ولد الشهيد حسين آستانه برست عام 1924م في مدينة مشهد المقدسة في إحدى العوائل المتدينة وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي السيء لدى العائلة استطاع حسين بسعيه واجتهاده اكمال المراحل الدراسية ولأنه كان من محبي العلوم الدينية كثيراً تابع دراسته الجامعية في مشهد في جامعة الفردوسي في فرع الإلهيات.
كان شخصاً بسيطاً جداً فقد بدأ حياته الزوجية في بيت بالأجرة. وكان ثمرة هذا الزواج سبعة أولاد بذل كل سعيه في تربيتهم. أشغاله الكثيرة لم تمنعه لحظة من السعي. عمل في التربية والتعليم بعد حصوله على شهادة الماجستر.
كانت أخلاقه حسنة ونبيلة لدرجة أن طلابه فتنوا به وصاروا يشاورنه في شؤونهم ومسائلهم الشخصية. ولأنه كان شخصاً محارباً للظلم ومدافعاً عن الحق كان يسعى لإحياء هذه الروحية في طلابه. كان يشارك في العديد من المجالس الدينية لتبيين الأحكام والمسائل الإسلامية مضافاً للتدريس في المدارس.
مع بدأ نهضة الثورة الإسلامية الإيرانية انضم حسين إلى الثوار وبدأ عمله التوعوي في المناطق المختلفة. ولأنه كان مدرساً لسنوات وقام بتربية الكثير من الطلاب الشباب الملتزمين كان يستعين بهم لدعم الثورة وتوزيع بيانات الإمام الخميني (ره) ومواجهة النظام البهلوي.
شرع مجدداً بأنشطته الدينية بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية ولكن هذه المرة بجدية أكبر في تبليغ الدين الإسلامي. ومضافاً إلى ذلك سعى لتبيين أهداف الثورة الإسلامية بوضوح ضمن خطاباته ومحاضراته وكان ذلك في الوقت الذي كانت تسعى فيه فرق المنافقين لتضعيف النظام الجمهوري الإسلامي حديث العهد. فكان نتيجة أعماله التنويرية والتوعوية أن غضب و حقد عليه عناصر مجاهدي خلق المنافقين.
بعد انتصار الثورة بدؤوا بأعمال إجرامية مسلحة وهددوه عدة مرات بالقتل ولكن حسين كان يحاول إيقاظهم من غفلتهم لأنه من الأشخاص الهادئين المصلحين في المجتمع. ولكن للأسف باءت محاولاته بالفشل وأقدم مجاهدي خلق في 16 أيلول عام 1981 على اغتياله.
في ذلك اليوم كان حسين يسترح في منزله. جاء أحد المنافقين إلى منزله وطلب ملاقاته وعندما جاء حسين لمقابلته أطلق عليه رصاصة في حلقه وفرّ هاربا من المنزل. حاوت عائلة حسين التي شاهدت ما حصل نقله بسرعة إلى المستشفى إلا أن مساعي الأطباء كانت بلا جدوى واستشهد بعد ثلاثة أيام في 19 من أيلول عام 1981م .
قالت ابنته في لقاء أجري معها مخاطبة رؤساء الأمم المتحدة : " إن أمنية كل عوائل شهداء الاغتيال محاكمة قادة منظمة مجاهدي خلق الإرهابية."
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر