدمة فقط للتعذيب، مما يعني أنه سیستغرق بعض الوقت قبل أن یظهرجلدجدید محل الجلد القدیم المحروق، ومن ثم یقومون بنزع الجلد الجدید مما یسبب الكثير من الألم اکثر من ذي قبل. عندما یبدأ النزيف، یأتي دور الماء المالح الذي یضعونه علی الحروق کل مراحل التعذیب تحملها سعید وکیلي بکل ثیات وصبر بدون أن ینبس بحرف. وتم نقل سعيد إلى محكمة أخرى وحكم عليه بالإعدام. ففتحوا جروحه، وبعد أن وضعواعلیها الملح ، ألقوه في الماء المغلي وحینها استشهد. لم یکتفوا بذلک فقاموا بتشويه أعضائه والتمثیل بها وأخرجوا کبده وأكلوه. قبل إطلاق سراحنا، کان اثنان من الطيارين یقومون جوا بدوريات حولنا. فقام أشخاص من الکوملة بخداع الطیارین بإرسال إشارات لهما حتی یهبطا علی الأرض وبعدما هبطت الطائرة اعتقلوا أحد الطیارین واستطاع الطیار الأخر بالهرب بعد إصابته الآخر خلال الاشتباك مع الکوملة وعاد إلى القاعدة وأفاد عن موقعنا. وبعد بضعة أيام، قام جيش الدفاع الجوي بعملیات استطلاعیة في المنطقة ثم قاموا بعملیة عسکریة واستطاعوا فیها تحریر المنطقة وتحریر الأسری.

في ذلک الوقت الذي بدأت فیه العملیة کان مغمی علي و بدأ أعضاء الکوملة بالفرار ، ونتيجة لذلك، أطلق سراحنا. کنت على متن الطائرة حینما عدت لوعي وعرفت حینها أنه تم تحریري. وبسبب العديد من الإصابات التي تعرضت لها، لم يكن هناك أي إمكانية للعلاج في طهران بعد 24 ساعة، أرسلت إلى ألمانيا من قبل مؤسسة الشهيد. بصحبة عدد من رفاقي الذین أطلق سراحهم في العملية، وتم إرسالنا إلى ألمانيا للعلاج. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن أتعافی و الحمد الله عدت، ولكن الإخوة الذين فقدوا أيديهم أو قدمیهم أو أخرجوا أعینهم ، بقوا حتى یتم علاجهم. عندما عدت إلی البیت لم أملک أحدا حولي فأبي کان قد إستشهد في زمان الشهید صفوي علی ید الإستعماریین وعندما سمعت أمي أنني وقعت أسیرا بیدي الکوملة اصیبت بسکتة دماغیة وقبل وصولها إلی المشفی ماتت في الطریق وخلال الوقت الذي کنت فیه أسیرا أخي الذي کان طیارا استشهد ولم یجدوا جثته وزوج أختي استشهد مع اثنین من أولاده وتم أسر إبنهم الثالث علی ید الجیش البعثي وبقي القلیل من أفراد أسرتي علی قید الحیاة.


ترك تعليقاتك

إدراج تعليق كزائر

0
سيصل رأيک إلی مدير الموقع
  • لا توجد تعليقات