في مرداد من عام 1988م بدأ هجوم جیش التحریر التابع لمنافقي خلق الارهابیة علی ایران هذه العملیات التي سماها منافقي خلق بالبزوغ الخالد حیث شن عدد کبیر من الدبابات والسیارات العسکریة وناقلات الجند هجوما واسعا علی حدود البلاد و تقدموا بإتجاه العاصمة طهران من خلال عبور کرمانشاه وهمدان . تزامن الهجوم العسکري للمنافقین مع الحرب الاعلامیة لشبکة المنافقین في کافة سجون ایران حیث عملوا علی تحریض وتضلیل السجناء الذین اصبحوا مستعدین للانضمام لجیش التحریر. کانت الخطة تقتضي أنه کلما وصلت وحدة عسکریة للمنافقین الی مدینة ما یقومون بالسیطرة علی سجن هذه المدینة فیشکلون من سجناء المنافقین الذین کانوا علی متأهبین للقتال في جیش التحریر وحدة عسکریة جدیدة تساعدهم علی التقدم للامام وعلی هذه الوتیرة کلما تقدم جیش التحریر یصبح اقوی واقسی مثل کرة الثلج التي کلما تدحرجت اصبحت اکبر واقوی.
وکان قد تم التخطیط لهذه العملیة( البزوغ الخالد) علی خمس مراحل ففي المرحلة الاولی : یتم البدء بالهجوم وفي المرحلة الثانیة الاستیلاء علی کرمانشاه والسیطرة علی سجن دیزل اباد وفي المرحلة الثالثة : فتح همدان یعني وضع ایدیهم علیها واطلاق سراح الاسری في سجن همدان واسری وزارة المخابرات امافي المرحلة الرابعة : فاحکام قبضتهم علی قزوین والسیطرة علی سجن تشوبین در(چوبین در) وفي المرحلة الخامسة الاخیرة : احتلال طهران والاستیلاء علی سجن ایفین وافسدت قوات الحرس الثوري الایراني ووحدات الجیش الخاصة هذه الخطة. ولم یستطع جیش التحریر اطلاق سراح اول سجین (سجن ذیزل اباد )في کرمانشاه وبالتزامن مع فشل الجناح العسکري لجیش التحریر قام المنافقون في السجون بعملیات شغب وفوضی وهذا یبین مدی تنسیق و نشاط سجناء المنافقین في السجون مع اطراف خارج السجون کانت تقوم بإیصال الاخبار والمعلومات الیهم. تبدلت عملیة البزوغ الخالد لمنافقي خلق الی عملیة مرصاد التابعة للحرس الثوري الایراني والمنافقین الذین دخلوا الی ایران فدحروا جمیعا اما شبکة سجناء المنافقین التي کان من المقرر ان تکون قوة داعمة لعملیة البزوغ الخالد فقد ظلت مستمرة بنشاطاتها .
وعلی اثر هذه الحوادث اصدر الامام الخمیني (قدس سره) بیانا رسمیا اعلن فیه محاربة منظمة منافقي خلق الارهابیة وقانون اعدام المنافقین والاشخاص الداعمین لهذه المنظمة المعادیة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة . وجاء في قسم من هذا البیان ( مع الاخذ بالاعتبار محاربتهم لایران وقیامهم بالحرب الکلاسیکیة في شمال وغرب وجنوب البلاد وکذلک التعاون مع حزب البعث العراقي والتجسس علی الامة الاسلامیة لصالح صدام وعلاقاتهم مع الاستکبار العالمي وقیامهم بهجمات وضربات عسکریة منذ بدایة الثورة الاسلامیة حتی الان فالسجناء في کافة سجون البلاد المصرین علی نفاقهم وموقفهم یعتبرون معادین لایران ویحکموا بالإعدام ) وبناء علی ذلک تم تشکیل هیئة تتکون من قاضي وممثل عن النیابة العامة وممثل عن وزارة المخابرات التي بدأت عملها بإستجواب المنافقین في داخل السجون بسبب جرائمهم الجدیدة والتعرف علی الاشخاص المعارضین المتشبثین بمنافقي خلق الارهابیة واقتلاع جذور المنافقین والتخلص من خطرقوتهم العسکریة التي تعتبر مرکز قوتهم في عملیة البزوغ الخالد وإبعاد شرهم عن الناس. بالرغم من هذه الاحداث منتظري الذي کان یشعر لسنوات بتعاطف مع منافقي خلق وبعد تسعة اشهر من تصاعد الخلافات مع الامام الخمیني ومع الحکومة الایرانیة بسبب قضیة السید مهدي هاشمي المعدوم .
وکماجرت العادة بعد وصول عدد من التقاریر التي لم یعرف بصحتها وبدون التأکد منها ومدی الوثوق بها بدأ منتظري مجددا اعتراضه . عندما وصل تقریرمربک وبدون اي وثائق من طرف محمد حسین احمدي احد قضاة الاهواز الی منتظري اعطی هذا التقریر لمنتظري ذریعة وحجة بإرسال رسائل الی الامام وتحذیرا مثلما فعل في السنوات الماضیة .عندما لم یتلقی جوابا عن رسالتیه اللتین بعثهما للامام في9تموز و13 تموز وکانتا قد تضمنتا نبرة حادة ولهجة عدیمة الاحترام الی الامام بدأ مرحلة جدیدة للتعبیر عن رأیه. فقام بإستدعاء الهیئة التي تشکلت بناء علی امر من القائد والتي تضمنت (حسین علي نیري – مصطفی بور محمدي – سید ابراهیم رئیسي – مرتضی اشراقي ) لتحذیرهم ومحاولة منع تنفیذ مرسوم الامام لمحاکمة المجرمین اللذین ارتکبوا جرائم بشعة وصورهم واعمالهم الوحشیة التي ماتزال موجودة حتی الآن.
لماذا لم یصدر الامام الخمیني (قدس سره)هذا القرار عندما بدأت الحرب المسلحة في عام 1982م.?
في هذا الصدد نشیر الی نقطتین هامتیین : النقطة الاولی : ان المجتمع الایراني في عام 1981م لم یکن مستعدا لهذا التصرف الحاسم والحازم مثلما کان في 1988م لآن الناس لم یکونوا قد ادرکوا الوجه الحقیقي لمنافقي خلق ولم یلاحظوا مدی الجرائم الوحشیة التي ارتکبوها ولم یتفطنوا لها لا في 7حزیران ولافي 8اب ولافي اغتیال شهداء المحراب ولا في عملیات مهندسي وحتی الاغتیالات السریة في الشوارع والجنح والجرائم الاخری التي قامو بها لم تکشف حقیقة منافقي خلق بشکل کامل. الشئ الذي فتح اعین الناس علی حقیقتهم بشکل واضح ودقیق کان تعاون منافقي خلق العلني مع نظام صدام حسین واستقرارهم بشکل رسمي في العراق في منتصف الحرب الذي کان له تأثیرا کبیرا في فضح منافقي خلق .واظهارحقیقتهم وخیانتهم لایران وشعبها ومدی عداهم للناس والحکومة . وکذلک في تلک الایام في حزیران واب کان مایزال قسم من المجتمع الایراني یعتبرون ان صراع منافقي خلق مع الحکومة هوصراع سیاسي ولکن في حزیران من عام 1988م لم یعد احد یستطیع تبریر اعمال منافقي خلق الارهابیة وصفحتهم السوداء واستطاع المجتمع فهم التطور السریع لاعمال منافقي خلق ضد الشعب والحکومة . وکان هذا بفضل صبروآناة الامام الخمیني حتی یتعرف الناس علی حقیقة منافقي خلق الارهابیة .
النقطة الثانیة : أنه في الأیام الأولی من الحرب المسلحة کان عدد کبیرمن المنتمین لمنافقي خلق ضمن الموالین والمتعاطفین مع هذه المنظمة وکان سبب انتمائهم الی منافقي خلق في اوئل ایام الثورة هو جذبهم واستغلال عواطفهم ولم یکونوا بمعنی الکلمة مرتبطین بالمنظمة عملیا وعاطفیا وایدیولجیا . کان هؤلاء الاشخاص یشکلون نسبة عالیة من اعضاء منافقي خلق في عام 1981م ولم یکونوا یریدون القیام بحرب مسلحة مع الحکومة بشکل جدي ولذلک کان عدد المنشقین عن هذه المنظمة وعدد التوابین وعدد الاشخاص الذین سلموا انفسهم للشرطة والقضاء ملفت للنظر ومثیر للاهتمام. کان الامام الخمیني قد اخذ بعین الاعتبار هذه المسألة فوجه للشباب المنغرین والمخدوعین رسالة اللانشقاق عن منظمة منافقي خلق کما اشار الامام مرارا الی هذه المسألة في خطاباته بعد شروع الحرب االمسلحة وادی تصرف الامام وسلوک الشهید العظیم لاجوردي في سجن ایفین بتقلیص عدد الضحایا من کلا الطرفین والحد من سفک الدماء حیث قام الشهید لاجوردي من خلال افکاره الاصلاحیة بتوضیح مباني الثورة الاسلامیة وسعی لانقاذ الشباب المخدوعین فکریا .. وکلما دعت الجمهوریة الاسلامیة الشباب للانشقاق عن الناشطین العسکریین الارهابیین في داخل ایران ازدادت شدة العنف من قبل منافقي خلق الارهابیة وهکذا کان یتناقص الهیکل التنظیمي للمنظمة . ولکن قضیة عام 1988م تختلف عن قضیة عام 1981م بنقطة هامة اساسیة ان الاشخاص اللذین تمادوا الی هذه المرحلة کانوا منافقین بکل معنی الکلمة بحیث اذا تم توجیه الامر الیهم بالقتل حتی لو في السجن فلن یتوانوا عن فعل ذلک وکانوا مخلصین للمنظمة حتی لو تم اعدامهم . دور لجنة منتظري في العفو عن المنافقین في السجون کان هناک عدة اسباب في خلاص اعضاء منافقي مجاهدي خلق من السجون من عام 1981م الی عام 1988م واحد تلک العوامل لجنة العفو التي اسسها منتظري عام 1986م. واجه منتظري ضغوطا کثیرة من قبل اعضاء مجاهدي خلق من خلال ترددهم علی مکتبه وکذلک واجه ضغوطا من قبل اسرته التي کانت تلح بالطلب منه بالسعي لتحریر سجناء منافقي خلق .
فاختلق منتظري ذریعة زیارة السجناء والاطلاع علی اوضاعهم الخاصة لمتابعة اخبار منافقي خلق في السجون. اشار في مذکراته الی هذا الموضوع قائلا (ان شعوري بالواجب وتفکیري بعقلانیة والاعمال التي قمت بها بمافي ذلک ایفاد مبعوثین خاصیین الی السجون للحصول علی معلومات دقیقة والتعامل مع المخالفین للقوانین وایضا انشاء المحکمة العلیا للثورة ولجنة العفو عن السجناء .وکذلک المحکمة العلیا التي شکلتها بالتنسیق مع الامام الخمیني سببت نجاة وخلاص الالاف من ارواح الناس اللذین ادینوا ظلما وجورا وحکم علیهم بالاعدام قسرا وتم نقض الحکم علی ید هذه المحکمة.)
اشار منتظري في قسم اخر من مذکراته حول لجنة العفو في اقتباس قصیر الحوار قائلا : قلت للامام انا اتحمل هذه المسؤولیة بشرط واحد وهواذا قیل لک ان فلان یقوم بإخراج السجناء واحدا تلو الاخر بسرعة کبیرة لایجب علیک ان توجه کلاما لي بالعلن بین الناس اوان تکتب شیئا واذا کان لدیک اي اعتراض اخبرني به شخصیا .
وتحول مجری الاحداث في هذه القضیة بسرعة کما قال منتظري للامام الذي سبب فک اسر السجناء بسرعة وخرج اعضاء مجاهدي خلق من السجن الواحد تلو الاخر مما اثار غضب وسخط کل المؤسسات القانونیة والشخصیات القضائیة وکان هذا الامر مفرحا ومبهجا لمنظمة منافقي خلق التي قامت بتوجیه اعضاءها فتظاهروا بالندم وتراجعوا عما ارتکبوه الامر الذي ادی الی اطلاق سراح العدید منهم من السجن.
ومن المثیر للانتباه بعد احتساب عدد القتلی في عملیات مرصاد والاشخاص اللذین تم اطلاق سراحهم من اعضاء المنظمة من السجن في عامي 1985 و1986م علی ید لجنة عفو منتظري ولجان العفو الاخری التي تشکلت والقرار الذي اصدرته منظمة منافقي خلق لاعضاءها بالتظاهر بالندم والتوبة الذي ادی الی خلاص العدید من السجن لم یبقی سوی القلیل من عناصر منظمة خلق في السجن اللذین فضلوا السجن علی الکذب والتظاهر لیخرجوا من السجن وهذا یبین مدی ولائهم واخلاصهم للمنظمة بعبارة اخری قام منتظري بإخراج العدد الاکبر من اعضاء المنظمة من السجن اللذین یمکن التغاضي عن جرائمهم اما الاشخاص الباقین في السجون هم الاعضاء الاساسیین في الهیکل التنظیمي المخلصین حقا للمنظمة وبکل معنی الکلمة کانوا ارهابیین حقا لذلک لم یبقی في السجن من اعضاء المنظمة سوی الاشخاص اللذین ارتکبوا جرائم لم یمکن السماح عنها وعلی الرغم من سیاسة منتظري (الباب المفتوح)التي ادت الی اطلاق سراح الالاف من اعضاء المنظمة الا انه لم یمکن التغاضي عن هؤلاء الاشخاص وعن جرائمهم ومن جهة اخری تعتبر احصائیة قتلی منافقي خلق في عملیة البزوغ الخالد دلیلا حیا ووثیقة علی صحة قرار القائد بإعدام منافقي خلق ومدی خطأ منتظري في قراره ذکرت منظمة مجاهدي خلق في کتاب (مذکرات شهداء عملیة البزوغ الخالد)ان عدد القتلی قد بلغ 1304 شخصا وادعوا في مکان اخر ان 270 شخصا من القتلی في هذه العملیة کانوا (سجناء نظام اخوندي) یعني کانوا في السجن وکان قد حکم علیهم بالاعدام او السجن لکن بسبب لجان العفو التي اسسها منتظري او بسبب اخر اطلق سراحهم فانضموا الی مجاهدي خلق مرة اخری وتشیر احصائیة منافقي خلق الی ان الخمس من الاعضاء المشارکین في عملیة البزوغ الخالد کانوا من الاعضاء اللذین تم العفو عنهم في السنوات الماضیة علی ید منتظري واللذین التحقوا بالمنظمة من جدید.
اشار هاشمي رفسنجاني في مذکراته حول هذا الموضوع قائلا(بعد کل مافعلناه معهم (المنافقین )في السجون حضناهم وقبلنا بتوبتهم وسامحناهم علی افعالهم وخرجوا من السجون تحت عنوان اشخاص تائبین ذهبوا الی هناک مرة اخری وعادوا لیحاربوا شعبهم ووطنهم وتجسسوا لصالح العراق هذه الفتنة في یوم ما یجب ان تقتلع جذورهم وتقطع شجرتهم )
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر