ولد قدرة الله جيغيني عام 1947م في إحدى المناطق الواقعة جنوب مدينة قزوين. أبوه كان محاسب مالي في إحدى الشركات الخاصة وأمه ربة منزل. كان ملتزماً بالقيام بواجباته الدينية لأنه نشأ في عائلة متدينة وكان يقوم في السابعة من عمره بواجباته على أتم وجه. وكان قدرة الله يعطي الصلاة في أول وقتها أهمية كبيرة.
ذكاءه ومواهبه الثرية جعله يتم المراحل الدراسية بنجاح وتفوق. وبعد حصوله على الشهادة الثانوية قُبل في كل من فرعي القانون والأدب العربي في جامعة طهران ولكنه انتخب فرع الأدب العربي بعد أن استشار آية الله خونساري فلقد كان يخشى من القضاء في النظام الملكي ومن خدمة الدولة آن ذاك.
كان يقوم بأنشطة ثقافية وهو يتابع دراسته الجامعية، وكان يلعب دور مؤثر في القيام بأعمال (جمعية ناشري الحق) ، و (هيئة المعاقين الحسنيين)، و(مجمع الشباب العلمي والإسلامي). وبعد التخرج من الجامعة بدأ بالتعليم ولأنه كان من الطلاب الممتازين والمتفوقين في الجامعة كان بإمكانه انتخاب محل خدمته في التربية والتعليم طبقاً لقانون ذلك الزمان ولكن بسبب الأنشطة التي كان يقوم بها نقلته المديرية سابقة الذكر إلى مدينة اليغودرز أحد المناطق الفقيرة لتحول بينه وبين تلك الأنشطة.
كان لقدرة الله إلمام بتفسير القرآن فكان يقيم صفوف لشباب تلك المدينة في هذا المضمار. فأدى الترحيب الكبير بدروسه من قبل الناس إلى حساسية جهاز الأمن السافاك من هذه الصفوف فما كان إلا أن أقدموا على اعتقاله. وفي كل مرة كان قدرة الله يفلت من أيدي عناصر السافاك بذكاء.
ومع انطلاق النهضة الشعبية للثورة الإسلامية الإيرانية كان قدرة الله يقوم بتوعية الناس مضافاً للصفوف التفسير، وكان يشجع طلابه للانضمام إلى الثوار والوقوف في وجه النظام البهلوي من خلال بيان التعاليم الإسلامية.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية المجيدة للشعب الإيراني وفي الوقت الذي بدأ فيه مجاهدي خلق المواجهة المسلحة بشكل علني واجه قدرة الله من خلال الجمعية الإسلامية التي شكلها في مسجد ستوده ومناظرة عناصر مجاهدي خلق المنافقين تحزبهم واديولوجيتهم المتبعة.
وإلى جانب كل أنشطته السابقة تم انتخابه كمرشح لأول دورة تقام لمجلس الشورى الإسلامي. ولكنه بفارق بسيط جداً مع المرشح الثاني لم ينجح في الانتخابات .
دفعه حسن خلقه وتنظيمه واطلاعه الشامل على تعاليم الدين الإسلامي المبين إلى إقامة صفوف لرفع المستوى الروحي والمعنوي عند الشباب في مدينة قزوين.
دفع حب الناس لشخصية قدرة الله إلى إثارة حسد و حقد مجاهدي خلق، فوضعوا اسمه على قائمة الاغتيال وفي تاريخ 3 كانون الأول عام 1981 م أقدموا على تنفيذ عملية الإغتيال.
خرج قدرة الله طبق العادة من منزله لإقامة أحد دروس التفسير ولكن في ذلك اليوم كان مراقباً من قبل عناصر مجاهدي خلق منذ لحظة خروجه، فأسرعوا إلى سيارته وأطلقوا عليه وابلاً من الرصاص فنال بذلك درجة الشهادة وانتقل إلى باريه عز وجل.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر