ولد مرتضى أوراك سوسن في مدينة الأهواز لأسرة متدينة كبيرة العدد في تموز عام 1968م في حي فقير. درس في المدرسة حتى الصف الثالث الإعدادي ثم بدأ العمل بعد ذلك. كان أبواه من العمال النشيطين العاملين في شركة الحافلات وأمه ربة منزل تبذل الكثير من الجهد في تربية الأولاد مضافاً لقيامها بأعمال المنزل الكثيرة.
حين بدأت الحرب المفروضة العراقية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان مرتضى في الرابعة عشر من عمره وبسبب هذه الحرب هاجرت عائلته إلى مدينة شاهرود في محافظة سمنان وسكنت هناك مدة من الزمن. كان يمضي أكثر أوقاته في المسجد فقد كان لديه حب قوي يشده إلى المسجد ولا ريب في هذا فهو قد ترعرع في عالئلة متدينة.
لقد كان مسجد الحي منزله الثاني أيام الحرب إذ كانت المساجد تسخدم كمراكز لتجنيد المجاهدين المتطوعين من الأهلي ثم إرسالهم إلى الجبهة. وبسبب ما كان يسمعه من الأهالي القادمين إلى المسجد والمشتاقين للإلتحاق بجبهات القتال جعل روحه المؤمنة تشتاق للمشاركة في جبهات الحق ضد الباطل.
كان يطلب من والده بشكل مستمر السماح له بالإلتحاق بركب الجنود الذاهبين لجبهات القتال إلا أن هذه المحاولات كانت تبوء بالفشل وتواجه بمعارضة قوية من والده وذلك لصغر سنه. كان أخواه الأكبر سناً وفي ذلك الزمان مشغولان في الدفاع عن أرض الجمهورية الإسلامية.
وبعد انتهاء الحرب المفروضة العراقية على الجمهورية الإسلامية عادت عائلة مرتضى أوراك سوسن إلى الاهواز وتابعت حياتها الطبيعية التي كانت تعيشها سابقاً قبل الهجرة.
عمل مرتضى في مديرية التأمين الاجتماعي و تزوج عام 1993م وأنجبت له زوجته ثلاث بنات.
عندما أصبح أباً صار يقضي أكثر أوقاته داخل المنزل مع عائلته ويساعد زوجته في أعمال المنزل أكثر مما مضى. لقد كان مرتضى شبيه والدته لديه اهتمام خاص بتربية الأولاد. لقد أمضى السنوات الأولى من حياته الزوجية بضيق شديد بسبب الراتب القليل ولكن رأفة وعطف وحنان مرتضى كانت تملأ حياته وحياة زوجته بالسرور.
كان يوصي زوجته بشكل مستمر أن تربي بناته تربية تجعلهن من الأشخاص المفيدين لمجتمهم وأن تسعى بأن تكون حياة وسيرة السيدة فاطمة الزهراء – سلام الله عليها- أسوة لهن.
في30 أيار عام 2005م تجهز مرتضى للذهاب إلى العمل. وفي ذلك اليوم كان يجب أن يراجع مع أحد زملائه مؤسسة الإدارة والتخطيط في المحافظة من أجل القيام بمهمة إدارية ولكنه كان غافلاً عن أن عناصر جماعة حركة النضال العربي الإرهابية قد زرعت قنبلة في ذلك المبنى. عندما دخل مرتضى بناء المؤسسة كانت الساعات الأولى من العمل الإداري وبعد قيامه بالأعمال الموكولة له توجه إلى الحمامات وهناك لاحظ حقيبة غريبة بعثت الشك في داخله .
وفأخبر عنها قوات الأمن الموجودة في المؤسسة وعندما جاء أمن المؤسسة لتفتيش الحقيبة فتحها وبنفس اللحظة التي فتحت اللحقيبة فيها انفجرت القنبلة المزروعة فيها وارتقى مرتضى أوراك سوسن وعدد آخر من الأشخاص المتواجدين في بناء المؤسسة إلى مقام الشهادة الرفيع.
ترك تعليقاتك
إدراج تعليق كزائر